كلام الاطفال ليس دائماً "كلام عيال"، فأحياناً يثير الضحك وسط الازمات، وأحياناً يثير الازمات ذاتها وأحياناً أخرى يعبر عن مرارة واضطرابات اكبر من عمرهم الصغير. وبين هذه الاقوال طافت "الحياة" بين الاطفال ورصدت اقوالهم التي تسبق اعمارهم. تسير ميرنا تلك الطفلة الجميلة التي لم تتجاوز الرابعة بصحبة جدتها في الشارع، وفي حين ظنت الجدة انها المسؤولة عن سلامة حفيدتها في الطريق وجدت حفيدتها تحذرها قائلة: "تيته خللي بالك من هذه البلوعة اوعي تدوسي عليها فيمكن ان تسبب لنا مشكلة كبيرة مالهاش حل". وكانت هذه هي عبارات التحذير التي تسمعها ميرنا من والدتها كلما سارت معها في الطريق. تامر طفل عمره ست سنوات ذهب مع والديه لحضور حفلة زفاف احد الاقارب، وهناك التقى بعض اقاربه واطفالهم، فقال له خاله مداعباً: هيا لتصبح عريساً أنت ايضاً وأزوجك ابنتي هايدي، فتطلع تامر مبحلقاً ومتأملاً ابنة خاله الصغيرة وكأنه يفحص عروسة المستقبل ثم استطرد قائلاً: "معلهش يا خالو، زواج الاقارب بيجيب امراض وراثية!!". يوسف طفل في الثالثة من عمره الا انه يجيد الكلام ومخارج ألفاظه تجذب انتباه المحيطين به، طلبت منه والدته ان يناولها طبقاً قريباً منه، وما ان أزاحه في اتجاهها حتى طلبت منه طلباً آخر باحضار ملعقة من المطبخ. وهنا وقف الصغير رافعاً يديه الى السماء صارخاً: "الصبر يا رب .. يا رب صبرني". فاندفعت الأم ضاحكة إذ تذكرت انها تكرر هذه العبارة كلما تتابعت مطالب ابنائها وأنهكت قواها. إعتادت والدة إسراء الطفلة التي بلغت السادسة من عمرها ان تتهرب من تلبية طلبات طفلتها المتكررة بقولها: "حاضر.. إن شاء الله"، وكانت تصرفها بهذه العبارات. وذات يوم سأل والد إسراء زوجته ان تذهب صباحاً للسؤال عن أمه المريضة، فردت الزوجة قائلة: "حاضر يا حبيبي.. إن شاء الله" وهنا تدخلت اسراء في الحوار بين والديها وقالت: "افهم يا بابا.. ماما لن تذهب لزيارة جدتي". قامت الأم بدعوة اهل زوجها لتناول طعام العشاء، وبعد أن انتهوا من طعامهم، اسرعت الام تجمع الاطباق وأدوات المائدة ودخلت الى المطبخ، وكانت دينا التي تبلغ الخامسة من عمرها ما زالت تجلس بين الضيوف مع ابيها، وأخذت تنادي والدها بصوت مرتفع وتقول: "إلحق يا بابا.. ماما ستغسل الصحون". وهنا فهم الضيوف أنها مهمة الأب. محمد عمره 9 سنوات في الصف الثالث الابتدائي يقول معترضاً على توجيهات والده ودفعه للمذاكرة: بابا دائماً يقول لي انه عندما كان في عمري كان ترتيبه الاول على الفصل وأنه كان متفوقاً، وكل زملائي يقولون إن آباءهم يرددون العبارة نفسها، فهل يمكن ان نصدق ان كل الآباء متفوقون؟ ولماذا لم نسمع عن أب واحد كان فاشلاً دراسياً؟ سهى طفلة في الصف الرابع الابتدائي عمرها عشر سنوات تعاني التمييز داخل الاسرة، وتقول: "لي اربعة إخوة ذكور وكل طلباتهم مجابة، في الملابس او اصناف الطعام او مستلزمات الدراسة، أما أنا فكلما طلبت شيئاً تقول لي امي: طلبات إخوتك في الاول.. وكل اعمال المنزل اقوم بها، حتى ما يخص اخوتي، فأنا المسؤولة عن تقديم الطعام لهم وتجهيز ملابسهم، وهذا يعطلني عن أداء واجباتي المدرسية، وأنا اعرف ان ابي وامي يحبان اخوتي الذكور اكثر مني على رغم ان سعاد حسني تغني "البنت زي الولد". هاني طفل في الخامسة من عمره يتأثر جداً بشكوى أمه الشابة، واحياناً ينهمر في البكاء إذا اشتكت أمه من أي ألم. ذات يوم عادت الأم من عملها تشكو أن مواعيد العمل ستزيد، وأنه سيصبح حتماً عليها ان تذهب الى عملها فترتين كل يوم، وأن المشكلة الاكبر اين تترك ابناءها في الفترة المسائية، وهنا اندفع هاني الى حضن أمه وأخذ يقبلها محاولاً تهدئة روعها وقال: "خلاص يا ماما استحملي شوية لحد ما تطلعي على المعاش". أقوال قد تصبح مأثورة مراسلو "الحياة" في عدد من العواصم جمعوا أقوالاً لأطفال حولهم في ما يلي أبرزها: عندما سألت رولا كشك ابنها سايمون عمره أربع سنوات عن رغبته بأخ أو أخت، أجابها انه "يفضل الديناصور". عمان - سايمون كشك 4 سنوات قال لأمه: ماما اشتري لي فرداً مسدساً، فسئل لماذا، فأجاب: لأقتل البوليسية شرطي. تونس - عبدالمجيد 4 سنوات ابن سجين سياسي سابق سأل خليل أيوب 5 سنوات أمه التي كانت أنجبت مولوداً حديثاً: "كم من الوقت سيبقى معنا؟"، أجابته أمه: "على طول". عمان - خليل أيوب 5 سنوات سألت معلمتي عن امكان احضار أمي معي يومياً الى الروضة، فهي تبكي كل صباح وهي تودعني. السعودية - رامي الباجي 5 سنوات سأدرس لأصبح معلمة لأعلم الأطفال، ولكن عندما ينسون وظائفهم لن أضربهم أبداً. دمشق - صباح بطل 7 سنوات نسي فيصل هلسة في الصف الأول الابتدائي احضار كتابه العلوم الى المدرسة، فسألته المعلمة: لماذا لم تحضره، أجابها: "لا تهتمي أمي مهملة". عمان - فيصل هلسة 6 أعوام أتمنى أن يسرع العام الجديد بالقدوم ليأتي "بابا نويل" ويحضر لي هدايا كثيرة. دمشق - خالد سعد 7 سنوات أبي يريدني طبيباً، أمي تريدني مهندساً، أنا أريد ان أكون لاعب كرة قدم. السعودية - سامي الياس 11 سنة نفسي أصير قائد طائرة لأدور العالم واهرب من جدول الضرب من دون ان تلاحقني أمي بالضرب. دمشق - محمود دغيم 8 سنوات طفل منسجم في اللعب: لا أريد تناول العشاء، لقد تناولت واحداً بالأمس... السعودية - حسام شيخ 9 سنوات لو كنت زورو وعندي حصان أحمر لساعدت الفقراء ومنهم والدي. دمشق - أحمد منير 8 سنوات