تسجّل حركة الحجوزات على الرحلات الجوية المتجهة من منطقة الخليج إلى بريطانيا، اقبالاً مرتفعاً تفسره فترة الأعياد، علاوة على المخاوف من احتمال حدوث تغير في الموقف العسكري في العراق. ويتوقع المسؤولون عن الحجوزات ارتفاع اقبال الزوار من منطقة الخليج في حال اندلاع حرب ضد العراق. وتشير الاحصاءات الأخيرة التي نشرتها "هيئة السياحة البريطانية" إلى أن السياح العرب لا يزالون يحتلون المرتبة الأولى بين أكثر السياح الدوليين إنفاقاً في السوق البريطانية. زار المملكة المتحدة العام الماضي 375 ألف سائح من حملة الجنسيات العربية، مقابل 394 ألفاً عام 2000. وبلغ معدل إنفاقهم 534 مليون جنيه، مقابل نحو 700 مليون جنيه عام 2000، ما يظهر تغيراً في نوعية الزوار. وتظهر الاحصاءات أن متوسط زيارة السياح العرب من دول شرق أوسطية عدة كان في حدود 17 ليلة للسائح الواحد، وأن متوسط إنفاقهم كان في حدود 1419 جنيهاً نحو 2300 دولار للزائر. وأمضى السياح القادمون من العالم العربي 751،5 مليون ليلة سياحية. ويحتل السياح الاماراتيون المرتبة العددية الأولى بين السياح العرب إذ بلغ عدد القادمين منهم العام الماضي 111 ألف زائر، أمضوا 788،1 مليون ليلة سياحية، وأنفقوا 139 مليون جنيه. أما السياح السعوديون فيحتلون المرتبة الأولى على صعيد الانفاق إذ بلغ عددهم 90 ألفاً أنفقوا 122 مليون جنيه، وأمضوا 4،1 مليون ليلة سياحية. وتعتبر السياحة إحدى أكبر الصناعات في المملكة المتحدة. إذ بلغت عوائدها الاجمالية العام الماضي 74 بليون جنيه نحو 110 بلايين دولار، بما في ذلك عوائد السياحة الداخلية. وتشكل السياحة 5،4 في المئة من إجمالي الدخل القومي البريطاني، ويعمل فيها 1،2 مليون شخص، أو ما يعادل سبعة في المئة من إجمالي القوى العاملة الوطنية البالغة 4،28 مليون شخص. وتستهدف الحملات الترويجية التي تقوم بها بريطانيا الأسواق العربية، بالاضافة إلى التركيز على أسواق جديدة لم تكن مطروقة من قبل مثل روسيا وبولندا والصين وكوريا. وبعد عام 2000، الذي يصفه المسؤولون بأنه آخر "سنة طبيعية" للسياحة، شهدت المملكة المتحدة العام الماضي تراجعاً مقداره تسعة في المئة في عدد الزوار الدوليين الذين هبطت أعدادهم إلى 8،22 مليون زائر دولي. وترافق تراجع الأعداد مع تراجع في حجم إنفاق الزوار بلغ 12 في المئة ليصل الى 3،11 بليون جنيه، وهما أكبر نسبتي انخفاض منذ 20 عاماً. وبين الأسباب التي أدت الى تراجع الدخل السياحي أزمة الحمى القلاعية التي ضربت الريف البريطاني والتي أثرت على الحركة السياحية الوافدة خلال الربعين الثاني والثالث من العام الماضي، حينما تراجع معدل اقبال الزوار فيهما بنسبة سبعة و11 في المئة على التوالي. وأتت أحداث 11 أيلول سبتمبر لتضرب حركة السياحة في بريطانيا ولتؤدي الى تراجع عدد الزوار بنسبة 17 في المئة خلال الفصل الرابع. وهبط عدد السياح الأميركيين الذين استنكفوا عن ركوب الطائرة بنسبة 28 في المئة خلال تلك الفترة، ليهبط مجموعهم إلى 5،3 مليون زائر السنة الماضية. وتشير حركة دخول الزوار الدوليين في الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية إلى ارتفاع في حركة السياحة الوافدة بمقدار اثنين في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. ووصل عدد السياح القادمين إلى 58،18 مليون زائر حتى نهاية أيلول الماضي. ويخشى العاملون في صناعة السياحة من أن تتعرقل مسيرة تعافي السياحة البريطانية، لا سيما في حال اندلعت الحرب ضد العراق وازدادت التحذيرات من احتمال وقوع هجمات إرهابية تستهدف الأراضي البريطانية. ورجحت شركات طيران عربية عدة ارتفاع أعداد الزوار العرب القادمين من منطقة الخليج، في حال وقعت الحرب ضد العراق، نظراً إلى أن بريطانيا لا تزال تلتزم سياسة أكثر تساهلاً مع السياح العرب، مقارنة بالاجراءات المتشددة والمهينة التي تفرضها الولاياتالمتحدة على الرعايا العرب. وأشار عدد من مسؤولي الحجوزات في شركات طيران عربية عدة تحدثت اليهم "الحياة"، إلى ارتفاع نسب الحجوزات على الرحلات إلى بريطانيا من منطقة الخليج. وقالوا إن الحجوزات تسجّل ارتفاعاً في الفترة التي تلي عيد الفطر الكريم، كما أنها تتواصل خلال الأسابيع اللاحقة مع حلول أعياد الميلاد، مع عودة عشرات الآلاف من العمال البريطانيين المهاجرين ليقضوا العطلة مع أهاليهم. ويعقد المسؤولون عن السياحة في بريطانيا آمالهم على تطور حركة السياحة الداخلية، في حال أدت التهديدات من وقوع هجمات إرهابية إلى نكوص المسافرين البريطانيين عن التوجه الى الخارج، في رحلات جوية، وهو ما قد يسهم في تخفيف حدة الركود المتوقع. ويعانى الميزان التجاري السياحي من عجز ضخم بلغ العام الماضي 14 بليون جنيه 23 بليون دولار، بسبب تجاوز حجم إنفاق السياح البريطانيين في الخارج إجمالي إنفاق السياح الأجانب داخل بريطانيا. في المقابل زاد عدد السياح البريطانيين الذين سافروا الى الخارج خلال 2001 بنسبة ثلاثة في المئة ليصل الى 3،58 مليون سائح أنفقوا 3،25 بليون جنيه، أو ما يعادل جنيهين لكل جنيه أنفقه السياح الأجانب في بريطانيا.