القدس المحتلة، واشنطن - رويترز، أ ف ب، رويترز - أفاد مصدر عسكري اسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي أوقف فجر امس قرب طولكرم شمال الضفة الغربية ناشطاً فلسطينياً وفجر حزام متفجرات كان يخفيه. وأوضح المصدر ان الناشط 28 عاماً الذي لم تحدد هويته، عضو في حركة "الجهاد الاسلامي" وأوقفته وحدة مظليين قرب بلدة عتيل اثر ورود معلومات عن عملية انتحارية مناهضة لاسرائيل كان يعد لها. واخفى الناشط في بستان قريب من منزله حزاماً من المتفجرات يبلغ وزنه عشرين كيلوغراماً، قام الخبراء الاسرائيليون بتفجيره. وكان الجيش الاسرائيل قتل ليل الجمعة - السبت ناشطاً من حركة "الجهاد الاسلامي" خلال تبادل لإطلاق النار أثناء توغل للجيش في قرية قرب جنين. انتقادات اميركية لاسرائيل في غضون ذلك، انتقدت الولاياتالمتحدة اسرائيل لقتلها مدنيين فلسطينيين وتدمير منازل فلسطينية، لكنها قالت ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. جاء ذلك في اعقاب الهجوم على مخيم البريج فجر اول من امس في عملية توغل نشبت خلالها معركة بالاسلحة سقط فيها عشرة شهداء. وامتنع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر عن التعليق على الحادث، لكنه كرر الانتقاد الاميركي المعتاد للسلوك الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: "اوضحنا تماما ... انه يتعين على الاسرائيليين ان يدركوا عواقب اعمالهم. لقد كنا فعلا واضحين في شأن مخاوفنا ازاء النشاطات الاسرائيلية خصوصا الضحايا المدنيين الناجمة عن كثير من الاعمال الاسرائيلية ... شهدنا عددا من الاشخاص يسقطون بين قتيل وجريح سواء من كبار السن او الشبان. أوضحنا مخاوفنا في شأن هدم المنازل على سبيل المثال". وقال باوتشر: "اوضحنا ايضا اننا كصديق وحليف وكدولة ديموقراطية سندعم اسرائيل. سندعم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها". وتخلت ادارة الرئيس جورج بوش الى حد كبير بعد إنسحابها من المشاركة المباشرة في الجهود الرامية لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي عن الاسلوب القديم في شأن التعليق على مواجهات معينة. وتقول انه يتعين على الفلسطينيين القيام بالخطوة الاولى بوقف المهاجمين الانتحاريين والهجمات على الاسرائيليين. وفي تقرير للكونغرس الاسبوع الماضي، قالت ادارة بوش ان السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تفيا بالمطالب التي حددها الكونغرس في شأن سلوكهما. لكن بوش قرر عدم خفض وضع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، مشيرا الى "مصلحة الامن القومي". ونقل مسؤول اميركي عن التقرير قوله ان "بعض كبار زعماء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية لم يفعلوا شيئا يذكر لمنع اعمال العنف، وفي بعض الحالات شجعوا تلك الاعمال وجو التحريض على العنف في اجهزة الاعلام الفلسطينية ... واخفقوا مرارا في ادانة الهجمات على المستوطنين والجنود الاسرائيليين في الاراضي المحتلة". ويعتبر معظم الفلسطينيين المستوطنين والجنود في مناطقهم اهدافا شرعية، لكنهم يختلفون في شأن الاهداف المدنية في اسرائيل. وسئل باوتشر هل هناك اي عواقب للسلوك الاسرائيلي، فقال: "لا اعرف ذلك. يتعين على ان اقول اننا نتعامل مع موقف معقد للغاية ... ما زلنا نحاول الانتقال من وضع العنف الراهن الى وضع يمكن فيه للشعبين ان يعيشا حياة افضل واكثر امنا وايسر وحل تلك المشكلات سلميا". ويستضيف وزير الخارجية الاميركي كولن باول في 20 كانون الاول ديسمبر اجتماعا في واشنطن لمجموعة الوسطاء التي تضم الاتحاد الاوروبي وروسيا والاممالمتحدة الى جانب الولاياتالمتحدة. وسيناقش الاجتماع احدث نسخة من خطة سلام الشرق الاوسط المعروفة ب"خريطة الطريق"، لكن لم يتضح ان كان الاجتماع سيسفر عن نسخة نهائية للخطة. وكانت اسرائيل حضت الولاياتالمتحدة على تأجيل مناقشة الخطة الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية في 28 كانون الثاني يناير المقبل. من جهة اخرى، قال فريد اكهارت الناطق باسم ان الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان حض اسرائيل مساء اول من امس على ضبط النفس بعد هجوم شنه جيشها على مخيم للاجئين في غزة قتل فيه عشرة اشخاص بينهم اثنان من موظفي "وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة" اونروا. واضاف ان عنان يشعر "بقلق بالغ" تجاه الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية مدعومة بالدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية على مخيم البريج للاجئين، مشيرا الى ان الضحايا سقطوا يوم عيد الفطر احد اهم الاعياد لدى المسلمين. وتابع ان "الامين العام يستنكر فقد ارواح مدنيين ابرياء. ودعا اسرائيل مرارا للكف عن الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة المميتة في المناطق المدنية" و"يود ان يذكر حكومة اسرائيل بالتزاماتها كقوة احتلال تجاه حماية السكان المدنيين ويحضها على ضمان ان تتصرف القوات الاسرائيلية بقدر اكبر من ضبط النفس والنظام وبما يتسق مع القانون الانساني الدولي". وتعهد المفوض العام ل"اونروا" بيتر هانسن اجراء تحقيق شامل في ملابسات مقتل موظفين لديها خلال هجوم البريج ووصف الاحداث بانها "غير مقبولة على الاطلاق". ونقلت الوكالة عنه قوله: "لابد ان ادين ما يبدو انه استخدام عشوائي لقوة نيران ثقيلة في منطقة مدنية مكتظة بالسكان". عمان تدين "الاعتداء الغاشم" وفي عمان، دان وزير الاعلام الأردني محمد العدوان أمس "الاعتداء الغاشم" على مخيم البريج، وقال انه "يشكل جريمة بشعة جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني". ونقلت وكالة الأناء الأردنية بترا عنه قوله ان "الحكومة الاسرائيلية تعبر من خلال هذا الاعتداء بوضوح عن رفضها الاستجابة لإرادة المجتمع الدولي ولكل الأعراف والمواثيق الدولية خصوصاً ان هذا المخيم بالذات يقع تحت اشراف الأممالمتحدة". واكد اعدوان ان بلاده "تدين اشكال العنف والقتل ضد المدنيين الأبرياء أياً كان مصدرها وتؤكد ان العنف لا يولد سوى العنف والمزيد من الحقد والكراهية وإراقة المزيد من دماء الأبرياء". واضاف: "آن الأوان للخروج من دوامة العنف هذه والاستجابة للجهود الديبلوماسية المبذولة حالياً واعطاء الفرصة لجهود اللجنة الرباعية من أجل وضع خارطة الطريق موضع التنفيذ واحياء عملية السلام في المنطقة". من جهة اخرى، استنكرت المبادرة الوطنية الفلسطينية "المجزرة الوحشية" التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم البريخ في قطاع غزة، والتي ادت الى سقوط عشرة شهداء، كما نددت بالاعتداءات اليومية التي يشنها الجنود الاسرائيليون والمستوطنون بحق المواطنين في البلدة القديمة في مدينة الخليل، وما يرافق ذلك من اعمال بطش وتنكيل. وقالت ان "الجريمة التي ارتكبت في مخيم البريج واعتداءات قوات الاحتلال في سائر ارجاء الاراضي الفلسطينية، انها تعكس انفلات عقال الجيش الاسرائيلي، اضافة الى مخاطر التحضيرات لاجتياح قطاع غزة"، مشيرة الى ضرورة تركيز الجهود في الوقت الحاضر على "توفير الحماية الدولية" للشعب الفلسطيني بالوسائل كافة".