بيروت - "الحياة" انطلق امس المشروع الاعلامي المشترك بين "الحياة" والفضائية اللبنانية "ال بي سي"، وبدت النشرات الاخبارية الاولى والموجزات التي تخللتها، حصيلة لقاء فعليّ بين الصحافة المكتوبة والصحافة المتلفزة. وأطل على الشاشة الصغيرة بعض الصحافيين والمعلقين والمراسلين الذين كثيراً ما تابعهم قراء "الحياة" عبر مقالاتهم. وهؤلاء حملوا عبر اطلالتهم التلفزيونية الجديدة خبراتهم في رصد الاحداث وتحليلها والتعليق عليها. والمشروع خطوة أولى على طريق مؤسسة "ملتيميديا" متعددة النشاطات في مجال الاعلام. ولعله المشروع العربي الاعلامي الاول تنضم فيه تقنيات الصورة المرئية الى مناخ الصحافة المكتوبة لينجم عن تلاقيهما عمل صحافي - اخباري يستفيد من خصائص الثورة التلفزيونية ومن ميزات الكتابة الصحافية ذات الخلفية التحليلية. وهكذا جمعت نشرات "الحياة" - "ال بي سي" بين الخبر السريع الذي يفترضه العمل التلفزيوني، والتعليق او التحليل الذي تقوم عليه عادة الصحافة المكتوبة. وتحدث في النشرة الاخبارية السادسة مساء أمس بتوقيت غرينتش رئيس مجلس إدارة الفضائية بيار الضاهر عن المشروع، وكذلك الزميل جهاد الخازن رئيس تحرير "نيوز روم" غرفة الأخبار التي ستوفر المواد الاخبارية للقناة، وللصحيفة التي يعود إليها وإلى هيئة التحرير فيها برئاسة الزميل جورج سمعان رئيس تحرير "الحياة"، حرية القرار والنشر، سياسياً وتحريرياً. أما تجربة الدمج الجديدة هذه فلم تثقل ايقاع النشرة الاخبارية ولم تخفف من حركة الصورة، فبدت النشرات ذات ايقاع متوازن، مرتبط بالمادة الاخبارية نفسها. وقد يكون عدم الوقوع في البطء والتطويل رهاناً رئيساً استطاعت النشرات الاخبارية ان تخوضه لمصلحتها اولاً ولمصلحة المشاهد الذي لم يعد يألف الاغراق في الكلام، وفق ما عوده بعض النشرات المحلية في العالم العربي. نشرات عربية ودولية تشبه طبيعة "الحياة" نفسها، الصحيفة التي تتوجه الى القراء العرب حيثما كانوا في بلدانهم ام في المغترب. والاسبقية هي للحدث، عربياً كان أم دولياً، رسمياً أم معارضاً. إلاّ أن الحدث سيكون مقروناً بمقدار من التحليل الذي يفيه حقه من غير أن يطغى عليه. اما الاستوديو فلم يعد تلك الغرفة المغلقة التي تقرأ فيها الاخبار او تُبث منها الاشرطة، بل هو اضحى اشبه ب"غرفة الارتباط" التي تجمع بين المحررين والمذيعين وكل المراسلين الذين يطلون بوجوههم او عبر الهاتف يغطون الحدث في حينه ويحللون ابعاده. ويجمع الاستوديو ايضاً بين "غرفة الاخبار" نيوز روم في لندن "وغرفة التحرير" في أدما، مركز الفضائية في لبنان. اليوم الاخباري يتوزع في ثلاث نشرات طويلة ظهراً ومساء وليلاً وفي اربعة موجزات ترافق الاحداث وتنقلها بسرعة، على ان يتم التوسع فيها لاحقاً، في النشرات الثلاث. ولا تقتصر النشرات على الاخبار والوقائع السياسية بل هي تشمل معظم مرافق الحياة العربية والاغترابية كالاقتصاد والبورصة والرياضة والبيئة والثقافة والمنوعات او الطرائف. وسيكون بعض التغطيات التلفزيونية الميدانية اشبه بأفلام وثائقية تحكي بالصورة والصوت ما تريد ان توصله الى المشاهد حيثما يكون.