القاهرة، واشنطن، باريس - أ ف ب، رويترز - أثار إعلان شركة "كلونيد" التي تعتبر الذراع العلمية لجماعة الرائيليين، استنساخ طفلة، ردود فعل سلبية واسعة لدى مراجع دينية وحكومات. وأضيفت هذه الردود الى أجواء الشكوك العلمية في قدرة "كلونيد" على استنساخ بشر. وأصدر "مجمع البحوث الإسلامية" في الأزهر الذي يعتبر أرفع مرجع ديني في القاهرة فتوى جاء فيها أن "استنساخ الانسان حرام ويجب التصدي له ومنعه بكل الوسائل". واعتبر انه "يعرّض الانسان الذي كرّمه الله لأن يكون مجالاً للعبث والتجربة وإيجاد أشكال مشوّهة وممسوخة". وشددت الفتوى على ان "الإسلام لا يعارض العلم النافع بل يشجّعه. أما العلم الضار فإن الاسلام يحرّمه ليحمي البشر من أضراره". وسبق للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي ان حرّم استنساخ البشر لكنه سمح باستنساخ "أجزاء معينة من جسد الانسان لمعالجة الأمراض". لكن السيد محمد حسين فضل الله أعلى مرجع شيعي في لبنان، أعرب عن موقف آخر وقال: "نرى في الشريعة الإسلامية ان أحكام الله بالتحليل والتحريم تأتي تبعاً للمصالح والمفاسد المتعلقة بموضوعات الحكم". وأضاف: "نقبل بالاستنساخ لكننا نرفض قتل الأجنة بعد ان تكون استقرّت في جدار الرحم"، معتبراً "عملية الاستنساخ سبباً من الأسباب التي ألهم الله الانسان ان يقوم بها وليست تدخلاً في مشيئته". وتوافق الفاتيكان مع رأي الأزهر، فرأى ان الاعلان عن ولادة طفل مستنسخ "يعكس ذهنية قاسية خالية من أي اعتبار أخلاقي وإنساني". وأعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكيم نافارو فالس ان "الاعلان الذي يفتقد أي دليل، أثار الريبة والإدانة المعنوية لدى قسم كبير من المجتمع العلمي الدولي". ويعارض الفاتيكان تقليدياً الاستنساخ، سواء كان لأغراض علاجية أو بهدف التكاثر. ودانت الولاياتالمتحدةوفرنسا استنساخ البشر، وأكدتا وجوب تجريم القائمين به. وأعلن البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش يشعر بانزعاج شديد من جهود استنساخ البشر، وقال الناطق سكوت ماكليلان: "يعتقد الرئيس مثل معظم الأميركيين بأن استنساخ البشر أمر مزعج جداً ويؤيد بقوة تبني تشريع يحظر كل بحوث استنساخ البشر". وأضاف: "على رغم تشكيك العلماء والاخصائيين الطبيين على نطاق واسع في شأن اعلان اليوم، الا انه يؤكد حاجة الكونغرس الجديد الى العمل على وضع تشريع يتفق عليه الحزبان لحظر كل بحوث استنساخ البشر". وفي باريس، جاء في بيان اصدره الرئيس جاك شيراك: "بصرف النظر عما اذا كانت هذه المزاعم حقيقية أم لا، ينتهز الرئيس شيراك هذه المناسبة لتجديد ادانته الشديدة كل البحوث التي تجرى لاستنساخ البشر، وإعادة تأكيد ان هذا العمل يمثل جريمة في فرنسا ويتعارض مع الكرامة الانسانية... ويناشد الرئيس كل الدول معاقبة كل محاولات استنساخ البشر".