توجه العضو القيادي في "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض، الدكتور احمد الجلبي، إلى طهران لاجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين تهدف الى معرفة مدى استعداد طهران لتسهيل نشاطات المعارضة في جنوبالعراق عبر حدودها، بعدما كان اجرى مع وفد يرافقه محادثات في واشنطن حول سبل صرف المساعدات الاميركية لدعم المعارضة العراقية. وذكرت مصادر مطلعة ان الجلبي الذي يرافقه آراس كريم مسؤول العمليات في المؤتمر الوطني سيجري محادثات مع وزارة اطلاعات الاستخبارات الايرانية ومسؤولي الحرس الثوري حول امكان أن توافق ايران للمعارضة بالتحرك ونقل معدات وافراد عبر الحدود الايرانية. وكان كريم أجرى محادثات تفصيلية مع مسؤولين في وزارتي الدفاع الاميركية والخارجية الاميركيتين حول تصور المؤتمر لكيفية صرف المساعدات التي اقرها الكونغرس لدعم المعارضة العراقية. وجددت الخارجية و"المؤتمر" آخر الشهر الماضي عقوداً لتمويل نشاطات المؤتمر في الخارج، واتفق على ان يقدم المؤتمر تفاصيل مشروعاً لصرف المساعدات في تمويل نشاطات للمعارضة داخل العراق. وحسب اكثر من مصدر في الادارة الاميركية فإن الولاياتالمتحدة لا تزال بصدد درس الخيارات المتاحة لتغيير النظام في بغداد. وحسب المصادر فإن بين الخيارات التي يجري تداولها حالياً امكان التعاون مع المعارضة العراقية داخل ايران خصوصاً اذا قررت الولاياتالمتحدة جعل منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق شبيهة للوضع في الشمال، وهو ما يروج له بعض اوساط الادارة خصوصاً في وزارة الدفاع. وذكرت مصادر ان ريتشارد هاس، الذي عينه أخيراً وزير الخارجية كولن باول مديراً للتخطيط السياسي في الوزارة، هو من المتحمسين للتعاون مع المعارضة العراقية الموجودة في ايران، تحديداً المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وأضافت المصادر ان مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ليست بعيدة عن هذا الاتجاه. وكانت رايس كتبت في مجلة "فورين افيرز" اثناء حملة بوش الانتخابية للرئاسة حيث كانت تعمل كمستشارة لبوش "أن شيئاً لن يتغير حتى يذهب صدام، وعليه فإن على الولاياتالمتحدة ان تحرك كل ما في طاقاتها بما في ذلك دعم لإزالته". ومن المتوقع ان يعود الجلبي الى واشنطن بعد اجراء المحادثات في طهران الى واشنطن لمتابعة تفاصيل صرف المساعدات الاميركية داخل العراق.