بدأت في ضاحية السقاي في شمال الخرطوم امس اعمال المؤتمر الاول لطائفة "انصار الامام المهدي" التي يستند اليها حزب الامة السوداني المعارض. وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مستشار الرئيس للشؤون الصحافية عباس ابراهيم النور والقيادي في الحزب الحاكم احمد عبدالرحمن، وممثلون للاحزاب والكيانات الدينية وديبلوماسيون، وسط هتافات مدوية تساند المهدي في مواجهة المنشقين عنه. واعتبر المهدي الذي خاطب المؤتمر "ان انعقاده يمثل انتصاراً على عوائق خارجية يتعرض لها كيان الانصار وداخلية تتمثل في قلة الموارد"، ووصفه بأنه "نقلة من الهياكل التقليدية الى التوفيقية ومن القديم الى الحديث" ورأى ان المؤتمر يشكل "ديموقراطية لاختراق الكيان التقليدي". وناقش المؤتمر اوراقاً فكرية ودينية، وينتظر ان ينتخب اليوم اماماً للانصار وهو المنصب الذي ظل شاغراً منذ نحو ثلاثين عاماً، ونائباً له، ومجلس شورى ومجلس للحل والعقد واميناً عاماً لهيئة شؤون الانصار. ويرجح ان يُختار المهدي اماماً وان تجدد ولاية الامين العام الحالي للهيئة عبدالمحمود أبو. لكن المجموعة المناوئة للصادق المهدي بقيادة ابن عمه مساعد الرئيس السوداني مبارك الفاضل المهدي عقدت مؤتمراً صحافياً انتقدت "مؤتمر السقا". وقال رئيس لجنة توحيد واعادة بناء كيان الانصار عبدالرحمن الطيب يعقوب "ان المؤتمر يكرس الانقسام ويستغل لخدمة الاهداف السياسية للصادق المهدي". ووعد بعقد مؤتمر قريباً لاختيار "مجلس الإمام". وذكر بيان وزع خلال المؤتمر الصحافي ان الانصار باتوا اربع مجموعات يقود الاولى الصادق المهدي والثانية عمه احمد المهدي والثالثة ابن عمه مبارك الفاضل المهدي والاخيرة ابن عمه ايضاً ولي الدين الهادي المهدي. على صعيد آخر قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في القاهرة امس إن الحكومة السودانية قررت أن يكون العام 2003 "عام الجنوب في مجالات الخدمات والتنمية حتى يشعر المواطن في الجنوب باهتمام الدولة به". وأوضح إسماعيل عقب استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له أمس أن الاحتفالات بالذكرى 47 للاستقلال ستقام في الجنوب وسيتم خلالها افتتاح عدد من المشاريع الجديدة. وأعلن أنه نقل الى مبارك رسالة من الرئيس عمر البشير تتضمن تطورات مسيرة السلام في السودان والعلاقات الثنائية. وأشار الى أن التحضير يجري حالياً لعقد اجتماع اللجنة العليا الوزارية المشتركة بين البلدين في الخرطوم. ونقل عن مبارك تأكيده مساندة السودان ودعمه للوصول الى حل بوقف الحرب والمحافظة على وحدة السودان.