تتابعت ردود الفعل في البلقان على عملية القبض على الزعيم الصربي البوسني مومتشيلو كرايشنيك ونقله إلى لاهاي لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم أثناء الحرب البوسنية. وتفاوتت الردود بين الإدانة الواسعة من صرب البوسنة وبلغراد وارتياح البوسنيين وترحيب كرواتي رسمي. ووضع حلف شمال الأطلسي قواته في البوسنة وكوسوفو على أهبة الاستعداد، تحسباً لاضطرابات في حال احتجاجات عمت الأوساط الصربية المتشددة. وأصدر "الحزب الديموقراطي الصربي" في البوسنة، الذي كان يتزعمه رادوفان كاراجيتش أثناء الحرب وينتمي إليه كراشينيك، بياناً هدد فيه بالانتقام من الذين شاركوا في عملية الاعتقال. ووصف ما حصل بأنه "بداية لتطورات حاسمة قريبة". ودعا كل الصرب إلى الاستعداد "ومقاومة انحياز الحلف الأطلسي والإدارة الأميركية السافر ضدهم". واتهم الناطق باسم "الحزب الديموقراطي الصربي" ميركو بانياتس رئيس وزراء صرب البوسنة المتعاون مع الغرب ميلوراد دوديك بالتواطؤ في اعتقال كرايشنيك "لأنه كان أبلغ بالعملية من قبل الحلف الأطلسي"، ما اعتبره المراقبون مؤشراً إلى تصاعد الصراع داخل قيادات صرب البوسنة قد يؤدي إلى إقالة حكومة دوديك. ولا يستبعد المراقبون أن يعمد المتشددون من صرب البوسنة إلى استغلال العواطف القومية الصربية الرافضة لاعتقال كرايشنيك من أجل تقوية موقفهم في الانتخابات البلدية التي ستجرى السبت المقبل في كل أنحاء البوسنة - الهرسك. وفي بلغراد، دانت وزارة الخارجية اليوغوسلافية اعتقال كرايشنيك واعتبرته في بيان لها "تصرفاً وقحاً ومخجلاً للقوات الدولية، سيؤدي إلى عواقب وخيمة لعملية السلام البوسنية". وأشار البيان إلى أن الصرب واعون للتصدي "ووضع حد لمخططات الإدارة الأميركية التي تستهدف انهاء الوجود الصربي في البوسنة". وإلى ذلك، قال الناطق باسم "الحزب الاشتراكي الصربي" الذي يقوده الرئيس اليوغوسلافي سلوبدان ميلوشيفيتش "ان عملية اعتقال كرايشنيك غطرسة لا حدود لها ضمن عدوان الحلف الأطلسي المتواصل على الصرب". واتخذت الموقف نفسه، أحزاب المعارضة الرئيسية في صربيا. واعتبر حزب "حركة التجديد الصربية" برئاسة فوك دراشكوفيتش محكمة لاهاي بأنها "منحازة بصلافة ضد الصرب وان ممارساتها من خلال ادعاءات اللوائح السرية تتعارض مع أبسط قواعد الديموقراطية". وأكدت اذاعة ساراييفو ارتياح المسلمين البوسنيين لعملية اعتقال كرايشنيك "لدوره في عمليات الإبادة الجماعية التي شهدتها البوسنة خلال الحرب". ورحبت وزارة الخارجية الكرواتية في بيان صدر في زغرب بالاعتقال الذي اعتبرته "بداية لانزال العقاب بكبار المسؤولين عن العدوان الذي تعرضت له البوسنة ومناطق يوغوسلافيا السابقة". وكانت قيادة الحلف الأطلسي رحبت بالاعتقال. وقال الأمين العام للحلف جورج روبرتسون إن كرايشنيك "صيد كبير" نظراً إلى ما ارتكب من "جرائم ضد الإنسانية والدور الذي لعبه في حرب البوسنة". وفي نيويورك، أفاد المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك ان كرايشنيك "كان لصاً بمعنى الكلمة ومجرم حرب أيضاً".