بغداد، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أشاد رئيس الهيئة الوطنية للرقابة الجنرال حسام محمد أمين ب"مهنية المفتشين الدوليين"، وقال ان العراق يتعاون معهم ويجيبهم على اسئلتهم. وزار المفتشون أمس ستة مواقع يشتبه في انها تنتج أسلحة دمار شامل. وبدأت عمليات التفتيش تأخذ وتيرة سريعة فتوجه خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس الى شركة "الندا" العامة. وذكر مسؤول عراقي ان خبراء الاممالمتحدة فتشوا أمس ستة مواقع عسكرية وصناعية في العراق، بينها مصنع كان ينتج صواريخ باتت محظورة الآن ومنشأة للتجارب البالستية. واشار الى ان سبعة فرق من لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش التابعة للامم المتحدة انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية نفذت عمليات التفتيش من دون ان يشير الى وقوع حوادث تذكر. ومن المواقع التي تم تفتيشها مصنع "النداء" للصواريخ الواقع في الزعفرانية على بعد 20 كم غرب بغداد. وكان المصنع التابع لهيئة التصنيع العسكري، ينتج قبل حرب الخليج في 1991 صواريخ الحسين، النسخة العراقية لصواريخ سكود السوفياتية. وحظرت القرارات الصادرة عن مجلس الامن التي وضعت حداً للعراق امتلاك هذه الصواريخ التي يبلغ مداها 650 كم. وسمحت له باقتناء صواريخ يقل مداها عن 150 كلم. وذكر موظفون عراقيون في هيئة الرقابة الوطنية رافقوا مفتشي الاممالمتحدة في زياراتهم، للصحافيين ان المصنع ينتج حاليا قوالب وأدوات معدنية. ووضعت لجنة التفتيش الدولية السابقة اونسكوم 1991-1998 مصنع "النداء" تحت المراقبة الدائمة. ويصر خبراء الاممالمتحدة على معرفة مصير أنظمة التوجيه التي حصل عليها العراق لتصنيع صاروخ الحسين. وتشير وثائق لجنة اونسكوم الى انه لا يزال على العراق ان يدلي بمعلومات حول صاروخين محظورين من اصل 819 استوردها، وسبعة صواريخ اخرى مصنعة محليا. كما لم تحصل الاممالمتحدة على أدلة مقنعة حول اقدام العراق على تدمير 500 طن من وقود الصواريخ. وزار المفتشون موقعاً للتجارب الباليستية قرب الرمادي على بعد 110 كم غرب بغداد، وكان موضوعا ايضا تحت المراقبة الدائمة للجنة "اونسكوم". وللمرة الاولى يتوجه المفتشون الى هذين الموقعين منذ وصولهم الى العراق في 25 تشرين الثاني نوفمبر، بعد انقطاع دام أربع سنوات. وزاروا شركة انتاج مضادات حيوية في الصويرة على بعد 50 كم جنوببغداد للتحقق، على الارجح، من عدم انتاجها مواد يمكن استعمالها في تصنيع اسلحة بيولوجية. وعقد الجنرال أمين مؤتمراً صحافياً في بغداد أمس قال خلاله ان بغداد تتعاون مع المفتشين "تعاوناً تاماً"، مشيداً ب"مهنيتهم وعدم طرحهم اسئلة سخيفة كالتي كانت تطرحها لجنة اونسكوم". وقال: "اذا استمر المفتشون بأداء عملهم بهذه الحرفية فلن تكون هناك أي مشكلة، أما اذا رضخوا للضغوط البريطانية - الاميركية فقد يشكل عملهم ذريعة لشن الحرب على العراق".