أفادت مصادر كل من حركة "فتح" برئاسة ياسر عرفات و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس امس ان من المتوقع ان تستأنف في الايام المقبلة المفاوضات بين الحركتين في القاهرةوغزة. وفيما أكدت "فتح" اصرارها على وقف العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين، نفت "حماس" ان يكون وقف النار من المواضيع المدرجة على جدول اعمال الحوار. غزة - أ ف ب، رويترز - قال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني، عضو حركة "فتح" الدكتور نبيل شعث: "سنجتمع مع حماس في غزة في اقرب وقت ممكن على ان تستأنف المحادثات الاسبوع المقبل في القاهرة". واضاف: "سنصر على مواقفنا: وقف كل العمليات ضد المدنيين الاسرائيليين كمرحلة اولى لوقف اطلاق نار يتيح لاسرائيل سحب قواتها الى خطوط ما قبل 28 ايلول سبتمبر عام 2000"، تاريخ بدء الانتفاضة. واوضح ان "المدنيين" هم جميع الاسرائيليين العزل و"منهم المستوطنون غير المسلحين". وقال ان المحادثات بين الحركتين ستتناول ايضا تعهدا من حماس بقبول قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود 1967 فقط. واضاف: "نحن على استعداد لاستئناف الحوار مع الاخوة في حماس الاسبوع المقبل في القاهرة، ونرجو ان نتوصل الى اتفاق فلسطيني شامل لأهداف طويلة الأمد بإعلان دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران 1967". وقال شعث ان "حماس" تتعامل بايجابية مع الموضوع وان الحديث الآن هو عن "اتفاق لوقف النار يكون على مرحلتين أولاً ان يكون وقف اطلاق نار ضد المدنيين وانسحاب اسرائيل الى الاراضي التي اعادت احتلالها حتى 28 سبتمبر ايلول 2000، والمرحلة الثانية بوقف اطلاق نار شامل وانسحاب اسرائيلي لحدود الرابع من حزيران عام 1967". وأكدت حركة "حماس" استئناف الحوار مع "فتح" قريبا جدا في القاهرة لكنها نفت ان يكون وقف النار مدرجا على جدول اعمال الحوار. وقال عبدالعزيز الرنتيسي احد قادة "حماس" البارزين: "لا توجد أجندة من جانبنا بوقف اطلاق النار على الاطلاق ولم تحدد بعد عناوين الاجندة... ان محور الحوار هو كيف نتخلص من الاحتلال الاسرائيلي وطرده من ارضنا". يذكر ان حركة "حماس" تبنت معظم العمليات الانتحارية التي وقعت في اسرائيل منذ عام 1994 حتى اليوم، وهي تنكر على اسرائيل حق الوجود، وتدعو الى قيام دولة فلسطين في حدودها التاريخية من البحر المتوسط الى نهر الاردن. الا انها اعلنت استعدادها لعقد هدنة مع اسرائيل مقابل اعادة هذه الاخيرة للأراضي التي احتلتها منذ حرب حزيران يونيو عام 1967. وأكد المسؤول في "حماس" اسماعيل ابو شنب ان الاجتماعات ستستأنف قريباً على مستويين، موضحاً ان "لجنة عليا ستجتمع لاستئناف مفاوضات الشهر الماضي وان لجنة اخرى ستبحث في المسائل على المستوى المحلي هنا في غزة". واثر جولة اولى من اللقاءات عقدت في مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي في القاهرة، قررت "حماس" و"فتح" تعزيز "الوحدة الوطنية"، وأكدتا "رفضهما لأي قيادة بديلة" لقيادة الرئيس ياسر عرفات، الا انهما لم تتوصلا الى اتفاق في شأن العمليات الانتحارية. ومع ذلك، اعرب شعث عن تفاؤله بنتائج المحادثات الجديدة، وقال: "التقيت خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق منذ اسابيع واشعر بالتفاؤل في شأن التوصل الى اتفاق... لكن النجاح يتوقف ايضا على قدرة المجتمع الدولي ومنه الولاياتالمتحدة ومصر والاتحاد الاوروبي على الحصول على تعهد مقابل من الجانب الاسرائيلي". من جهة ثانية، اعرب شعث ومشعل عن اقتناعهما بأن المواجهات الفلسطينية - الفلسطينية التي وقعت مساء الاربعاء لن يكون لها تأثير على مفاوضات القاهرة وانها لن تتكرر. وقتل رجل وابنه البالغ من العمر خمس سنوات في مدينة غزة خلال مواجهات مسلحة بين ناشطين في "فتح" وآخرين في "حماس".