انتهت منافسات دورة كأس الخليج العربي الخامسة عشرة ميدانياً ولكن تبعات الحديث عنها ستأخذ وقتاً طويلاً، سواء في السعودية حيث فاز منتخبها بالكأس او في قطر التي قدمت مستوى نال الاعجاب، وان شوهته تصريحات مدير المنتخب احمد السليطي، او في الكويت التي فقدت اللقب والاعجاب وكثر الحديث عن مدربها الالماني فوغتس. ولن تنسى الجماهير عموماً البحرين وما قدمته من منتخب متطور حاز لقب افضل منتخب على رغم انه لم يصل الى منصات التتويج. وبالانتقال الى عمان التي نافست وهددت وحققت المفاجآت بمنتخبها الذي صفق له الجميع، وستبقى الدورة عالقة في اذهان الاماراتيين لتذيلهم الترتيب بعد ان بدأوا بداية موفقة. "الحياة" بدورها رصدت ابرز الاحداث التي واكبت "خليجي 15" الدورة التي ستخلد في اذهان الجميع000 انسحاب البحرين قبل مجيء المنتخب البحريني الى الرياض عقد لاعبوه العزم على تعويض الجماهير البحرينية اخفاقهم في التأهل الى مونديال كأس العالم بنيل الكأس الخليجية، كيف لا يحدث ذلك والاحمر يعد من افضل المنتخبات الخليجية تطوراً وبشهادة من الاتحاد الدولي الذي منحه لقب افضل سادس منتخب متطور. وحظي النواخذة بالنصيب الاوفر من الترشيحات ويدربه الالماني وولفانغ سيديكا الذي نجح في تشكيل منتخب قوي، وحدثت الفاجعة عندما خسروا اول لقائين امام قطر والسعودية وتعادلوا سلباً مع الكويت بفعل فاعل على حد قول لاعبيه اذ ان الحكام لم يوفقوا في قيادة مبارياتهم وخصوصاً امام السعودية والكويت مما دفع لاعبي البحرين الى اعلان انسحابهم رسمياً، لكن المسؤولين في الاتحاد البحريني قرروا البقاء مع تقديم مكافآت للاعبين نظير المجهود الكبير الذي قدموه، وعاشت الدورة اجواء عصيبة. المستوى الفني قبل انطلاق الدورة تنبأ النقاد والمحللون والجماهير ايضاً بميلاد اقوى الدورات الخليجية على مدى 32 عاماً مضت، واكدوا ان خليجي 15 سيكون الافضل من النواحي الفنية قياساً بتطور اداء المنتخبات الخليجية عن السابق. وبات من الصعب تحديد البطل ولكن الجميع فوجىء بالمستوى المتواضع الذي ظهرت به مباريات الدورة وبالكاد تستطيع ان تشاهد مباراة ممتعة الا ما ندر، ورسم اكثر من منتخب علامة استفهام حول ادائه ومنها السعودية والكويتوالامارات، لكن المباراة الختامية بين "الأخضر" و"العنابي" اضفت على الدورة رونقاً خاصاً. المدربون قاد المنتخبات الخليجية الستة مدربون ذوو امكانات رفيعة يتقدمهم الفرنسي بيير لوشانتر الذي قاد المنتخب القطري لاحتلال وصافة الترتيب وقاده الى الفوز بأربعة لقاءات متتالية وكان قاب قوسين او ادنى الى تحقيق اللقب بيد انه اصطدم في اللقاء الاخير بالمنتخب السعودي، وعلى رغم ابتعاد الذهب عن فريقه الا انه يظل الاميز بين نظرائه. وفي البحرين لا يختلف اثنان على امكانات الالماني سيديكا الذي احدث نقلة في الكرة البحرينية لكن الحظ وقف نداً له ولفريقه الذي افتقد اللاعب الهداف، وشاهد الجميع كيف يصل البحرينيين الى مرمى خصومهم ولكن من الصعب ان يسجلوا، كما هو الحال ذاته للمنتخب الاماراتي الذي يقوده المدرب الهولندي جوبونفرير لكنه فشل في ان يحقق نتائج ايجابية في الدورة وعزا ذلك الى فترة الاعداد القصيرة وانه لم يحضر من اجل الفوز بالكأس "بل من اجل كسب الخبرة والاحتكاك"، ولكن الاماراتيين يرون انه السبب الحقيقي وراء ما حدث للابيض. وسجل مدرب الكويت الالماني فوغتس فشلاً ذريعاً، فبعد ان تعادل مع البلد المضيف في المباراة الافتتاحية وقدم لاعبوه عرضاً مقنعاً تلقى "الازرق" على يده خسارة تاريخية من عمان 1-3، وايقن الجميع عقب الخسارة الموجعة ان الكأس الخليجية ذهبت ادراج الرياح ولابد من حدوث معجزة وشنت الصحافة الكويتية هجوماً لاذعاً على فوغتس وطالبت برأسه، وتسربت اخبار من الوفد الكويتي مفادها انه تم الاستغناء عن فوغتس واستدعاء مدرب المنتخب الاولمبي الكرواتي رادي الا ان رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ احمد الفهد نفى هذه الشائعات مؤكداً بقاء فوغتس الامر الذي دعا الصحافة الكويتية الى الطلب من الاتحاد الكويتي ان يقدم المدرب استقالته من منصبه. وبالطبع نحتاج الى وقفة للحديث عن المدربين الخليجيين السعودي ناصر الجوهر والعماني رشيد جابر اللذين استطاعا ان يحافظا على سمعة المدربين الوطنيين فلقد قدم العمانيون عرضاً ممتازاً في مبارياتهم على رغم نقص الخبرة لدى لاعبيه واستطاع جابر ان يوظف القدرات ونجح بتقدير ممتاز ولكن لقب الامتياز ذهب للسعودي الجوهر الذي حقق اول كأس له، وسبق ان حظي بلقب الوصيف لكأس آسيا عام 2000 بلبنان واستطاع ان يوصل الاخضر الى مونديال العالم. ولاقى الجوهر نقداً كبيراً اثناء الدورة وطالب البعض بتنحيته واُتهم بالغرور عندما وصف نفسه بالعالمي، وفضّل الجوهر ان يكون رده على مشككيه في ارض الميدان وكان له مراده، والشيء المستغرب في الدورة انها لم تشهد اقالة اي من المدربين. الصاعدون برز عدد من اللاعبين الصاعدين وهو ما اعتادت عليه الجماهير عموماً ألا تمر دورة إلا ويبرز اكثر من لاعب صاعد وان كان اميزهم لاعب الوسط السعودي صالح المحمدي الذي كانت له كلمة الحسم في لقاء منتخب بلاده في النهائي امام قطر، والبحريني محمد سالمين الذي نال اعجاب الجميع لما قدمه من عرض ممتاز، ومن الكويت برز الحارس نواف الخالدي الذي ابقى المخضرم خالد الفضلي اسيراً لدكة الاحتياط، ولاعب الوسط محمد جراغ، وفي قطر لفت احمد خليفة الانظار اليه الى جانب مبارك جدوع ومن عمان تقي مبارك وناصر زايد، ومن الامارات فهد مسعود وعبدالرحيم جمعة، واستطاع هؤلاء اللاعبون ان يدخلوا قائمة افضل لاعبي الخليج. غياب وفي المقابل هناك اسماء لامعة في سماء الخليج اختفى بريقها ولم تظهر بالاداء المأمول منهم المهاجم الكويتي جاسم الهويدي وتوأمه بشار عبدالله وزميلهما الخضري فضلاً عن مهاجم قطر محمد العنزي الذي صام عن التهديف على رغم مشاركته في كل مباريات الدورة ومواطنه ياسر نظمي وهناك لاعبون استعادوا اداءهم الحقيقي مثل سامي الجابر والحسن اليامي وابراهيم ماطر ومحمد الدعيع في الاخضر وهاني الضابط ومحسن صالح عمان وعبدالعزيز العنبري من الامارات و فيصل عبدالعزيز من البحرين و جفال راشد من العنابي و صالح البريكي ونهير الشمري من الكويت. التحكيم شهد التحكيم في خليجي 15 الكثير من المفاجآت وظهرت هفوات الحكام بشكل دعى الى الاستغراب وكان من سلبيات الدورة باتفاق الجميع. ومن الحكام الذين سجلوا فشلاً ذريعاً النروجي بيدرسون الذي قاد لقاء الكويتوالبحرين وكان التحكيم منه بريء في ذلك اللقاء الى جانب الاخطاء الكثر التي سجلها الحكام الخليجيون، ولا نستطيع ان نبخس الحكم الفرنسي الن سارس والايطالي جيانكارلو بوليننو الذين حققا نجاحاً باهراً على رغم ان الاخير سقط في اختبار الكوبرا قبل انطلاق الدورة. مناورات اجمع الكثير من رؤساء الوفود على ابعاد منتخباتهم من اللقب وترشيح المنتخب السعودي لنيل الكأس لإبعاد لاعبيهم عن الشحن الاعلامي الذي قد يتعرضون اليه، وتزعم هذه الموجة مدير المنتخب القطري احمد السليطي الذي ظل يرشح السعودية ويستبعد منتخب بلاده. وبعد فوز الاخضر تحدث بأقاويل غريبة لا تمت للرياضة بصلة واطلق الاتهامات على كل جنب وهو ما اشتهر به. ولقيت تصرفاته رفضاً من الخليجيين الذين اشاروا الى انها تشق من التكاتف بين ابناء الخليج. مشاركة اليمن وشهدت الدورة للمرة الاولى مشاركة اليمن بوفد رسمي تمهيداً لتنفيذ قرار قادة دول مجلس التعاون الخليجي مشاركتها بدءاًمن الدورة المقبلة المزمع اقامتها في الكويت.