أقرت الحكومة السودانية امس ان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق لا يتحمل مسؤولية فشل لقاءه نائب الرئيس السوداني عثمان محمد طه الذي رتبت نيجيريا لعقده في لاغوس الخميس الماضي. مشيرة الى ان نيجيريا اكدت استكمال الترتيبات لعقد اللقاء الذي لم يكن قرنق على علم به. اعترف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل انه لم يكن هناك ترتيب مسبق بين حكومة بلاده و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" لعقد لقاء بين النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة" جون قرنق في نيجيريا. وقال للصحافيين مساء امس ان الحكومة السودانية منحت ثقتها للقيادة النيجيرية التي اكدت استكمال ترتيبات اللقاء، لكنه لم يستبعد ان يكون قرنق كان على علم مسبق باللقاء. واضاف "حتى لو لم يكن هناك ترتيب مسبق بين الجانبين الا ان وجود طه وقرنق في مكان واحد سيكون حافزاً للقاء من اجل انهاء الحرب الاهلية". وذكر ان قرنق سلّم مذكرة الى الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو لم يكشف مضمونها، لكن الخرطوم والوسطاء النيجيريين رأوا ان مكانها طاولة المحادثات. واضاف انه "مهما يبدو من ان فشل اللقاء في لاغوس انتقاصاً من القيادة السودانية الا انه سيصبّ في مصلحتها ويعكس حرصها على السلام ووقف نزيف دم السودانيين". ورد اسماعيل الذي كان ضمن وفد النائب الاول للرئيس الى لاغوس، على عدم استجابة الرئيس عمر البشير لقاء قرنق في نيروبي منتصف الشهر الجاري، وقال إن "الحكومة لم توافق على لقاء نيروبي لكنها وافقت على لقاء لاغوس". وكانت الخرطوم اتهمت قرنق بإفشال اللقاء لكن "الحركة الشعبية" اكدت في بيان لاحق انه لم يكن هناك ترتيب مسبق لعقد لقاء بين قرنق وطه، وأكدت استعداد زعيمها للقاء البشير في أي زمان ومكان خارج السودان. وأبدت القوى السياسية المعارضة قلقها ازاء فشل لقاء لاغوس وحذّرت من آثاره السلبية على عملية السلام وشكّكت في معاودة محادثات السلام في موعدها الشهر المقبل. ورجح زعيم حزب الامة الصادق المهدي ان يكون قرنق رفض لقاء طه احتجاجاً على عدم حضور البشير اللقاء الذي اقترحه الرئيس الكيني دانيال آراب موي في نيروبي في 14 من الشهر الجاري. ورأى رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين ان فشل لقاء طرفي النزاع سيباعد الثقة بينهما ويخلف رواسب نفسية كبيرة. وقال ان قرنق يرى نفسه في قامة رئيس الدولة لذلك رفض لقاء طه، مشيراً الى ان ذلك سيعطل جهود السلام. وقال الناطق باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين ان فشل اللقاء كان متوقعاً لان "الحركة الشعبية" ترغب في ان يلتقي زعيمها البشير لا نائبه، وأيّد الامين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في الداخل جوزيف اوكيلو ذلك، ودعا الى عقد لقاء بين البشير وقرنق لمواصلة لقائهما السابق في كمبالا. من جهة اخرى، اعلن الوزير اسماعيل ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل سيصل الخرطوم اليوم في اول زيارة على المستوى الثنائي منذ اكثر من 20 عاماً. وقال ان سعود الفيصل سيناقش مع القيادة السودانية تعزيز العلاقات الثنائية، وسيوقّع على الاتفاق القاري الشامل بين البلدين الذي أقره مجلسا الوزراء في الدولتين. الى ذلك اوضح اسماعيل ان وزير الاعلام الامين العام للحزب الحاكم في مصر صفوت الشريف ونائب الرئيس اليمني عبدربه منصور، والامين العام لحزب البعث السوري الحاكم عبدالله الاحمر سيصلون الخرطوم الاربعاء للمشاركة في احتفال تنظّمه الحكومة لمناسبة مرور 47 عاماً على استقلال السودان.