بغداد، أنقرة، موسكو - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قال رئيس الوزراء التركي عبدالله غول امس ان الأحداث في العراق بلغت "مرحلة خطيرة"، وان حكومته لا يمكن ان تبقى غير مبالية. وقال في اجتماع لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم: "مناقشاتنا الأوضاع في البلد المجاور يجب ألا تؤخذ على انها استعدادات للحرب، لكن يجب ان نستعد لكل الاحتمالات". واضاف: "التطورات في العراق بلغت مرحلة خطيرة. لدينا علاقات قوية مع العراق ولا يمكن ان نبقى غير مبالين". وزاد ان أي عمل عسكري اميركي يجب ان يكون متماشياً مع "القانون الدولي والشرعية الدولية ... نحن نناقش بجدية مشاغل وأفكار وآراء الولاياتالمتحدة". واتخذت تركيا دوماً موقفاً مناهضاً للحرب خوفاً من تأثيرها في اقتصادها المتعثر، واشاعتها الفوضى في المنطقة، خصوصاً في شمال العراق الذي تسيطر عليه جماعات كردية منذ حرب الخليج عام 1991. وأفادت الصحف التركية امس ان المسؤولين المدنيين والعسكريين وافقوا، خلال اجتماع عقد مساء الاثنين على فتح قواعد عسكرية امام الاميركيين في حال وقوع عملية ضد العراق لكنهم رفضوا انتشاراً مكثفاً مسبقاً للقوات الاميركية. وجاء في بيان رسمي صدر مساء الاثنين بعد اجتماع للقيادات العليا التركية ان القرار السياسي بالوقوف الى جانب الولاياتالمتحدة في الحرب لم يتخذ بعد. وافادت صحيفة "ميلييت" انه علاوة على قاعدة انجيرليك جنوب التي استخدمتها الطائرات البريطانية والاميركية بكثافة خلال حرب الخليج في 1991 ستضع أنقرة تحت تصرف الولاياتالمتحدة مطاراتها العسكرية في ديار بكر جنوب شرق وبتمان جنوب شرق وموس شرق وملاطيا شرق. وفي انجيرليك حوالى خمسين مقاتلة اميركية وبريطانية في اطار قوة "نورثرن ووتش" المكلفة مراقبة منطقة الحظر الجوي شمال العراق منذ 1991. وذكرت الصحف المحلية ان غول ورئيس أركان الجيش الجنرال حلمي اوزكوك ووزير الخارجية يشار ياكيش وغيرهم من المسؤولين الكبار، اعربوا خلال اجتماع عقد الاثنين عن معارضتهم نشر "عشرات الآلاف من قوات المشاة" لفتح "جبهة شمالية" ضد العراق. ورجحت "ميلييت" ان يسمح بنشر وحدات اميركية صغيرة. واكدت صحف اخرى ان واشنطن ترغب في نشر مئة ألف جندي . في بغداد، قال عامر السعدي مستشار الرئيس العراقي لشؤون السلاح، الذي كان يتحدث في لقاء مع اعضاء اللجان العربية للتضامن مع العراق. ان اميركا وبريطانيا تسعيان الى خلق الذرائع للعدوان، مشيراً الى ان "المزاعم التي اطلقها وزير خارجية بريطانيا جاك سترو عن عدم تقديم العراق معلومات عن 3000 طن من السلاح الكيماوي وعشرات الأطنان من العوامل الكيماوية والبيولوجية تدخل في هذا الإطار، اذ ان العراق كان أجاب على الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع في تقاريره المرفوعة الى اللجنة الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل السابقة "اونسكوم". إسرائيل: الهجوم بداية شباط وتوقع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال اهارون زئيفي فركش أن تبدأ الحرب مطلع شباط المقبل "بعد أيام من الجلسة التشاورية التي سيعقدها الرئيس الأميركي جورج بوش لتقويم الأوضاع". وقال لأعضاء اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن والخارجية إن احتمال أن يستبق العراق هذه الحرب بقصف إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل يبدو ضئيلاً "لأن من شأنه الكشف عن حقيقة امتلاكه هذه الأسلحة". وأشار المسؤول العسكري إلى ما وصفه بانخفاض حدة نبرة المسؤولين العراقيين قياساً بتهديداتهم إسرائيل عشية حرب الخليج الأولى. ورأى أن هجوماً أميركياً "ناجحاً" سيسهل عملية استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، فضلاً عن أنه سيعزز قوة الأوساط المعتدلة في العالم العربي. وأبلغ فركش أعضاء اللجنة أن شعبة الاستخبارات تعكف حالياً على بلورة تقديراتها ل"اليوم التالي" للحرب الأميركية لنقلها إلى المسؤولين الأميركيين، مضيفاً ان الرئيس الأميركي يولي أهمية قصوى لمكافحة الإرهاب، بل يعتبرها مهمة ايديولوجية، وأنه ينوي تخصيص 250 بليون دولار لدول عربية لتشجيعها على ادخال اصلاحات ديموقراطية و"لتغيير الأنماط التربوية في دول المنطقة". وتابع ان تنظيم "القاعدة" غيّر وجهته فوضع إسرائيل واليهود على رأس قائمة المستهدفين.