أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت دراسة عميقة وقيمة للسيد فاهان زانويان بعنوان "آن الأوان لقرارات تاريخية في منطقة الخليج"، تشير بوضوح إلى أن الهدف مما يجري الآن هو "تغيير النظام الحاكم في العراق مقروناً بالتقليل من أهمية الدور الاستراتيجي لمنطقة الخليج في أسواق الطاقة"، لفرض واقع سياسي واجتماعي جديد. يرى الكاتب أن منطقة الخليج بحاجة إلى إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، تشكل خروجاً جذرياً على القواعد المألوفة، تستند الى تأسيس وتعزيز إجراءات معقولة للمشاركة الشعبية والسياسية، والتخلص من العادات السيئة للاقتصادات الريعية. ويحذر من السياسة التقليدية التي لم تحل في السابق نزاعات المنطقة، وأدت إلى تدخلات غير مرغوب فيها، وأصبحت نقطة ضعف للدول وخدمت مصالح منافسي منطقة الخليج. ويعتبر أن: "الرضا الوهمي والاكتفاء بالحد الأدنى هما ألد أعداء المنطقة في هذه المرحلة. فكل قرار مؤجل وبطيء وسلبي يترجم إلى أخطار حقيقية على دول المنطقة وشعوبها". الدارسة لخصت في شكل عميق وموضوعي ومحترف الأفكار والآراء المتداولة في المجالس والمنتديات الخاصة في منطقة الخليج منذ بداية الأزمة الحالية، وتطرقت الى الفرق بين الوضع الراهن والتحديات السابقة، وعرضت الأفكار والسياسات التي يتبناها المتشددون في الإدارة الأميركية وخطورتها على ما يجري، ومستقبل الدور الاستراتيجي لمنطقة الخليج، وتعاظم تأثير المنافسين السياسيين والاقتصاديين الإقليميين للخليج، والخيارات السياسية الممكنة وغير الممكنة خليجياً. وناقشت أهمية إطلاع المواطنين على طبيعة الأخطار الخارجية "لأن الوعي بهذه الأخطار من شأنه أن يجلب التأييد والاعتدال في المواقف". لكن الخوف من تهميش وتجاهل هذا النوع من الآراء المعتدلة التي ينبغي أن تتحول إلى نواة لحوار على المستوى العام، قبل فوات أوان التغييرات.