نيروبي - أ ف ب، رويترز - أعلنت لجنة الانتخابات في كينيا أمس ان الزعيم المعارض مواي كيباكي أصبح الرئيس الجديد للبلاد محققاً فوزاً ساحقاً وتاريخياً في الانتخابات التي وصفها مراقبون دوليون بأنها كانت "شفافة وحرة وعادلة". وفيما أقر مرشح حزب "الاتحاد الوطني الافريقي الكيني" الحاكم للانتخابات الرئاسية اوهورو كينياتا بهزيمته وبهزيمه حزبه في الانتخابات التشريعية والبلدية، تعهد الرئيس الجديد باحداث تغيير بعد 39 عاماً من سيطرة الحزب الحاكم. وقال صمويل كيفويتو رئيس لجنة الانتخابات "تشير الارقام الاولية الى ان مواي كيباكي متقدم على اقرب المرشحين له في الانتخابات اوهورو كينياتا بهامش عريض جدا. وليس من الممكن تعويض هذا الهامش". وأضاف: "حصل كيباكي ايضا على 25 في المئة من الاصوات في سبعة من اقاليم البلاد الثمانية. وبذلك تنطبق عليه المعايير التي يتعين ان تنطبق على الرئيس". وقال كينياتا في بيان موجه الى الكينيين: "اقبل اختياركم". وأضاف: "اقر الآن بأن مواي كيباكي سيكون ثالث رئيس لجمهورية كينيا ... وسأحترمه هو ومنصبه بما يتوافق مع الدستور". ويضع فوز كيباكي حداً لهيمنة حزب الرئيس المنتهية ولايته دانيال آراب موي في الحياة السياسية الكينية على مدى 39 عاماً. ومع سيطرة تحالف "قوس قزح الوطني" على البرلمان ستشهد كينيا اول عملية تناوب سياسية في تاريخها الحديث. اذ ان الاتحاد الوطني الافريقي الكيني يحكم البلاد منذ استقلال كينيا المستعمرة البريطانية السابقة في العام 1963. ودعا موي 78 عاماً كبار المسؤولين في الحكومة والجيش الى اجتماع أمس للتحضير لتسليم السلطة الى خلفه، الأمر الذي قد يتم اعتباراً من اليوم. ويعتبر كيباكي 71 عاماً من مخضرمي الحياة السياسية في كينيا وهو خسر الانتخابات الرئاسية مرتين في السابق. وخدم الحكم الحالي على مدى 25 عاماً قبل الانتقال الى المعارضة العام 1991 مع اعتماد التعددية الحزبية. ووعد كيباكي بالقضاء على الفساد الذي تقول المعارضة انه آفة الحكم الذي امتد 24 عاماً للرئيس الحالي دانييل آراب موي. لكن نقاداً يثيرون الشكوك حول قدرته على اعطاء البلاد بداية جديدة، ويؤكدون انه سيجد صعوبة في إحداث تغيير ذي قيمة، لافتين الى انه لم يستطع جمع ائتلافه المعارض المسمى "ائتلاف رينبو الوطني" الا بقبول كثير من المنشقين حديثاً من حزب "الاتحاد الوطني الكيني" الحاكم. ويقول خصوم لكيباكي انه لم يتحول الى الديموقراطية الا متأخراً. وفي وقت ما في الثمانينات شبّه الساعين لإنهاء نظام الحزب الواحد بأصحاب احلام اليقظة الذين يحاولون اسقاط شجرة بشفرة موسى. ويتساءل مراقبون عما اذا كان تشكيل الحكومة الجديدة سيفجر صراعات داخلية كبيرة في "ائتلاف قوس قزح" الذي لا يكاد يجمع بين كثير من اعضائه سوى التخلص من الحزب الحاكم. وكان الرئيس موي فرض على الحزب الحاكم، ترشيح اوهورو كينياتا 42 عاماً الذي لا يتمتع بخبرة سياسية واسعة، للانتخابات الرئاسية. وأدى هذا الخيار الى انشقاقات داخلية في الحزب واختار الكثير من كبار مسؤوليه الانتقال الى صفوف المعارضة والمشاركة في تشكيل الائتلاف الوطني. وخلافاً لما حصل في انتخابات العام 1992 و1997 لم يسجل وقوع الكثير من اعمال العنف خلال الانتخابات الحالية. واعتبر رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات الكينية انديرز ويكمان ان الانتخابات كانت "شفافة وحرة وعادلة".