سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثائق "القاعدة" تعلم تفخيخ الشاحنات والقتل وصنع السلاح الكيميائي والكتابة بالحبر السري . "الحياة" تنشر رسائل "المتطوعين للجهاد" في معسكر "خلدن": خلافات بين العرب والعجم ... وشكوى من نقص الذخيرة وجدل على "حرب المدن" والاغتيالات
أخلى أعضاء تنظيم "القاعدة" بيوتهم الآمنة ومعسكرات تدريبهم في أفغانستان على عجل تحت وطأة الضربات الأميركية. وترك هؤلاء وراءهم عشرات الوثائق والمستندات التي تكشف الكثير عن طريقة تفكير قادة التنظيم وخططهم. ظهر هذا الأمر جلياً عندما سقطت كابول في يدِ المعارضة الشمالية، بعد أسابيع فقط من بدء الولاياتالمتحدة "الحرب على الإرهاب" في تشرين الاول اكتوبر الماضي. فهناك، وتحديداً في "بيوت العرب" كما يقول عنها الأفغان، عُثر على وثائق عدة تكشف اختبارات "القاعدة" على الأسلحة الكيماوية. وما حصل في كابول، تكرر في أماكن أخرى، بينها معسكرات التدريب الذائعة الصيت في شرق أفغانستان. "خلدن" واحد من هذه المعسكرات المقامة في خوست القريبة من حدود باكستان. كان يعجّ بالحياة، قبل ان يتعرض لغارات طائرات ال"بي 52" على معسكرات "القاعدة" و"طالبان". عشرات المتطوعين مرّوا فيه. دورات التدريب التي خضعوا لها كانت سريعة، تستمر شهراً أو شهرين، يعود بعدها معظم المتخرجين الى بلدانهم، بعضهم "خلايا نائمة" تنتظر إشارة ما للمشاركة في "الجهاد". قلة منهم فقط، وتحديداً "المتفوّقون" في دورات التدريب، كان مصيرهم مختلفاً. إذ بدل العودة الى بلدانهم يُعرض عليهم الانتقال الى معسكرات أخرى لتلقي تدريبات "نوعية"، غالباً ما كانت تجري في معسكر "الفاروق". وفي نهاية الدورة الجديدة، يُصبح المتطوعون أعضاء في "القاعدة"، ويحظى بعضهم ب"شرف اللقاء" مع زعيمها أسامة بن لادن. بعد "التخرّج"، يُرسل "القاعديون الجدد"، في البدء، الى جبهات القتال بهدف مساندة "طالبان" في هجماتها على قوات المعارضة. وهناك يتم تقويم أداء المقاتلين ومدى رغبتهم في "الاستشهاد". ومن بين هؤلاء، تختار "القاعدة" مُنفّذي عملياتها الانتحارية في العالم، مثلما فعلت في تفجير سفارتي أميركا في شرق افريقيا في السابع من اب اغسطس 1998. إذن معسكر "خلدن" الذي يبدو انه توسّع بسبب كثرة "ضيوفه" وأُضيف اليه معسكر آخر اسمه "خلدن الجديد"، ليس سوى البداية للمرشحين لعضوية "القاعدة". هؤلاء المتطوعون ليسوا سوى "جهاديين"، جاؤوا الى أفغانستان للتدريب وليس بالضرورة لكي يُصبحوا أعضاء في "القاعدة". "خلدن الجديد" يضم خمسة عنابر. أحدها يضم صفاً في الغرف الفسيحة التي يبدو انها كانت تؤوي المدربين وعائلاتهم. أشجار تفصل العنبر الى قسمين. في الصف المقابل غرف أخرى فسيحة، أمام كل منها حديقة صغيرة مسوّرة. الغرفة الأخيرة في العنبر كناية عن مكتبة، تحوي كتباً فقهية إسلامية. وفيها أيضاً خمسة كمبيوترات. على الأرض، في زاوية الغرفة، رزمة رسائل، والى جانبها مستندات ووثائق بالعربية والانكليزية. أخبرني الصحافي الانكليزي الذي كان أول من دخل "خلدن الجديد" مع مجموعة من الأفغان في كانون الاول ديسمبر الماضي، ان الرسائل والوثائق كانت أول ما لفت انتباهه في العنبر. أمعن النظر فيها، لكنه لم يفقه شيئاً. فهو لا يعرف العربية. فوضعها في حقيبته وعاد بها الى بلاده. وبما انه يعرفني منذ سنوات، قال لي: خذها، واستخدمها إذا رأيت فيها ما يفيد، فأنا لا احتاجها. شكرته. ثم جلست أقرأ فحواها. "علم المتفجرات" كان عنوان فصل من كتاب بالعربية يدرسه المتطوعون. "التفاعلات الانفجارية"، "الاشتعال الوميضي والاشتعال المدوي". عناوين فرعية في فصول الكتاب، وتحت كلٍ منها معادلات بالانكليزية تشرح معناها. لم أفقه شيئاً، فعلم المتفجرات ليس واحداً من اختصاصاتي. نظرت الى كُتيّب آخر، بالانكليزية، يُعلّم التفخيخ والتفجير عن بُعد. في أسفل الصفحة الأولى عنوان فرعي "تحذير" Warning يقول "ان سوء استخدام المعلومات الموجودة في هذا الكتاب يمكن ان يكون خطيراً و/أو غير مشروع". فأسرعت برميه من يدي. كُتيّب آخر يبدأ بشرح كيفية تفخيخ الأبواب مع صور توضح كيف يحصل ذلك. بدأ بالأبواب، وانتقل الى كيفية تفخيخ الساعة، وقفل الباب، والجرس، وصندوق البريد، وتصنيع جهاز تفجير كهربائي، وتركيب "مدفع محلي الصنع". كلها مرفقة بنصوص وصور توضح كيفية حصول ذلك. إزداد خفقان قلبي، فرميت الكتيّب من يدي. نظرت الى آخر فرأيت صورة شاحنة مع شرح لكيفية تفخيخيها، فأسرعت الى رميه أيضاً خشية ان ينفجر في يدي. حملت كتاباً آخر، بالعربية، عنوانه "السلامة العامة في المختبرات الكيميائية/دورة تأسيسية خاصة للمجاهدين العاملين في ميدان تصنيع المتفجرات". وبما أنني لا أزعم انني كنت مجتهداً في مادة الكيمياء، فإن مواد "سيانيد البرتاسيوم" و"حمض الكبريت" و"الفوسفور" و"ملورات البوتاسيوم" لم تعن لي سوى شيء واحد: ضرورة الإسراع برميها من يدي. حملت الكتاب الذي يليه فوجدته يتعلّق ب"تصنيع الأحبار السرية"، وفي مقدمته ورد الآتي: "يتطلب العمل الجهاد المنظّم دقة ونظاماً وسرية في إصدار الأوامر الخاصة وتعاملات الافراد لإجراء العمليات العسكرية الناجحة ضد أفراد العدو. ومن أجل ذلك رأينا ان نُقدّم هذل الجهد المتواضع "دورة الأحبار السرية" من أجل رفع راية لا اله إلا الله". ويشرح الكتاب، مثلما هو واضح من عنوانه، أنواع الاحبار السرية وانواع الأوراق التي يجب ان تُستخدم في الكتابة، وكذلك كيفية تظهير الرسائل المكتوبة بالحبر السري. والى جانب هذه الكتب، كتب أخرى، بالعربية، تُعالج قضايا فقهية بينها "شبهة اطلاق العذر بالجهل في دار الإسلام" و"تكفير طالبان من أجل موالاة الكافرين" و"تكفير الديموقراطيين" وغيرها من المواضيع الغارقة في الجدل الفقهي بين العلماء المسلمين. وفي نهاية الرزمة، وجدت مجموعة من الرسائل - تزيد على الثلاثين في مجموعها - كلّها موجّهة الى شخص يُدعى "أبو سعيد الكردي". "أبو سعيد" هذا كان مسؤولاً عن التدريب في معسكر "خلدن الجديد". لم يكن يعرف بالطبع ان الرسائل الموجّهة اليه يمكن ان ترى يوماً طريقها الى النشر. ولا شك ان الذين كتبوها ما كانوا يتوقعون ذلك أيضاً. لا تكشف الرسائل أسراراً عسكرية، ولا خططاً ل"القاعدة" لتنفيذ هجمات. قلة منها تحوي إسم صاحبها ووسيلة الاتصال به لدى عودته الى بلده. هؤلاء، على ما يبدو، يريدون ان يقوموا بعمل "جهادي"، بل هم يسعون الى مثل هذا العمل وينتظرون إشارة التحرك. ربما خرقوا التعليمات، بكشف اسمائهم أو كناهم أو وسيلة الاتصال بهم. إذ يبدو في حكم المؤكد، من خلال قراءة هذه الرسائل تكراراً، ان لها هدفاً واحداً وهو أن يقوّم كل واحد من ال34 الذين خضعوا لدورة التدريب التي جرت في شهر رمضان العام 1998 رأيهم فيها. وهنا تحديداً يُصبح للرسائل معنى. يُكتشف، مثلاً، ان مقاتلي "القاعدة" خضعوا لتدريب على "حرب المدن"، كانت تنقصهم قلة الذخيرة، وبعضهم كان يشتكي من قلة التدريب على "الاغتيالات". كانوا يعانون مشاكل في ما بينهم، لا سيما بين العرب و"العجم". لم يكونوا جميهم معجبين بطريقة "أبو سعيد" في إدارة الدورة القتالية، ولا بطريقة تعاطيه مع المتطوعين، ولا بالعقوبات التي كان يُنزلها بهم. العديد من كاتبي الرسائل كانوا من غير العرب، إذ ان رسائلهم، المكتوبة كلها بالعربية، كانت حافلة بأخطاء، يجعل بعضها غير مفهوم بتاتاً. وبما ان هذه الرسائل تُلقي بعض الضوء على ما كان يحصل داخل دورات التدريب للإسلاميين في أفغانستان، فإن نشر بعضها قد يكون مفيداً لفهم طريقة تفكير "المتطوعين للجهاد" والأهداف التي يسعون الى تحقيقها. وفي ما يأتي ملخص لبعضها علماً ان كلّها يبدأ ب"بسم الله الرحمن الرحيم" وبمقدمات ذات طابع إسلامي: 1- أخي الحبيب أبو سعيد الكردي إن شاء الله تكون بخير وصحة جيدة ... ان التناصح لله ورسوله ... والله إنّي أحبك في الله ولله، واسأله ان يجمعنا في جنّات الفردوس. أوصيك بشيء عظيم ألا وهو الإخلاص لله وحده لا شريك له، وبالعمل وبعدم الغيبة والنميمة، وان تكرر ذكر الله عز وجل، وان تتقي الله في إخوانك الذين تدرّسهم، وان تربّيهم على الأدب والاخلاق الحميدة والسمع والطاعة، وبالصيام وقيام الليل والدعاء لي بالشهادة. أخي، والله سامحني لقد تأخرت عليك بالرسائل. في هذه الرسالة صندوق بريدي أرجو منك ان تراسلني ص. ب. 245 اليمن - صنعاء باسم عمر حمود ومنه الى أبو زياد. أبلغ سلامي الى عبدالله الليبي إن لقيته أو زارك. أخوك أبو زياد اليمني 2- ... أما بعد، من أجل ضعفي وقلة تمييزي بإحاطة ما حدث في داخل الدورة، ولكن خلاصة القول: تمت الدورة بخير والفوائد، وهذا فضل من الله عز وجل. أما أبو سعيد، فجزاك الله كل الجزاء ... هذا ما أقول - خير الكلام ما قل ودل وليس خير الكلام ان يقوم رجل بقول كل ما رأى وسمع. الإمضاء بالإنكليزية 3- الحمد لله الذي هداني لهذا، وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. الحمد لله الذي أوصلني الى هذا المكان، الحمد لله الذي وفّقني في هذه الدورة. نُحبك في الله. أنصحك: كلما كان في نفسك شيء أخرجه مباشرة، وأجعل ما في قلبك على لسانك. سامحني على ما بدر مني تجاهك، وجزاك الله خيراً على تدريبنا، نطلب من الله ثم منك السماح على كل شيء. اللهم أغفر لنا وارحمنا وتب علينا وارزقنا العمل الصالح الذي ترضاه. نسألك الفردوس الأعلى. اللهم، كما جمعتنا في هذا المكان المبارك إجمعنا في ساحات الجهاد. 4- الى أخينا أبو سعيد نحن أخذنا منك دورة الكلاش الكلاشنيكوف وحرب الجبال وحرب المدن .... أنا ما رأيت منك أي خطأ وما وجدت منك أي شيء. ما أخذت منك درس التكتيك فقط، بل أخذت حُسن الخلق وترحم المسلمين. هذا يكفي إن شاء الله نسأل الله ان ينفعنا بهذا التدريب 5- جزاك الله خيراً. لقد استفدنا كثيراً من الأمور. والمشكلة ان الطلقات قليلة والعمليات قليلة. وحرب المدن ناقصة. 6- الى الأخ العزيز الغالي ... الى من يتطلع بعين الشوق الى قيام الدولة الإسلامية، الى شبل من أشبال هذه الأمة، الى حفيد من أحفاد صلاح الدين الأيوبي ... الى الأخ أبو سعيد الكردي أخي، عليك بتوقي الله ... واعلم ان النصر مع الصبر. أخي أرجوك ان تسامحني وتدعو لي بالثبات. أخي أخبرك بأنني في صحة وعافية والحمدلله. أخي أسأل الله ان يرزقنا وإياك الشهادة. أخوك: بدر الراحل *أرجوك ان تبلغ سلامي الى كل من: عمي الشيخ، أبو عمر الجزائري، الشيخ عبدالله محمد النجراني، جليبب الأفغاني، أبو الحارث، أبو عاصم، أبو المغيرة، العم يحيى، أبو عمر الطاجيكي. 7- أخي في الله/أبو سعيد الكردي أسأل الله ان تكون بصحة وعافية ... واعلم انك تحمّلت مسؤولية عظيمة وهي التدريب في سبيل الله ... فاصبر وصابر ... واعلم ان كل من درّبتهم فهم في ميزان حسناتك.... أخي الحبيب في الله/ إذا لم نلتق في الأرض يوماً فموعدنا غداً في جنات عدن. ... أرجو منك السماح في كل شيء رأيته مني من سوء خلق وعدم معاملة حسنة. إنني مسافر الى الدنيا ومحتاج الى الدعاء، والله إنني محتاج الى الدعاء فلا تنساني ... وأدع لي بالثبات والشهادة في سبيل الله. ... ملاحظة: إذا أردت أي شيء من الجزيرة فأنا بإذن الله مستعد. وإذا أردت ان ترسل رسالة فارسلها عن طريق أبو المتنى الرحّال فهو يعرفني جيداً. أخوك المقصّر في الأخوة في الله أبو حورية الكردي 8- أولاً: أخبرك ان دورة التكتيك هي أهم دورة في المعسكر. ثانياً: ان برنامج الدورة كان جيداً وكانت فائدة الدورة كبيرة والمعلومات عديدة. ثالثاً: أرجو زيادة عدد الرماية بالكلاشن في دورة الكلاشنكوف خاصة وفي كل الدورة عامة. رابعاً: الطابور كان في البداية جيداً وقوياً وهذا هو المطلوب. أما في الأيام الأخيرة فقد ضعف الطابور، ولكن نرجو ان يكون مثل البداية في كل أيام الدورة. وأرجو الإكثار من القفز والنزول والطلوع من الجبل، وإذا طبّقنا هذه التمارين في الدورة فإنه لا بد من إطالة وقت الدورة. خامساً: أرجو ان يكون المدرّب وقت الحزم والانضباط حازماً ويتحمّس مع الموضوع. أما وقت الضحك والمزح مع الأخوة فيأخذ أسلوب اللين والضحك. سادساً: لا بد للمعسكر ان يساعد المدرب وذلك من أجل ان يستمر المدرب على التدريب الجيد. - في هذه الدورة كان هناك بعض المشاكل وقد كانت سبباً لقلة الفائدة. كان وجود المشاكل يُتعب المدرب والأخوة كذلك فينشغلون عن الفائدة. وكذلك لا أنسى ان عرضك كان سبباً كذلك لنقص الفائدة، ولكن قدّر الله وما شاء فعل. وكذلك فعل بعض الأخوة انه يفعل ولا يفكّر، وقد يفعل أشياء تؤذي المدرب او المتدربين وتكون سبباً للمشاكل. - أرجو في الدورة - في العمليات - ان نعمل كل ما يتعلق بالعملية من ترصّد وغيره وليس فقط الرقابة. وقد كانت طريقتك، يا أبو سعيد، في الدورة من حيث العمليات جيدة. - ان الأخ الذي يسبب مشاكل وفوضى لا بد ان يُعاقب، ولو إضطرت الإدارة ان تخرجه من الدورة وذلك لأن مصلحة الأخوة جميعاً مهمة جداً. 9- دورة الكلاشن كانت جيدة وأكملناها بخير - والحمد لله. أما حرب الجبال : كنا نتوقع انها أصعب الدورات ... ولكن أصبحت أسهلها .... وكما تعلم، ما بتنا خارج المعسكر إلا ليلة واحدة. كذلك كنا نتوقع ان تكون دورة التكتيك صعبة من ناحية الجري وصعود الجبال والنوم فوق الجبال والمسيرات الليلية. ... كما قلت لنا إنك سألت إدارة المعسكر ان يعطوك فترة طويلة للدورة، ولكن أكثر الأخوة يريدون ان تنتهي الدورة بسرعة وبدون فائدة. ... وكما تعلم، حصلت مشاكل بين بعض الأخوة. 10- أولاً سامحني وهذا أهم شيء عندي. أما ما رأيته منك، أولاً: حركات كثيرة في الطابور ليست جيدة وفيها إخلال بالمروءة. وثانياً: عليك بحسن التعامل مع الأخوة، فلا تدري من الممكن ان تُغضب ولياً من أولياء الله فيغضب عليك الله عز وجل. وعليك بإصلاح ما بينك وبين الإدارة وعليك بالحكمة في الإصلاح بين أفراد مجموعتك وان لا تنحاز إلى أي أحد منهم. 11- أخي العزيز، نرجو منك ان تسامحنا وتعفو عنا في ما أخطأنا معك وفي حقك، ونحن كذلك لا شك أننا نسامحك في الدنيا والآخرة إن أخطأت معنا. على كل حال، مرّت الدورة بخير ... ونسأل الله ان تعيد الدورة مع أخوة آخرين وينفعك الله بهم. ملاحظة: يحدث بين الأخوة بعض المشاكل وبعض الحزازيات وبعض الحساسيات. فنصيحتي ان تجعل وقتاً مخصصاً ... للإصلاح بينهم. نصيحتي في الله: بدل الركوض ساعتين اتركها نصف ساعة، وساعة ونصف تجعلها حركات قتالية: الخناجر، حرب الشوارع التي تُسمّى بالكارتيه، حتى يستفيد الأخوة من ذلك في قتال الطواغيت. 12- 1- نحمد الله ... على هذه النعمة العظيمة الذي أعطانا إياها وهي دخول هذه الدورة والاستفادة منها. 2- إني في البداية كانت معنوياتي مرتفعة جداً. وبعد المشاكل نقصت معنوياتي. 3- أخبرك اني استفدت استفادة عظيمة من هذه الدورة، وليست فقط الفائدة العسكرية. 4- إنه اذا رأى المدرب أو الأخوة مشكلة فلا بد ان يصلحها بسرعة حتى لا تكبر المشكلة وتزداد. وكذلك هذا الواجب يقع على الإدارة. 5- انه في وقت الحزم لا بد ان يكون حازماً ووقت اللين يكون ليناً. 6- أرجو ان تكون حرب الجبال أقوى قليلاً. 7- إذا أعطى المدرب الأخوة عقوبة جماعية أو فردية، فلا بد من التفتيش حتى يتأكد المدرب من تنفيذ العقوبات. 8- لا بد على المدرب والمتدربين ان يركّزوا تفكيرهم على الدورة وترك التفكير في غيره. 13- أولاً أخبرك بأنني استفدت استفادة عظيمة. ثانياً أذكرك ببعض الأمور التي أرجو ان يكون لها فائدة في المستقبل: 1-إن كثيراً من الشباب يأتي من بلاده وهو مُتعب نفسياً وذلك من ضغط حكوماتهم أو غير ذلك. ويأتي الى هنا وتتغير عليه الحال، وهو بعيد عن أهله وغير ذلك - وكل هذا في سبيل الله. ولكن لا بد ان تُراعي وتنتبه الى هذا الشخص ولا تزيد عليه نفسياً وخاصة إذا كنت أمام زملائه ويصبح الرجل شديد الحياء. 2- أرجو ان تعامل الأخوة في وقت الحزم بالحزم والانضباط مثل وقت العملية وغير ذلك، فإن هذا الموضوع ليس فيه مزاح. ولكن وقت المزاح والضحك والفراغ ووقت الدرس إذا كان هناك وقت للمحادثة، فإن الطالب او المتدرب يُسرّ كثيراً عندما يرى مدرّبه مسروراً ضاحكاً يتكلم معه بكل راحة وانبساط. 3-أرجو ان تكون العقوبات مفيدة للشخص، مثل "الزكوياك" وغيره من العقوبات المفيدة. ولكن عندما تكون العقوبات غير مفيدة مثل حلق الشعر، فهذا لا احبه - والله أعلم - لأن قطع يد السارق ليس دليلاً على مثل هذه العقوبة. فربما يأتي شخص ويقول: لماذا النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقب الصحابة عندما نزلوا من الجبل يوم أحد. ولذلك، المسألة تحتاج الى مزيد من السؤال والتأمل. 4- أرجو الانتباه الى أمر العقوبات الجماعية بسبب خطأ واحد من الأفراد. وأرجو السؤال عن هذا من المشائخ، وكذلك السؤال عن القاعدة التي تقول ان الأشياء العسكرية ممنوعة إلا ان يحلّها المدرب او يُجيزها. 5- أرجو عدم التسرع بالعقوبات، وأرجو مراعاة الأخوة المرضى وعدم تكليفهم ما لا يطيقونه وعدم المشقة عليهم. 6- أرجو الانتباه الى أمر المجموعات. فمن الأفضل ان في التمرين الأول التطبيقي تكون المجموعة الأولى هي التي تبدأ أولاً، ثم في الغد تبدأ المجموعة الثانية أولاً، ثم في اليوم الثالث تبدأ المجموعة الثالثة في البداية أولاً. وهكذا حتى لا يمل الأخوة ويكون أصحاب المجموعة الأولى هم الأكثر راحة عن غيرهم. 7- وضع أسامة الجزائري أميراً. هذا من أفضل ما في الدورة، فلقد كان جيداً مع الأخوة. ... وأرجو ان تحرص حرصاً شديداً على وضع أمير يكون محبوباً من الجميع في المرات المقبلة. 14- بعد انتهاء دورة التكتيك يطيب لي ان أقول مستعينا بالله ما يلي: - أنا فرح كثيراً لأنني تعلّمت ما شاء الله من الرماية على مختلف الأسلحة وعلى أنواع الرماية. - دورة التكتيك بالنسبة لي هي الأهم. - فوائدها كثيرة، أما سلبياتها فهي كالآتي: - لقد اتعبتنا حرب الجبال كثيراً - أي التركيز عليها كان كبيراً. - الرماية كانت ضعيفة، نسأل الله السداد يوم اللقاء. - إن العقوبات إذا كثرت على شخص ما فالعامل النفسي يُتعب كثيراً ويُسبب قلقاً نفسياً. نصيحة: - ان نركّز كثيراً على حرب المدن. - نمارس لفترة طويلة: الحبال، الكاراتيه، السكاكين، الدفاع عن النفس، المبارزة. - التركيز على اللياقة البدنية يوم جري، واليوم الآخر حركات مبرمجة - اعطاء الراحة اللازمة بعد الجهد الطويل ضروري. - زرع روح الجهاد ورفع المعنويات من خلال كلمة قبل بدء الطابور. ملاحظات عامة: - كثرة المشاكل بين الشباب، إلا من رحمه الله. - عدم وجود الذخيرة في الوقت المناسب. - مكوثنا لفترة أكثر من أسبوعين بدون رماية. 15- لقد تعلّمت منك أشياء أسأل الله ان تكون في ميزان حسناتك. ولكن إللي يزعلني منك هو كثرة الطوابير والجبال التي أكرهها كرهاً ما يعلمه إلا الله. وسامحني يا أخي الكريم على ما بذل مني من سوء خلق وهروب من الطوابير وكثرة الضحك. وسامحني، الرسالة قصيرة لأن الوقت ضيق جداً ولأنني إنسان مشغول جداً. أبو حورية اليمني 16- حدثت واقعة بين بعض الأخوة وكان ينبغي معالجتها من البداية. وإذا استمرت المشكلة يتم طرد المتخاصمين من الدورة. عند تطبيق بعض التمارين يُخطئ بعض الأخوة من العجم، فأنت تغضب. وإذا أخطأ بعض الأخوة الذين يعرفون الكلام العربي أنت لا تغضب. في الطابور كان ينبغي الإكثار من حركات القتال القريب. بالنسبة الى الطلقات كانت قليلة. أما حركات حرب المدن والرماية فكانت جيدة جداً. أما العقوبة التي تعطى للأخوة - بعضهم لا يطبقها وأظن انت تعلم. كان ينبغي ان تنزل عليهم عقوبة مضاعفة. وأنا أرى ان تزيد مدة الدورة شهراً زيادة. 17- هذه الرسالة ليست الى المدرب سعيد الكردي بل الى أحد المتدربين في معسكر "خلدن الجديد" في خوست ويدعى "فيض الله التركستاني أخي فيض الله، لقد وعدتك بالرجوع بعد ثلاثة أيام. لكن الله يقدّر أين نضع الخطى، وقد أسلمت له أمري. بعد وصولي الى كابل وجدت من أعرف من معسكر الفاروق. واتصلت ببعض الأخوة ويسّر الله لي ان أدخل دورة التكتيك التي تمنيّتك معي فيها. ولكن العدد تام ولا يقبل أبداً الزيادة. أخي الحبيب، أرجو ان يكون عكرمة قد أعطاك شريط القرآن، وإن نسيه فلا بأس ان تُذكّره به فهو في السيارة. أخوك حُذيفة الجزائري 18- الرسالة من المدرّب سعيد الكردي الى شخصين يبدو انهما قررا ترك الدورة والعودة من خوست الى بيشاور الى الأخوة الأعزاء زياد اليمني - عباس الكويتي أولاً: أدعو لكم ان يتقبّل الله منكم وأدعو الى عباس ان يشفيه من جرحه. ثانياً: سمعت اليوم انكم في بيشاور. أحببت ان أكتب لكم رسالة واكتب فيها السلام والدعاء والنصائح .... أخي الكريم، أقول لكم أولاً لما سمعت من الليبي انكم ذهبتم الى الخط، صراحة زعلت من الليبي عن هذا الخبر وحزنت كثيراً ... لو قنعت بأن القتال فرض عين عليكم لإعلاء كلمة الله ولإقامة الدولة الإسلامية فيجب ان تبقى معهم حتى تلقى الله، كما قال الشيخ عبدالله عزام. فلماذا يا أخي الآن اسمع انكم تسافرون؟ فالأمر والله واضح. فارجع الى نفسك. ثالثاً: أمرنا الله ... بالجماعة. والحمد لله انتم كنتم جماعة ... وحتى والله أنا كنت أريد ان ادخل معكم. وحتى الآن والله لو اسمع من الليبي انه يذهب الى أي مكان فيه جهاد أذهب معه ومعهم. فلماذا يا أخي تركتم انتم اخوانكم، وتقول يقيم عليّ الحجة والقتال فرض عين عليّ؟ نعم، حتى فرض عين عليك فيه شيء أولاً من القتال ألا وهو الإعداد. إن لم تعد نفسك إعداداً كاملاً وتدخل المعركة فأنت أثم شرعاً. فيا أخي نصيحة مني ان تعمل برنامج على نفسك وتمر على نفس البرنامج وتبقى مع الجماعة وترضى بها على كل الأمر الذي جاء من أميرك بموافقة الكتاب والسنة. الليبي يقول لكم الآن عندنا الإعداد ثم القتال. ... نعم الآن سمعت، يا زياد، أخبارك: تسافر الى اليمن ثم اريتريا. طيب! ماذا هو برنامج الليبي معكم؟ لماذا لا تذهبون سوية ولماذا تذهب لوحدك ولماذا تترك القتال الذي اقتنعت به ... والذي هو قريب منك وتذهب جنوب الدنيا. ما أدري يا زياد أنت أي عقل في راسك يلفك في الدنيا مثل الخاتم في الاصبع. إذا فقط كنت تريد الموت تعال الى هنا. أنا اقتلك، ما تتعب نفسك. نعم أنا وانت اتينا الى خلدن تقريباً سويّاً. والآن أنا أخذت كل الحاجة وانت تدور هنا وهناك، وإذا مت في الدوران عملك لا يكون لله. فالحمد لله ثم الحمد لله درّبت الى الآن أكثر من مئة شخص وخرجت مهاجراً الى الله، فإذا مت هنا فإن شاء الله من الشهداء ... يا أخي نصيحة أخيرة ان تبقى مع الجماعة. ... أقول يا أبو زياد: كتبت كلاماً شديداً فاعذرني. اخوكم سعيد الكردي 19- ملاحظة: نقص الأجهزة. نحن في 1998 والمدن كبيرة والأعداء مجهزون ومدربون من أجل حرب المدن. لكن الإسلاميين أو رابطة العالم الإسلامي - الجهادي - مريضة. والمجاهدون فقراء في العدة وفي الاقتصاد. لهذا يجب تدريب المجاهدين على كيفية اقتحام وأخذ الأموال من السيارات المخصصة لنقل الأموال بهدف دعم الجهاد. تدريبهم على التمويه داخل المدن. تنفيذ الكمائن في أوساط الشوارع المزدحمة وكيفية الهرب بدون مشكلة. لهذا علينا ان ندرّب على حرب المدن كثيراً لأن الأعداء والطواغيت هم داخل المدن وليس في الجبال. بالنسبة الى الرياضة يلزم برنامج. لأن كثرة الجري تُتعب. لهذا يجب بل لا بد من حركات. ويجب ان تكون الأغذية جيدة - وجود فيتامينات - تقوّي. فالإنسان مثل السيارة التي تمشي بالبنزين. إذا وضعنا الديزل محل البنزين توقفت. 20- معلوم ان دورة التكتيك من أهم الدورات في المعسكر، ولذلك يجب قبل بدء الدورة تجهيز كل مستلزمات الدورة من ذخيرة وأسلحة بقدر المستطاع. بالنسبة لحرب المدن وهي دورة مهمة، ولكن تصوّر المدينة كان بعيداً، حيث لا توجد غرف للتطبيق إلا المسجد. بالنسبة للاغتيالات، كان التطبيق قليلاً، وكذلك الذخيرة كانت قليلة جداً حتى ان الأخ لم يتعود على المسدس. وكذلك في التدريب على أوضاع الرماية كان الأخ يمسك بمخزن الكلاش وهي لا تصح لمسكة المسدس. لو اشتريتم مسدسات "لعب أطفال" حتى يتعلم الأخ المسكة الصحيحة. ... أنا أرى ان دورة التكتيك مهمة ولكن فيها نظري كثير بدون تطبيق. فيجب الإكثار من التطبيق حتى يستفيد الأخوة. عند التطبيق كثير من الأخوة يُخطئون، وأنت لم تصحح لهم. حتى إني أذكر عند تطبيق مبدأ الساعة قلت كل الاخوة طبقوا ... إلا مسلم الصومالي. وأنت لم تعلم إلا عندما اتى جميع الأخوة ولم يعاودوا التمرين بشكل صحيح، وهذا خطأ. أخي، عندما يُخطىء بعض الأخوة تُنزل عقوبة بجميع الأخوة. أذكر عند تطبيق الاقتحام على غرفة المسجد عاقبت الجميع بالزحف في السيل، وهذا لا يجوز شرعاً لأن العقوبة تنزل على المخطىء وليس على الجميع - إذا كان يوجد دليل بالجواز نرجو ايضاحه لنا. أخي عند سفر أحد الأخوة المفاجيء قد يكون الأخ أخطأ بعدم اخبارك مسبقاً. ولكن عندما طلب منك السماح غضبت عليه، فنرجو منك ان تسامحه وتعفو عنه. 21- منهج الدورة: أخي كما تعلم ان الإعداد يوافق طبيعة الجهاد في الحالة التي نعيشها. عند مقارنة التدريب الذي نقوم به مع احتياجات الجهاد الحالي فهو بعيد نوعاً ما عن مستوى المواجهة. فالنهج المتبع منا هو حرب الجبهات والتأكيد فيه على حرب الجبال. والجهاد القائم الآن هو جهاد المستضعفين والتأكيد فيه على حرب العصابات، وإن كان هناك حرب جبال فيكون قليلاً. فبالنسبة لدورة التكتيك قضينا وقتاً طويلاً في حرب الجبال وبذلنا طاقتنا قلم يبق لحرب المدن والعصابات قدرة وقوة. يعني كل النشاط ذهب في الأول مع حرب الجبال وكان الأولى على الأقل ان تقدم دورة حرب المدن بما فيها حرب العصابات والاغتيالات في الأول بتوسع وفي الأخير تكون حرب الجبال باختصار، والله أعلم. أما المدة ففي هذا القدر الكفاية ولقد تجاوزنا مرحلة الصبر ودخلنا مرحلة المصابرة خاصة مع حرارة الجو وقلة الذخيرة وفقد الأسلحة. 22- غالباً دورة التاك تيك كانت جيدة. لكن في بعض الأحيان كانت هناك مشكلة بين الأخوان، ... وهذا طبيعي. مثلاً العمل الذي هو عيب كبير في بلدي يمكن ان يكون عادياً في بلد آخر. لا بد ان نفهم هذه المسألة. الشيء الثاني، بعضنا يعرفون الدين. يعني عندهم علم. لكن بعض الاخوان قبل ان يأتي الى هنا كانوا في حياة الجاهلية. هم عرفوا الإسلام فجاؤوا الى خلدن. كاتب الرسالة ليس عربياً. وهو يتابع رسالته متحدثاً عن حساسيات حدثت بين المتدربين. 23- الكاتب هنا ليس عربياً، ويكتب بلغة سيّئة نحمد الله على هذه النعمة .... أما بعد، بدأت دورة التكتيك في مرحلة جيدة ... وكانت النفس مستعدة للقبول. ولكن بعدما تجاوزنا حوالي 27 يوماً من التدريب ... بدأت نفسي تملّ من التدريب ... الذخيرة مفقودة في المعسكر، وبدأت المشاكل بين الأفراد، وحتى في التدريب صاروا يمرون بغير ترتيب. أما حرب المدن فلم تكن كما كنت اتصور، وهذا من عدم الترتيب والتقصير من الإدارة. 24- من الأشياء الى أراها - والله أعلم - خطأ هذا في رأيي هي قانون "الخطأ يشمل المجموعة كلها" ... والله ما علمت هذا النظام إلا في جيوش الكفر، وهذا الأمر والله المستعان يعمل به كثيراً الأمراء. فاسأل الله ان يغفر لهم. وكذلك يجب على الأمير ان يقبل العلم من الآخرين حتى لو كان تلميذاً له ... كذلك لاحظت عليك ملاحظة وهي انك لا تدخل معنا في الكلام والمزاح خارج التدريب حيث إني والله لم أجلس معك أبداً ولا أذكر اني مازحتك أبداً حيث انك تتعامل بالجدية معنا سواء في التدريب أو خارج التدريب، مع العلم انك قد تتكلم وتمازح الشباب الذين خارج التدريب، فما أعلم ما هو السر. 25- الحمد لله مرّت الدورة بخير ... ولم يكن فيها قتل أو إصابة. ... المشكل هو نقص الذخيرة الذي أثر على معنويات الشباب. ... ركّزنا في الدورة على حرب الجبال وإننا الآن نعيش مشتتين في جميع أنحاء العالم، لهذا يجب ان يكون التدريب على حرب المدن والقتال القريب والتدريب السريع الذي يسيطر على أعداء الإسلام وتمارين تقوية العضلات. ونطلب منكم ولو عشرين أخاً ذوي عقيدة صحيحة وتدريب قوي يذهبون الى ... في أوروبا لكي نشفي اخواننا المسجونين. وهذا هو المشكل الذي في المعسكر لأن الناس ينفقون أموالاً للتدريب والقيام بعمليات وليس للأكل والنوم. أما في قضية الأموال يجب ان نتوكل على الله فهو الرازق. وهذا هو المشكل ان عمل الجهاد تسيطر عليه الدول من خارج وذلك تابع للتموين. يجب على المجاهد ان يأتي بماله بنفسه لأن أوروبا مملوءة بالأموال.