عندما يموت زعيم عربي يعلن الحداد عليه في بلده وفي كثير من البلدان العربية وتتوقف مظاهر الفرح في الاذاعات والقنوات الفضائية لتحل مكانها تلاوة من القرآن الكريم او موسيقى هادئة وحزينة. ان اجتياح بلد عربي عظيم مثل العراق سيكون ظلم قوة اجنبية غاشمة. وهو، اي الاجتياح هذا، اكثر ايلاماً من موت اي زعيم عربي. لذلك اناشد المسؤولين في الدول العربية والاسلامية ان يعلنوا الحداد لمدة ثلاثة ايام فقط وأن تتوقف الاذاعات والمحطات عن برامجها الاعتيادية في حال حدوث الاجتياح. ان هذه الخطوة الرمزية ستكون نقلة نوعية ذكية في التعامل الرسمي مع الاعتداءات الصارخة التي تتعرض لها هذه الامة. وقد تجعل اعداءنا يتهيبوننا قليلاً بدلاً من استباحتنا بهذا الشكل. ان ما يهدد وجودنا كأمة ليست الهزيمة العسكرية. فقد تعرضنا لذلك مرات ومرات، لكن الخطر الكبير اليوم يكمن في الهزيمة النفسية وفقدان الاحساس بالكرامة والهوية. ان الحكومات العربية تتحمل جزءاً من المسؤولية في تغذية هذه الهزيمة النفسية، واذا كانت هذه الحكومات لا تستطيع مواجهة اميركا عسكرياً او سياسياً فلتواجهها عاطفياً على الاقل بإعلان حزنها وأساها لما ينزل ببلد عربي عظيم مثل العراق. لن تحترمنا اميركا ولن يحترمنا احد اذا لم نحترم انفسنا. وإعلان حداد من هذا النوع يدل على احترامنا لأنفسنا وشعورنا بوجودنا وهويتنا كأمة عربية مسلمة. دمشق - الدكتور ياسر العيتي