} أكد "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض استعداده ل"نقل المعركة" الى داخل العراق، وكرر عشية محادثات سيجريها في وزارة الخارجية الاميركية دعوته واشنطن الى تأمين غطاء جوي "للمناطق التي ستخضع" لسيطرة المعارضة. ولكن بدا واضحاً ان وزير الخارجية الاميركي الجديد كولن باول يسعى الى خفض توقعات المعارضة لاحتمالات دعم ادارة الرئيس جورج بوش تحركاً ميدانياً في الداخل من أجل إطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وهو شدد على أن أهداف الاممالمتحدة واضحة، تهتم بإزالة أسلحة الدمار الشامل. واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ليل أول من امس ان جولته على الشرق الأوسط والخليج تتضمن شقاً يتعلق بالملف العراقي، مشيراً الى انه سيركز على مسألة العقوبات الدولية ولن يركز على تأييد المعارضة العراقية، وهو الوجه الآخر للسياسة الاميركية تجاه بغداد. وذكر ان سياسة الاممالمتحدة في هذا الصدد شديدة الوضوح، وتهتم بالحد من أسلحة العراق المحظورة. ونبه الى ان العقوبات "باقية لغرض واحد هو منع العراق من تهديد جيرانه بأسلحة الدمار الشامل التي تحملها الصواريخ". وذكر ان السبيل الوحيد لرفع العقوبات هو السماح لمفتشي الأسلحة الدوليين بالعودة الى العراق. وأشار باول الذي تولى رئاسة أركان الجيوش الاميركية خلال حرب الخليج الى ضرورة "التحلي بالحزم واليقظة"، حيال النظام العراقي، واضاف: "هذه هي الرسالة التي سأحملها الى المنطقة". وكرر انه سيركز جهوده خصوصاً على اعادة نظام لمراقبة التسلح العراقي، واستدرك: "لتسمح بغداد بدخول المفتشين لنتمكن من المضي قدماً. ان جميع معاناة العراق نجمت عن أعمال النظام وسياساته". الى ذلك، وعشية لقاء وفد من "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط ادوارد ووكر، أعلن الناطق باسم "المؤتمر" الشريف علي بن الحسين من واشنطن الاستعداد لبدء "المرحلة الثانية" في تحرك المعارضة لاطاحة الرئيس صدام حسين. وتابع: "نشعر بعد أول مرحلة من العمل السياسي والديبلوماسي اننا قادرون على توسيع شبكتنا داخل العراق، ونقل المعركة الى الداخل وارسال عشرات من المجموعات" الى هناك. ورفض الحديث عن "مرحلة عسكرية" مشيراً الى انه "لا يزال هناك عمل كبير لا بد منه"، لكنه أقر بأن العمليات قد تشمل "جانباً عسكرياً نظراً الى طبيعة النظام العراقي" وستراوح نشاطات "المؤتمر" بين جمع معلومات عن انتهاك حقوق الانسان في العراق وصنع أسلحة للدمار الشامل، وبين تحريض العسكريين على ترك الخدمة، والمدنيين على الانشقاق عن النظام. في الوقت ذاته دعا القيادي في "المؤتمر" أحمد الجلبي القوات الاميركية في المنطقة الى تأمين غطاء جوي للمناطق التي ستخضع لسيطرة المعارضة، لافتاً الى ان "الهدف من ذلك هو منع صدام حسين من استخدام اسلحته الكيماوية ومدرعاته وضرب المدنيين". ورحب الشريف علي بن الحسين بإعلان واشنطن مطلع الاسبوع صرف أربعة ملايين دولار للمعارضة مخصصة للمرة الأولى منذ خمس سنوات، للاستخدام داخل العراق.