جدد الرئيس الاميركي جورج بوش تحذيره لايران والعراق وكوريا الشمالية من مخاطر السعي الى التزود اسلحة للدمار الشامل، داعياً الدول الاخرى في العالم الى دعم واشنطن في تحذيرها هذا. وفي المقابل، رد مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي على الرئيس الاميركي، واصفاً اياه بأنه رجل "متعطش للدماء". وجاء ذلك في اعقاب اتهام بوش طهران في خطابه عن "حال الاتحاد" الثلثاء الماضي بالسعي الى "تصدير الارهاب". وشكل كلام خامنئي الرد الارفع مستوى من الجانب الايراني على تهديدات بوش التي انتقدتها الصين، مشيرة الى انها لا تحبذ "استخدام هذه اللغة في العلاقات الدولية". واعتبرت بكين ان الاسلوب الاميركي "يسيء الى جهود الحفاظ على السلام والاستقرار في العالم". كذلك، ابدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضته ل"هيمنة قوة واحدة" في العلاقات الدولية ومكافحة الارهاب، ما شكل انتقاداً ضمنياً للولايات المتحدة. وقال خلال تقديم عدد من السفراء اوراق اعتمادهم في الكرملين ان "القرارات المنسقة تنسيقاً جيداً يمكن ان توحد الاسرة الدولية امام تهديدات الارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل". وفي الوقت نفسه دعت اسبانيا المجلس الاوروبي الى اعطاء سياسة الدفاع المشترك الاوروبية صلاحيات في مجال مكافحة الارهاب الدولي، على ان تشترك دول القارة في مواردها التي تمكنها من الدفاع عن نفسها من اي هجوم ارهابي خارجي. خامنئي وقال خامنئي خلال استقباله المشاركين في مؤتمر دولي حول فلسطين ان "بوش يتهم دول العالم وشعوبه بأسرها بأنها شيطانية ويهددها، في حين ان الاميركيين هم الذين دعموا خلال هذه الاعوام الماضية الانظمة المعادية للشعوب وباعوا اسلحة فتاكة ونهبوا الثروات والشعوب". وأوضح ان "الولاياتالمتحدة والنظام الصهيوني يشعران انهما في خطر ازاء الانتفاضة في فلسطين ولهذا السبب فان النظام الجائر في الولاياتالمتحدة ساخط". واضاف: "نزعت الولاياتالمتحدة حالياً القناع السميك الذي كان يغطي خبثها واظهرت وجهها الحقيقي". ولاحقاً قال بوش في دايتونا بيتش فلوريدا امس، ان "الوقت ليس لمصلحتنا مع هذه الامم التي تطور اسلحة دمار شامل. ولكن يتوجب عليها ان تفهم اننا سنطالبها بكشف حساب. والعالم بحاجة لكي يكون معنا"، مكرراً بذلك اتهاماته في خطابه عن "حال الاتحاد" كلاً من ايران والعراق وكوريا الشمالية بتشكيل "محور للشر". وفي وقت تصاعد السجال بين واشنطنوطهران، اكد مسؤولون في الخارجية الاميركية ان الولاياتالمتحدة ما زالت منفتحة على حوار مع ايران نظراً الى "بعض المصالح المشتركة" التي تجمعهما ولأن ايران "بلد مهم جداً في منطقة تهمنا كثيراً"، منتقدين في الوقت نفسه موقف طهران في الصراع مع اسرائيل. وقال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ان واشنطن "تواجه مشاكل حقيقية مع ايران بسبب دعم طهران مجموعات ارهابية تسعى الى نسف عملية السلام الاسرائيلية - الفلسطينية وسعيها الى الحصول على اسلحة دمار شامل". وأكد أن هذه المخاوف "كانت من دون شك وراء ملاحظات الرئيس بوش التي تعكس بالفعل ما يثير قلقنا الشديد في شأن هذه الجوانب في الممارسات الايرانية".