حكمت المحكمة الفيديرالية في نيويورك امس الخميس بالسجن المؤبد غير القابل للمراجعة ضد كل من خلفان خميس محمد تنزاني، ومحمد راشد داوود العوهلي سعودي، ومحمد الصادق عودة فلسطيني، ووديع الحاج اميركي - لبناني بعد ادانتهم في ايار مايو الماضي في قضية تفجير السفارتين الاميركيتين في دار السلام ونيروبي عام 1998 في إطار "مؤامرة دولية" يُتهم اسامة بن لادن بأنه العقل المدبر وراءها. اجراءات امنية واتخذت السلطات الأمنية اجراءات مشددة، فيما اسرعت المحكمة الى اصدار الحكم تلو الآخر ضد الرجال الأربعة بدءاً بخميس 28 سنة ثم العوهلي 24 سنة وعودة 36 سنة ثم الحاج 41 سنة. وأخذ اصدار الحكم على الرجال الأربعة بعداً مميزاً نظراً الى توجيه الولاياتالمتحدة تهمة ارتكاب العمليات الارهابية في 11 ايلول سبتمبر الى اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" التي كشفت المحاكمة ارتباط منفذي عمليات تفجير السفارتين في تنزانيا ونيروبي به. وأمر القاضي ليونارد ساند كلاً من الرجال الاربعة بدفع مبلغ 33 مليون دولار، 7 مليون منها لعائلات 231 ضحية في تفجير السفارتين، و26 مليون دولار للحكومة الاميركية. ولمح الى امكان استخدام الارصدة المجمدة لتنظيم "القاعدة" لاقتطاع هذه المبالغ منها. وعبر خميس محمد، من خلال محامين عن "التقدير لهيئة المحلفين لأنها ابقت على حياته"، اشارة الى فشلها في الاجماع على تنفيذ حكم الاعدام بحقه، في حين اجمعت على انه لعب دوراً مباشراً في تنفيذ العملية في تنزانيا. وبسبب عدم التوافق في آراء هيئة المحلفين على حكم الاعدام، اضطر القاضي، بموجب القانون الفيديرالي الى اصدار حكم بالسجن المؤبد. وخاطب القاضي خميس محمد قائلاً: "لقد وجدتك هيئة المحلفين مذنباً بارتكاب جرائم تتطلب انزال حكم السجن المؤبد بك". وقرر كل من خميس محمد والعوهلي عدم مخاطبة المحكمة أمس، وكلاهما واجه حكم الاعدام عند بدء المحاكمة، وساهمت مواقف اثنين من عائلات الضحايا في العدول عن حكم الاعدام بسبب مناشدتهما الاكتفاء بالسجن المؤبد، احداهما سوزان هيرش التي كانت متزوجة من مسلم. ووصف محامي عودة، إد ولفورد، موكله بأنه "جندي في الجناح العسكري لتنظيم القاعدة". وقال ان الهجوم على السفارتين هو ضمن عمليات الهجوم على الولاياتالمتحدة بسبب دعمها لاسرائيل. وطلب وديع الحاج ان يخاطب المحكمة لفترة نصف ساعة قبل اصدار الحكم ضده. ورافق اصدار الاحكام في نيويورك بدء واشنطن بالتفكير بكيفية محاكمة اسامة بن لادن، وعبر أي محكمة اذا ألقي القبض عليه وهو المطلوب "حياً أو ميتاً" بتهمة انه العقل المدبر وراء عمليات 11 ايلول والتي سقط ضحيتها حوالى 5 آلاف ضحية مدنية. برلين وفي برلين، اعلنت النيابة العامة في كارلسروه امس ان اليمني وديع أ. 24 عاماً الذي اخلى المدعي الاتحادي العام كاي نيم سبيله اول من امس لا يزال مشتبهاً به على رغم اسقاط الاشتباه عنه بحمل السلاح وتزييف وثائق رسمية مثل بطاقات الهوية وجوازات السفر. وقالت الناطقة باسم النيابة العامة فراوكة كاترين شويتن ان المتهمين الآخرين اللذين قبض عليهما ايضاً في فيسبادن قبل اسبوعين، وهما التركي طالب ت. 27 عاماً، تركي الجنسية وشهاب أ. عاماً شقيق اليمني المطلق سراحه سيبقيان قيد الاعتقال ويخضعان للتحقيق. واضافت ان النيابة العامة تشتبه بكونهما عضوين في "تنظيم ارهابي له خلفية اسلامية اصولية وخطط في المانيا لعمليات عنف كبيرة".