واشنطن - أ ف ب - أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش ان حرباً محتملة على العراق هي خياره الأخير وليست الأول، واصفاً الرئيس صدام حسين بأنه "كاذب ومخادع". وقال انه لا يستبعد وجود عناصر من تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن في الولاياتالمتحدة. واكد في مقابلة اذاعتها مساء أمس شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية، ووزعت مقتطفات منها صباحاً، ثقته التامة بجهود المسؤولين السعوديين في مجال مكافحة الارهاب، مشيداً بولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقال بوش: "أقيم علاقة جيدة جداً مع الأمير عبدالله، وأكن له الإعجاب. انه كما نقول، من معدن جديد، انه رجل جيد ونزيه، وخلال مناقشاتي معه اكد لي ان الحكومة السعودية ستبذل كل ما في وسعها لوقف تدفق الأموال الى الارهابيين". وزاد: "قلت لولي العهد ان ثمة مشكلة في اميركا، لأن 16، كما اعتقد من قراصنة الجو ال19، كانوا سعوديين في اشارة الى خاطفي الطائرات في 11 ايلول - سبتمبر 2001 وهذا يحمل الأميركيين على التشكيك". واستدرك: "السعوديون أنفسهم قلقون في شأن القاعدة. الحكومة قلقة لأن القاعدة يمكن ان تنفذ اعتداءات تستهدف الشعب السعودي". ورداً على سؤال عن احتمال وجود عناصر من "القاعدة" في الأراضي الأميركية، قال بوش: "يجب ان ننطلق من مبدأ وجود عناصر. ونفعل كل ما بإمكاننا لجمع المعلومات التي تتيح لنا ملاحقتهم والعثور عليهم وتشتيتهم، الولاياتالمتحدة بلد كبير حر، وعلى غرار كل بلد حر، يستطيع القتلة دخوله والاختباء فيه. لكننا في حال استنفار، ونحن مدركون تماماً للتحديات". وفي ما يتعلق بأسامة بن لادن واحتمال بقائه حياً، قال الرئيس الاميركي: "واضح انه مختبئ في مكان ما وسنعثر عليه في نهاية المطاف، لكن الحرب على الارهاب تتخطى اطار رجل واحد، المهم هو الاستمرار في تشتيت شبكته وتعقب أفرادها وإحالتهم على القضاء". الى ذلك، اكد بوش انه لا يريد اصدار حكم مسبق على بيانات العراق المتعلقة بأسلحته، لكنه وصف الرئيس صدام حسين بأنه "رجل يكذب ويخدع". وأضاف: "بالتأكيد خدع العالم في الماضي، والزمن سيقول هل كرر خدعته أم لا. لا أريد إصدار حكم مسبق على التقرير البيانات، لكن غريزتي المتعلقة بصدام هي انه رجل يخدع ويكذب. انه رجل يثبت سلطته بالتعذيب والارهاب. أتعاطف كثيراً مع الشعب العراقي، اؤمن بالحرية للجميع، ويرعبني نظام يسيء معاملة مواطنيه بالطريقة التي اساء صدام حسين بها معاملة شعبه". ولفت الى ان المفتشين ليسوا في العراق "إلا للتأكد من ان صدام حسين ينزع أسلحته، سندقق في التقرير الذي سلمه ونحلله بالكامل، ونصدر تعليقات في الوقت المناسب، لنقول ما وجدنا فيه". وكرر انه اذا لم يكن الرئيس العراقي أتلف اسلحته للدمار الشامل "سيجرد من سلاحه باسم السلام". وشدد على ان "الحرب هي خياري الأخير وليست خياري الأول". مذكراً بأن الشخص الوحيد المخول ارسال جنود اميركيين الى الحرب، هو الرئيس الاميركي. وتابع: "عندما يتحدث الناس عن الحرب في واشنطن، عليكم ان تدركوا انني افكر ملياً في الالتزام الذي عليّ اتخاذه لإرسال قوات الى الحرب. وإذا أرسل جنود الى العراق، سأتخذ هذا القرار لأننا نستطيع انقاذ كثيرين من الأشخاص بقرار القيام بعمل عسكري". ورداً على سؤال عن خوض والده جورج بوش الرئيس السابق حرباً ضد صدام في 1991، أجاب: "المهمة أهم بكثير مما حصل في الماضي مع عائلتي. المهمة الآن هي سلام الولاياتالمتحدة وأمنها والدفاع عن الحرية".