لم يكن احد يتوقع ان يكون لغولستان برور طموح غير الغناء والمشاركة في مهرجانات كردية، وهي غالباً سياسية. إلا انك عندما تتحدث معها تكتشف اموراً لم تتوقعها قط، خصوصاً عندما تبادرك بتعريف برنامجها المفضل "باخجي كولا" الذي كان مع فضائية ""ميديا"" محور هذا الحوار: لماذا اخترت هذا الاسم "باخجي كولا"؟ - تضحك... أنا لا أعرف لماذا. كما ان هذا الاسم لم يأت مصادفة، فالكلمة كامنة في اللاوعي، تعني التنوع وتعدد صنوف القهر والحرمان، كما تعني النصر والنجاح. لكن "باخجي كولا" تعني حديقة الأزهار. - ألا تعترف أن تراثنا وفولكلورنا هما بمثابة حديقة ازهار. فتراثنا مملوء بالحكايات والقصص الجميلة ويشكل قوع الدفع لحاضرنا ويعطي جمالاً لمستقبلنا اذا عرفنا الإفادة منه. نحن نستحضره في كل زمن وساعة. من هنا يمكنك ان تعرف معنى اختياري لهذا الاسم "باخجي كولا" فهو بمثابة مرايا تعكس احاسيس الأكراد من خلال تراثهم وفلكلورهم، كما تعكس صورة حقيقية لمأساة شعبي، وهذه الصورة يمكنك ان تراها في فضائيات كردية اخرى. هل فكرت في ان تقدمي برامج في k-tv و"كورسات"؟ اعني لماذا لا نراك في فضائيات كردية اخرى؟ - بداية اريد أن ألفت نظرك الى ان في العالم هناك قوانين للنشر، وهذه القوانين تضعني في موقع اخلاقي، كوني اعمل لدى "ميديا"، فلا مجال لدي لأن اقدم برامج اخرى في اقنية تلفزيونية اخرى غير "ميديا". فأنا أقدم "باخجي كولا" في "ميديا" منذ خمس سنوات وهي اولى الفضائيات الكردية من حيث الوجود، وهي اول من طلبت مني ان اعمل فيها، وأعطتني حرية اختيار هوية البرنامج الذي سأقدمه، لهذا ولجوانب اخلاقية لم اقدم شيئاً في فضائيات غيرها. ثم لم تطلب مني اي فضائية كردية اخرى ان اعمل لديها، لهذا انا اعمل فقط في فضائية "ميديا". ونحن الأكراد ما زلنا نفكر بطرق عشائرية عن كيفية تعاملنا مع المؤسسات وجهات العمل الأخرى، اما الواقع فهو يختلف، فغيرنا تحكم طريقة تعامله الشروط والقوانين والالتزامات، والتزاماتنا نابعة من الكلام والأخلاق. لكن اذا تقاربت تلك الفضائيات وساعدت بعضها بعضاً، فهذا الاتجاه يعبد الطريق امامي وهذه الخطوة هي الأفضل لسائر الأكراد. افهم من ذلك ان هناك اتجاهات سياسية تضع العقبات امام تعاون تلك الفضائيات؟ - لا أقول هكذا... لكن كل ما نتمناه ان تساند الفضائيات الكردية بعضها بعضاً وأن يكون هناك تعاون بينها. ما هي نظرتك الى كل من الفضائيتين الكرديتين k-tv و"كورسات"؟ - انظر بإيجابية الى هاتين الفضائيتين ولا أفرق بينهما لأنهما تخدمان الفن والثقافة الكرديتين. وأتمنى ان يكون للأكراد مئة فضائية لأن الشعوب التي تتعايش معها لديها عشرات الأقنية التلفزيونية. وهناك ملاحظة ان k-tv و"كورسات" ليستا متقدمتين على "ميديا" من الناحية التقنية، ف"ميديا" متقدمة تقنياً، لكن هناك شيئاً مهماً لدى k-tv و"كورسات" هو انهما تقدمان برامجهما من داخل كردستان اي تبثان في احشاء هموم الشعب الكردي ومشكلاته. وأتمنى ان اعمل في كردستان وألتقي الجمهور في شوارع كردستان وأسأل عن معاناته وآماله وأرى كل شيء على حقيقته. هل تواجين صعوبات لغوية عندما تقدمين برامجك تبعاً للهجات الكردية كالكرمانجية والسورانية وغيرها...؟ - لا ارى الصعوبة كبيرة، فأنا متمكنة من اللهجة السورانية وأفهمها وكذلك الكرمانجية، لكن خوفي على المشاهدين فهم ليسوا كرمانج فقط، فهناك السوران وهناك الزازكي وغيرهم. تحتفلين هذه الأيام بمرور خمسة اعوام على برنامج "باخجي كولا". كيف تقومينه؟ وماذا أنجزت؟ وما هو رأي المشاهدين بهذا البرنامج؟ - أرى ان برنامج "باخجي كولا" لعب دوراً مهماً في اوساط الأكراد، اذ ساهمت بتعريف الكثير من الفنانين واللغويين والكتّاب وفاعليات اخرى الى الشعب الكردي، كما ساهمت في التعريف بمستوى الفن والثقافة الكردية عبر شاشتنا الصغيرة. ولم يعد الأكراد اليوم يفتقرون الى معرفة فنهم وثقافتهم. ومن الآن فصاعداً اطمح لبناء طاقم خاص للعمل لأجل انجاز "باخجي كولا" في شكل جيد ليلعب دوره الأساسي. كنت في السابق مغنية سياسية وأنت اليوم مقدمة برامج؟ - نحن لسنا في وطننا، فكل واحد منا يعيش على قمة جبل، عندما كنت مغنية - وما زلت - اي كنت احس الى جانب الغناء بأن هناك التزاماً يفرض عليّ حضور حفلات. والتزاماتي داخل المنزل وتربية ابني "سرخبون"، وعندما قدمت "باخجي كولا" احسست فجأة انني انسانة عملية وأحسست بأنني فنانة وقد اكتسبت تجارب جمة.