قال وزير النفط السعودي علي النعيمي، ل"الحياة"، أمس الاربعاء، عشية انعقاد موتمر "اوبك"، إن المنظمة يتعين ان ترفع سقفها الانتاجي بما يراوح بين مليون و5.1 مليون يومياً، وتعمل في الوقت نفسه على خفض 5.1 مليون برميل يومياً من الزيادات الانتاجية الحالية الصادرة عن دول المنظمة. وأيد الشيخ أحمد الفهد الصباح، وزير النفط الكويتي بالوكالة، الاقتراح السعودي، مشيراً الى انه "حل معقول للوضع لان هناك تجاوزات في الانتاج". من جهته، أعلن الفارو سيلفا رويترز، الأمين العام ل "اوبك"، انه لم يناقش بعد الخطة السعودية لتغيير سياسة الانتاج. صرح وزير النفط السعودي انه يفضل خفض انتاج "اوبك" الفعلي بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً، على ان تصاحبه زيادة في سقف الانتاج الرسمي تراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً. وتفيد تقديرات مصادر مختلفة أن دول "أوبك" تنتج ما يراوح بين 5.2 و7.2 مليون برميل يومياً، إضافة على سقفها الانتاجي الرسمي. وكانت نشرة "ميس" النفطية المتخصصة أشارت أخيراً إلى ارتفاع في انتاج "أوبك" بلغ نحو 73.2 مليون برميل يومياً في تشرين الأول اكتوبر الماضي، إضافة على السقف الانتاجي للدول العشر الأعضاء في المنظمة، والذي كان اتُفق عليه في كانون الثاني يناير، وهو عند مستوى 7.21 مليون برميل العراق خارج الاتفاق. وأشار النعيمي إلى أن "السوق حالياً في توازن"، وان الأسعار "جيدة"، ولكن هناك "تخوف" بالنسبة للربع الثاني من السنة المقبلة، لأنه إذا استمرت زيادة الانتاج في الوقت الذي ينخفض الطلب على النفط بسبب الوضع الاقتصادي العالمي، فانه سيحصل فائض آنذاك يخفض الأسعار، و"لذلك إننا نريد تجنب ذلك، على أن يكون التزام الدول بحصصها الانتاجية جيداً". وعن احتمالات استمرار الأزمة في فنزويلا ووقوع حرب في العراق، قال الوزير السعودي إن السوق النفطية تشهد مشاكل باستمرار، وان "ما يهمنا هو أن أوبك ملتزمة دائماً بتأمين الإمدادات. وإذا حصل أي نقص فإنها مستعدة لتعويضه". وأضاف ان "أوبك" تحرص على عدم حصول أي نقص، وأيضاً على عدم حصول أي فائض، حفاظاً على استقرار السوق والأسعار. وأشار الى إن هناك دائماً استعداد لتوسيع الطاقة الانتاجية في حال حدوث نقص، وأن لدى السعودية طاقة انتاجية فائضة بمستوى 3 ملايين برميل يومياً. وفي حال استمرت الاضطرابات في عدد من دول "أوبك"، قال النعيمي إن هذه "احتمالات قد لا تحدث في الوقت نفسه"، مشيراً الى ان "أحداث فنزويلا مرحلية، وإذا استمرت، فإنها لن تدوم أكثر من أسابيع. وقد قبِل الآن الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، بالاستفتاء، والأمور قد تهدأ. المهم أن أوبك مستعدة دائماً لتعويض أي نقص". ورأى أنه ليس هناك أي داع لأن تعقد "أوبك" اجتماعاً آخر قبل اجتماعها المقبل المقرر في آذار مارس المقبل.وعما إذا كانت "أوبك" ستبحث في موضوع زيادة حصص بعض الدول، مثل الجزائر ونيجيريا، قال إنه من المفيد الآن "عدم طرح هذا الموضوع، لأنه ليس هناك استعداد لدى أي دولة للتنازل عن جزء من حصتها الانتاجية لمصلحة دولة أخرى في إطار سقف انتاجي محدود". وتوقع أن تنهي "أوبك" اجتماعها في فيينا اليوم الخميس. من جهته، قال وزير الطاقة والتعدين الجزائري، شكيب خليل، لدى وصوله الى فيينا انه يؤيد زيادة حصص الدول الاعضاء في "أوبك". وتسعى بلاده الى زيادة حصتها في اطار انتاج المنظمة. ووصلت الى فيينا أمس معظم الوفود للمشاركة في اجتماع "اوبك". ويتوقع ان يصل الوفد الايراني اليوم، فيما سيمثل فنزويلا في الاجتماع سفيرها في فيينا، حيث ان اضراب عمال النفط في البلاد يمنع وزير الطاقة من السفر.