أبدت الحكومة السودانية تفاؤلاً امس بإمكان تحقيق اتفاق في شأن قسمة السلطة مع المتمردين الجنوبيين بقيادة قرنق قبل انتهاء مفاوضات السلام الحالية يوم 16 الشهر الجاري. وفي غضون ذلك اكد مسؤول سوداني بارز ان الجيش السوداني يستعد لاستعادة مناطق في الشرق سيطر عليها المتمردون اخيراً. أوضح مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ان 75 في المئة من السلام لا يصنع في ضاحية مشاكوس الكينية التي تجرى فيها المفاوضات بين حكومته و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" وجدد التأكيد ان الطرفين اتفقا على 80 في المئة من عناصر قسمة السلطة. وقال في حديث نشرته صحيفة "الرأي العام" امس ان طرفي التفاوض يمكنهما الوصول الى صيغة مقبولة اذا قدما تنازلات في شأن قسمة السلطة. واكد ان "الحركة الشعبية" لها "إرادة متطورة ومتدرجة نحو السلام، لكن هناك تياراً داخلها لا يحبذ الوصول الى سلام، مؤكداً ان الحكومة تسعى الى اقناع من يريدون السلام وتحييد من يقفون ضد ارادة السلام". ونفى صلاح الدين سعي حكومته الى تضمين بنود سرية في الاتفاق مع الحركة، مؤكداً ان الاتفاق سيعلن في حال التوقيع عليه، وأفاد ان حكومته تسعى الى اجراء الانتخابات بعد عام من توقيع الاتفاق حتى ترتب القوى السياسية أوضاعها. واعتبر ان السلام سيزيد قوة حكومته "ولن يفتتها، ومن يظنون غير ذلك واهمون". وتابع: "أنا لا أحب هذا الكلام مطلقاً لأنه ينم عن ضعف وعدم ثقة بالنفس حتى من بعض المنتمين الى الحكومة الذين يتحدثون عن تفتيت الانقاذ. واذا كنت قوياً فلا أحد يستطيع التفتيت، واذا كانت لدى السودان قيادة واعية وراشدة فلن يتفتت، والسلام يقوينا ولن يفتتنا". الى ذلك، أ ف ب قال مسؤول سوداني امس ان الجيش مستعد لإعادة سيطرته على مناطق كان خسرها في شرق البلاد بعد "انسحاب القوات الاريترية التي دعمت المتمردين" من المنطقة. وقال حاكم ولاية كسلا اللواء آدم حامد موسى في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" انه "لا توجد معارك في الوقت الحالي، لكننا نحضر أنفسنا لتحرير كل ذرة من التراب في الشرق"، في اشارة الى حاميتي همشكوريب ورساي اللتين سيطر عليهما المتمردون مطلع تشرين الأول اكتوبر الماضي. وأضاف ان "الاريتريين دخلوا السودان وشاركوا قوات المعارضة في الاجتياح الذي بدأ في الثالث من تشرين الأول اكتوبر بمساعدة ضباط وجنود اريتريين فضلاً عن المعدات والمدفعية". وتابع ان "الاريتريين انسحبوا من الأراضي السودانية بمجرد سماعهم بوصول اللجنة الافريقية لتقصي الحقائق". يذكر ان السلطات السودانية كانت أعلنت ان الهدنة التي توصلت اليها مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" لا تشمل مناطق شرق السودان حيث تتهم اريتريا ب"شن عدوان" عليها. وسمحت الهدنة بمواصلة المفاوضات بين الخرطوم والحركة الشعبية في مشاكوس في كينيا اعتباراً من 16 تشرين الأول اكتوبر وحتى 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبل على ان تستأنف لاحقاً في كانون الثاني يناير المقبل، كما ذكرت صحيفة "الأيام" نقلاً عن المستشار الرئاسي لشؤون السلام. وعزا العتباني توقف المفاو ضات الى شهر رمضان وانشغال الكينيين في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في كانون الأول ديسمبر المقبل. وفي اسمرا، اكدت المعارضة السودانية استمرار القوات الحكومية في القصف الجوي المكثف في شرق البلاد ما أدى الى مقتل مواطن وجرح ثمانية آخرين. وقال مسؤول العمل الانساني في "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض ان "القوات الحكومية لم توقف قصف مناطق شرق السودان منذ استولت المعارضة على مدينة همشكوريب وحامية رساي في الشهر الماضي". وقال ان "القصف أدى الى مقتل المواطن جمعة أبو آمنة وجرح ثمانية آخرين في منطقة قرار في شمال شرقي كسلا". واشار الى ان "النظام يستخدم القنابل الانشطارية المحظورة دولياً، وقصفه يستهدف التجمعات السكانية ومصادر مياه الشرب والمراعي". وتؤكد المعارضة "عدم التزام الخرطوم اتفاق وقف النار الذي وقعته مع الحركة الشعبية لتحرير السودان".