يشارك رئيس الحكومة الجزائرية السيد علي بن فليس الأسبوع المقبل في اجتماع اللجنة المشتركة الجزائرية - التونسية التي ستعقد بحضور عدد من الوزراء والخبراء من البلدين للفصل في عدد من القضايا العالقة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان اجتماع اللجنة الذي سيبدأ الثلثاء في 17 كانون الأول ديسمبر الجاري، سيبحث في تعزيز العلاقات وأفق ترقية العلاقات المغاربية. وتعد هذه الزيارة ثاني زيارة رسمية الى الخارج لرئيس الحكومة الجزائرية منذ توليه منصب رئيس الحكومة في اب اغسطس 2000. وكانت زيارته الرسمية الأولى الى ليبيا لرئاسة اللجنة المشتركة في اب اغسطس 2001. ويلاحظ أن الزيارة المقبلة لتونس تتزامن مع الدعوات التي وجهها وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم إلى نظرائه رؤساء ديبلوماسية الدول المغاربية لاستئناف اللقاءات المشتركة من أجل عقد قمة جديدة لزعماء دول الاتحاد الذي يضم الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا. في السياق ذاته، أشرف وزير الشؤون المغاربية والإفريقية الجزائري السيد عبدالقادر مساحل، أمس، على انطلاق أعمال لجنة المتابعة الجزائرية - الليبية في طرابلس. وأفاد مصدر رسمي في وزارة الشؤون الخارجية أن الاجتماع الذي يهدف إلى التحضير لقمة اللجنة المشتركة على مستوى رئيسي حكومتي البلدين، سيبحث في تعزيز العلاقات وتشجيع الاستثمارات المشتركة، بالإضافة إلى تعميق الاندماج الإقتصادي بين البلدين وتسوية بعض القضايا الخلافية مثل إدارة الموارد المائية المشتركة على الحدود الجزائرية - الليبية. وكان الوزير مساحل رأس بداية شهر رمضان مع نظيره الموريتاني اللجنة المشتركة التحضيرية بين البلدين والتي عكفت على بحث سبل تعزيز العلاقات وتسوية القضايا الخلافية على المستويين السياسي والاقتصادي. ويعد هذا اللقاء الأكثر أهمية بين البلدين منذ تردي العلاقات السياسية عام 2000 إثر تصريحات أدلى بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة كانت أثارت غضب الحكومة الموريتانية. وتأتي هذه اللقاءات التي تهدف إلى إنعاش العلاقات مع الدول المغاربية في سياق إطلاق الجزائر إشارات قوية في اتجاه تجاوز الخلاف السياسي مع المغرب مع قرار الرئيس بوتفليقة، السبت الماضي، فتح الحدود البرية "استثنائياً" مع المغرب والتي كانت أغلقت بعد تردي العلاقات عقب الهجوم المسلح على فندق أطلس أسني في مراكش نهاية صيف 1994. وقررت الجزائر نهاية شهر حزيران يونيو الماضي تأجيل قمة زعماء دول اتحاد المغرب العربي بطلب من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بسبب رفض المغرب تنشيط العلاقات مع الجزائر في إطار الإتحاد المغاربي من دون تسوية نهائية للنزاع في الصحراء الغربية. إلى ذلك، دعا وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم، أمس، في مدينة بورتو البرتغالية الى "اشراك أكبر لبلدان المتوسط الشريكة في نشاطات منظمة الامن والتعاون في اوروبا". وأشار في كلمة ألقاها بمناسبة ندوة المنظمة التي جرت في بورتو يومي الجمعة والسبت، إلى أهمية "تعزيز التعاون مع المنظمة".