سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أشاد بقبولها قرار مجلس الأمن 1441 ووقوفها ضد تنظيم "القاعدة". مسؤول بريطاني ل"الحياة": نعلق أهمية بالغة على دور سوري في حمل صدام على اختيار طريق السلام
أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية أن حكومته تنظر بأهمية بالغة إلى زيارة الرئيس السوري بشار الأسد التي ستبدأ الاثنين المقبل، انها تعتبر العلاقة مع الرئيس السوري والحكومة السورية علاقة مهمة يسعى الطرفان باستمرار، خصوصاً منذ تولي الرئيس بشار الأسد السلطة، إلى تحسينها وتطويرها على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. شرح مسؤول بريطاني في حديث إلى "الحياة" أهمية سورية في المنطقة والعالم، مشيراً إلى الموقع السوري المهم في التأثير على الحكومات والشعوب العربية، إلى جانب احتلالها مقعداً في مجلس الأمن وقال إن تأثيرها في سير عملية السلام معروف وموثق، منذ نشوب الصراع العربي - الإسرائيلي، هذا بالإضافة إلى الموقع الجغرافي لسورية وجيرتها للعراق وأهميه هذا في الظروف الراهنة. وهنا لم يخف المسؤول رغبة بريطانيا في تحييد سورية في أي حرب قد تشن على العراق. وأشاد المسؤول في وزارة الخارجية البريطانية بالتطورات الإيجابية العديدة التي شهدتها سورية، مشيراً إلى أن الرئيس بشار الأسد ورث اقتصاداً مغلقاً وسياسات خارجية كانت في غالبيتها معادية للغرب، وكان من الواضح في خطابه الذي ألقاه يوم توليه الحكم سعيه إلى تغيير هذه السياسات، فهو قال "إن التفكير الديموقراطي يقوي ويدعم الفكر والعمل الدستوري". وفي مجال حديثه عن التغييرات الإيجابية التي تشهدها سورية، أوضح المسؤول أن القوانين المصرفية والانفتاح الاقتصادي سيشجعان الاستثمار البريطاني والأوروبي داخل سورية وفي أكثر من مجال. واعتبر المسؤول أن من أهم أوجه التقارب السوري - البريطاني توقيع سورية على القرار 1441 بشأن العراق، مشيراً إلى أن سورية طالما وقفت إلى جانب الشرعية الدولية وهذا ما حصل خلال حرب تحرير الكويت في العام 1991. وشدد المسؤول على أن سورية ليست بلداً راغباً في الحروب فهي لا تزال تسعى إلى انسحاب إسرائيل من الجولان على أساس القرار 242، مؤكداً أن هذه السياسة والموقف هما سياسة وموقف الحكومة البريطانية تماماً. وأضاف ان سورية وقعت أيضاً قرار مؤتمر القمة العربية في بيروت، مؤكدة أنها كباقي الدول العربية الموقعة على القرار أنها مستعدة لتطبيع كامل مع إسرائيل في حال تطبيق إسرائيل قرار القمة العربية، مؤكداً أيضاً تمسك سورية بالحل السلمي وحضورها ومشاركتها في مؤتمر مدريد. وذكر المسؤول بالموقف السوري مع العالم ضد تنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى أن سورية أعلنت وجوب محاربة مثل هذا الإرهاب، وهي لا تعتبر أسامة بن لادن صديقاً لها، بل إنها دانت أحداث 11 أيلول سبتمبر، مؤكداً تزايد واستمرار التعاون بين أجهزة الاستخبارات السورية والبريطانية في محاربة تنظيم "القاعدة" والإرهاب الدولي. ورداً على سؤال عن معارضة سورية أي حرب محتملة ضد العراق، أجاب المسؤول: "يجب أن لا ننسى أن سورية وقعت على القرار 1441، ونحن والسوريون نتمنى أن نستطيع تجنب استعمال القوة من أجل تنفيذ هذا القرار، ولكن إذا ما أخذنا في الاعتبار سجل صدام حسين الحافل بالمراوغة والكذب والقمع، وجدنا أن هذا قد يكون صعباً، وربما يجعلنا أقل تفاؤلاً في أن العراق سيختار طريق السلام في حل المشكلة العراقية. ومن هنا فإننا نعلق أهمية بالغة على دور سوري في حمل صدام حسين على اختيار طريق السلام وليس القوة". وأكد المسؤول أن حكومته تعبر للحكومة السورية عن قلقها تجاه الرحلات الجوية السورية إلى العراق، كذلك ضخ النفط العراقي عبر الأراضي السورية، خصوصاً أن الحكومة البريطانية تعتقد أن التقيد بمقررات الأممالمتحدة تجاه العراق يعني إبقاء الضغط على الرئيس العراقي لتنفيذها. وعن وجهات النظر المختلفة بين الإدارتين سورية وبريطانيا، قال المسؤول البريطاني إن حكومته أوضحت دوماً قلقها من استمرار وجود المنظمات الفلسطينية "الرافضة" في دمشق، مضيفاً: "إننا نعتبر وجود مكاتب لهذه المنظمات داخل سورية لا يخدم المصالح الفلسطينية ولا السلام. والواقع إننا نشجع الرئيس السوري بشار الأسد على حض هذه المنظمات على التخلي عن العنف وشرح أهمية فرص العودة إلى المفاوضات وإغلاق مكاتب هذه المنظمات الرافضة". ودافع المسؤول عن العلاقات السورية مع "حزب الله"، مشيراً إلى أن الحكومة البريطانية تقيم علاقات مع الجناح السياسي ل"حزب الله"، وذلك من أجل الحوار الذي نستخدمه لإيصال رسالة لقيادة حزب الله، إننا لا نقبل استعمال القوة للوصول إلى غايات سياسية، بينما لا نحاور الجناح العسكري لهذه المنظمة ونرفض أي تعامل معه". وأعلن المسؤول البريطاني دعم بلاده وموافقتها على "مطالب سورية المحقة في حل شامل، مبني على إقامة دولتين واحدة فلسطينية وأخرى إسرائيلية". كما اعتبر أن لسورية الحق في استعادة أراضيها المحتلة. وعن الخلاف بين الحكومتين حول النظر إلى قضية مزارع شبعا اللبنانية، أجاب المسؤول بعد شيء من التردد: "الواقع اننا نتفق على أن لا نتفق، وعلينا أن لا ننسى أن الحدود اللبنانية - الإسرائيلية هادئة بشكل عام ويجب أن تبقى كذلك". وأشار المسؤول إلى التحسن العام الذي تشهده قضية حقوق الإنسان في سورية، وإلى عدد المساجين والموقوفين الذين افرج عنهم الرئيس بشار الأسد. مشدداً على أهمية بداية إطلاق حرية الصحافة والحريات الفكرية. مؤكداً أهمية مشاركة المرأة السورية في الشؤون العامة والسياسية مشيراً إلى أن هناك عدداً أكبر من النساء في الحكومة والبرلمان السوري مما هو موجود في الحكومة اللبنانية أو البرلمان اللبناني. وبالنسبة إلى الوجود السوري في لبنان، قال إن البعض يتحدث عن احتلال سوري للبنان، بينما تنفي الحكومة اللبنانية هذا الأمر، وتعتبره غير صحيح. ورد المسؤول البريطاني على بعض الادعاءات الغربية عن امتلاك سورية أسلحة بيولوجية وكيماوية، وعلى مقارنتها بالعراق، معتبراً أن هناك فوارق كثيرة بين النظام العراقي والسوري، "بل ليس هناك أوجه شبه، ولا يمكن إجراء مثل هذه المقارنة". وأوضح أن: "سورية ليست بلداً منعزلاً بل أنها عنصر نشط وفعّال في المجتمع الدولي، وتحاول التفاعل مع الغرب، وهي عضو في مجلس الأمن وتعارض برنامج أسلحة الدمار الشامل العراقية، كما أنها تتعاون مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب الدولي". وأضاف ان الرئيس السوري يعمل على الانفتاح وعصرنه الدولة السورية، وان "سورية لا تسعى لصراع أو تصادم مع المجتمع الدولي". وقال: "قد يكون لدى سورية برنامج بيولوجي وكيماوي ولكنها لم تستعمل هذه الأسلحة ضد شعبها أو جيرانها، ونحن نعبر للسوريين دوماً عن قلقنا من عدم توقيعهم تفاهم لاهاي، للتصرف بهذه الأسلحة والاتفاقات الأخرى بهذا الشأن ونحض الحكومة السورية على توقيعها". وأكد المسؤول أن التهديدات الأميركية بضرب سورية ودول أخرى تملك أسلحة دمار شامل مثل إيران وكوريا، قد تتحقق في حالة واحدة بالنسبة إلى سورية، "وهي إذا استعملت هذه الأسلحة لضرب الأميركيين، كما سنستعملها نحن إذا ما ضربنا، ولكن هذا افتراض بعيد جداً جداً، ونحن واثقون من أن السوريين لم ولن يستعملوا هذه الأسلحة ضد أحد". ولم ينف المسؤول أو يؤكد أن تكون بريطانيا تحاول تقريب وجهات النظر بين سورية والولاياتالمتحدة، مكتفياً بالقول "سنطلع الأميركيين على فحوى محادثاتنا مع الرئيس الأسد".