واشنطن - أ ف ب، رويترز - وصفت الولاياتالمتحدة المحادثات التي اجرتها مع ليبيا في شأن قضية لوكربي بأنها "بناءة"، لكنها ما زالت تنتظر منها الاعتراف بمسؤوليتها التامة عن تفجير طاءرة الركاب فوق اسكتلندا العام 1988، وتعوض على عائلات الضحايا. واكد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليم بيرنز الذي اجرى سلسلة من الاتصالات اخيرا في لندن مع مسؤولين ليبيين ان "المحادثات كانت بناءة وهادفة". واضاف بيرنز الذي كان يتحدث خلال مؤتمر في واشنطن مساء اول من امس ان اعتراف طرابلس بمسؤوليتها المترافق مع دفع تعويض الى عائلات الضحايا "يجعل من الممكن رفع العقوبات" التي قررتها الاممالمتحدة للضغط على ليبيا في هذه القضية. واعتبر ان ذلك "يفتح الباب امام اجراء اتصالات على المستوى الدولي مع ليبيا"، لكنه اضاف: "في ما يتعلق بالعقوبات والقيود الثنائية الاميركية على ليبيا، فهي امور يتعين ايجاد حلول لكل منها على حدة". واعلن ان الولاياتالمتحدة "تدرك امكانات التغيير" في ليبيا، مشيرا الى ان طرابلس قامت بمبادرات "في السنوات الاخيرة تنم عن سعيها الى طي صفحة ماضيها الارهابي". وادى تفجير الطائرة التابعة لشركة "بانام" الى سقوط 270 قتيلا معظمهم من الاميركيين. وحكمت محكمة اسكتلندية انعقدت في هولندا على عميل الاستخبارات الليبية عبد الباسط المقرحي بالسجن مدى الحياة في 31 كانون الثاني يناير 2001 لاعتباره متورطا في هذه القضية. وبرأت مواطنه الخليفة فحيمة. وتنظر المحكمة حاليا في استئناف للحكم قدمه المقرحي. ويسعى محامو الدفاع الى اثبات عيوب في الحكم. وشدد المحامي ويليام تايلور في جلسة المحكمة اول من امس ان هناك دليلا جديدا يشير الى ان القنبلة التي انفجرت في الطائرة سربت اليها في لندن، وليس في مالطا كما قطع بذلك قضاة المحكمة الاولى. وكان من الاركان المهمة في ادانة المقرحي ان الحقيبة التي احتوت القنبلة نقلت من مالطا جوا الى مطار هيثرو في لندن بعد توقفها في فرانكفورت. وفي لندن وضعت على الطائرة التي اقلعت متجهة الى الولاياتالمتحدة لكنها انفجرت فوقبلدة لوكربي في 21 كانون الاول ديسمبر العام 1988. وقال تايلور: "هناك دليل مهم لم يسمع في المحاكمة"، معلنا ضرورة استدعاء حارس امن سابق في مطار هيثرو، كي يدعم دفوعه ان هذه الشهادة تظهر انه قبل ساعات فقط من اقلاع الطائرة من لندن كسر قفل باب قرب "منطقة تعبئة الامتعة" في المطار اللندني. واضاف انه "لو كان هذا الدليل متاحا في المحاكمة لدعم هيكل الدليل الذي يرجح ان القنبلة وضعت في هيثرو وهو ما اقيم على اساسه الدفاع". وحتى يمكن الاستماع الى الدليل يتعين على تايلور اقناع القضاة بأن هناك تفسيرا معقولا لما ادى الى عدم ظهوره اثناء المحاكمة. كما عليه ايضا ان يظهر ان الدليل الجديد من الاهمية بمكان بحيث لو كان استمع اليه في المحاكمة لجاء الحكم مختلفا على الارجح. ويركز الاستئناف على جانبين مهمين في الادانة اولهما مكان وضع القنبلة بالضبط والثاني دليل من صاحب متجر مالطي قال انه باع المقرحي الملابس التي لفت حول القنبلة.