الناصرة - "الحياة" - في مقابل الاحتجاجات التي افتعلها اليمين الاسرائيلي المتطرف على تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بقبوله "مبدئياً" رؤية الرئيس جورج بوش لتسوية النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، اعتبر مراقبون اسرائيليون هذه التصريحات غير ملزمة وتأتي في سياق المعركة التي يخوضها شارون امام زعيم حزب "العمل" عمرام متسناع على استمالة اصوات الوسط قبل اقل من شهرين من الانتخابات البرلمانية التي عادت استطلاعات الرأي الجديدة تتوقع حسمها لمصلحة شارون واحزاب اليمين والمتدينين المتطرفين. وكتبت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها امس ان الشروط والقيود التي يريد شارون فرضها على الفلسطينيين قبل موافقته على اقامة دولة فلسطينية على 42 في المئة من اراضي الضفة الغربية وثلاثة ارباع اراضي قطاع غزة "تفرغ تصريحاته من اي مضمون جدي او بث امل حقيقي في نفوس الاسرائيليين بوقف حلقة الدم المفرغة كما انها لا تطرح على الفلسطينيين خطة جدية ومنطقية وعادلة تقنعهم بضرورة العودة الى طاولة المفاوضات". وتابعت انه من دون طرح خطة كهذه لتحقيق تسوية قابلة للتنفيذ ومقبولة على الطرف الآخر فإن الحديث عن اعتدال نسبي في مواقف شارون ليس سوى ذر للرماد في العيون". وكان شارون عاود شروطه للقبول بدويلة فلسطينية منزوعة السلاح تخضع اجواؤها وحدودها لسيطرة اسرائيلية باستتباب الهدوء التام واستبدال القيادة الفلسطينية الحالية ومنع تواصل جغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن تجاهله الجدول الزمني لتنفيذ مراحل "خطة الطريق" الاميركية المعتمدة اساساً على خطاب بوش. ورفض شارون الافصاح هل ينوي اخلاء مستوطنات في الضفة الغربية بعد اقامة الدولة التي فصل مقاساتها واكتفى بالقول انه سيسمح للفلسطينيين بالتنقل داخل مناطق الضفة من دون حواجز عسكرية اسرائيلية ولكن عبر طرق وانفاق جديدة سيتم شقها. واعتبر المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" آلوف بن تصريحات شارون بأنها تنطوي على رسالتين مهمتين الاولى للرئيس الاميركي بعدم ادخال تغييرات على خطته، والثانية لزعيم حزب "العمل" بضرورة الانضمام الى حكومته المقبلة التي ستقوم خطوطها العريضة على خطاب الرئيس الاميركي. وكتب المعلق انه لن يكون بمقدور متسناع معارضة اعادة تشكيل حكومة "وحدة وطنية" بناء لهذه الخطوط لأن من شأن معارضته ان تفسر احتجاجاً على السياسة الاميركية. ويتعزز احتمال انضمام "العمل" الى حكومة بزعامة شارون على ضوء موقف غالبية انصار الحزب المؤيدة المشاركة في حكومة كهذه، فضلاً عن رغبة الحرس القديم في الحزب استئناف الشراكة مع شارون.