"أريد مقابلة العقيد". بهذه العبارة لخّصت السيدة بهاء الكيخيا مطالبها، وآمالها، في ذكرى مرور تسع سنوات على اختفاء زوجها منصور خلال زيارته القاهرة في 10 كانون الأول ديسمبر 1993. فالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كان، كما قالت ل"الحياة"، "الأكثر تجاوباً" معها في محنتها و"اعترف بمنصور ودوره"، في إشارة الى دفاع زوجها عن الحكم الليبي خلال توليه منصب وزير الخارجية قبل انشقاقه وانضمامه الى المعارضة. "اختفى" منصور الكيخيا خلال مشاركته في الجمعية العامة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في القاهرة. ووجه معارضون ليبيون وقتها الاتهام الى سلطات بلادهم بأنها "خطفته" الى ليبيا حيث أُعدم. ونفت طرابلس مراراً علاقتها باختفائه. واستقبل العقيد القذافي بنفسه زوجته بهاء في حزيران 1994، وأكد لها عدم تورط ليبيا في اختفاء منصور. وتقول السيدة بهاء الآن انها تأمل بأن يستقبلها مجدداً الزعيم الليبي ف"عندي الكثير لأقوله". وعلى رغم انها تذهب الى طرابلس مع عائلتها كل سنة وتلتقي مسؤولين ليبيين، إلا ان لقاءها الأول والأخير مع القذافي في حزيران يوينو 1994 لم يتكرر. تعيش بهاء حالياً في باريس وتُركّز، كما تقول، "على الاهتمام بعائلتي. رشيد الذي كان في التاسعة من عمره عندى اختفى والده، صار شاباً ويريد ان يعرف ماذا حل بمنصور. وكذلك ابنتي الصغيرة جيهان تريد ان تعرف مصير والدها". تركت بهاء الولاياتالمتحدة التي تحمل جنسيتها، قبل نحو ثلاث سنوات "بعدما أبلغني مسؤولون في وزارة الخارجية وال"سي. آي. ايه" ووكالة الاستخبارات المركزية ان منصور قُتل في ليبيا في بداية 1993. قُلت لهم انني أريد ان أعرف بالتفصيل ماذا حلّ به. شككت في أقوالهم وقلت انني أرفض ان أُجري عزاء له ما لم يكن لديكم الدليل على وفاته.... فتوقفوا عن مقابلتي". رفعت بهاء بعد ذلك دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية بناء على قانون "حرية المعلومات" لمعرفة مصير زوجها، "لكن كل ما أحصل عليه عبارة عن وثائق يغطيها الحبر الأسود لإخفاء المعلومات السرية التي تحويها عن منصور". وتقول بهاء، بمرارة، ان زوجها "يتحمّل المسؤولية الأساسية عن اختفائه. فقد كان يُفترض به ان يكون أكثر حرصاً". وتضيف انها تُحمّل مصر جزءاً مهماً من المسؤولية "كونه اختفى على أرضها ومنها يبدأ أوّل الخيط" الذي يمكن ان يكشف ملابسات اختفاء منصور من فندق الرشيد في القاهرة. وهي رفعت دعوى أمام القضاء المصري ضد وزارة الداخلية على أساس انها تتحمل مسؤولية الحفاظ على سلامة زوجها. ولا تزال القضية أمام القضاء بعدما استأنفت وزارة الداخلية الحكم الذي صدر لمصلحتها. وتتوقف بهاء عن اتهام ليبيا بالضلوع في الخطف، ف"لا يمكنني ان اتهم من دون دليل". وتضيف: "أريد مقابلة العقيد ... فقد كان الأكثر ايجابية من بين المسؤولين الليبيين الذين قابلتهم... لم أفقد الأمل". وجّهت "الرابطة الليبية لحقوق الإنسان" رسالة أمس الى مفوضة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ماري روبنسون دعتها فيها الى عدم الاكتفاء بالقول ان المنظمة الدولية لم تتلق معلومات جديدة عن ملابسات اختفاء منصور الكيخيا ف"الواجب تحديد الأسباب واللاعبين في هذه الجريمة البغيضة".