تنافست عشرات المسلسلات على حجز أماكن لها على شاشة رمضان هذا العام، لكن الأولوية ظلت لمسلسلات النجوم والنجمات الكبار الذين يخوضون منافسة ساخنة على مدى 30 ليلة خلال الشهر الكريم. فماذا يقول النجوم عن تلك المنافسة؟ وهل صحيح أن تراجع نجومية بعضهم في السينما، هي التي دفعته الى احتلال شاشة رمضان؟ وما سر دموع سميرة أحمد في آخر يوم تصوير؟ وما حكاية الخطاب الذي أرسله كمال الشناوي الى وزير الإعلام، وما سبب اعتراض عزت العلايلي؟ في البداية يؤكد الفنان نور الشريف أن اتجاهه الى العمل في مسلسلات التلفزيون لا يجب أبداً أن يفسر بتراجع نجوميته في السينما أو بخوفه مما يسميه البعض بالعمر الافتراضي للنجومية، لأنه لا يؤمن بوجود عمر معين تنتهي عنده نجومية الفنان بدليل أن فريد شوقي ظل نجماً حتى آخر يوم في عمره ومثله يحىى شاهين، وهناك الآن نجوم لم تهتز مكانتهم على رغم تقدمهم في العمر مثل محمود مرسي وكمال الشناوي وعمر الشريف وغيرهم. ويضيف: "اتجاهي الى العمل في التلفزيون سببه الرئيسي والوحيد عثوري على سيناريو جيد أتحمس له بدليل أنني بعد مسلسل "عائلة الحاج متولي" قررت الحصول على راحة من التلفزيون والتركيز على مشاريعي السينمائية خصوصاً أنني أحضر لثلاثة أفلام جديدة، لكن عندما عرض عليّ السيناريست مصطفى محرم سيناريو مسلسل "العطار وبناته السبع" أعجبني جداً وشعرت برغبة في تقديم تلك الشخصية، فتراجعت عن قراري بالابتعاد عن التلفزيون وبدأت تصوير المسلسل فوراً، أما كون أعمالي تعرض خلال شهر رمضان فقط فهو شيء يسعدني لأنه جرت العادة على تقديم أفضل الأعمال التلفزيونية خلال الشهر الكريم الذي تزداد فيه نسبة المشاهدة ويزداد ايضاً الاهتمام النقدي. البديل ويعترف الفنان يحيى الفخراني بأن السينما الآن، شئنا أم أبينا، أصبحت للشباب وأن التلفزيون هو البديل الجيد للنجوم الكبار بل ومع انتشاره الرهيب يصبح أكثر تأثيراً من السينما بكثير والمهم هو ماذا يقدم النجم من خلاله. ويضيف الفخراني: "بعد أن انتهيت من تصوير مسلسل "للعدالة وجوه اخرى" الذي قدمته في رمضان الماضي قررت البحث عن عمل كوميدي خفيف يخرجني من سلسلة الأدوار الجادة التي قدمتها على مدى السنوات الاخيرة، وعثرت عند المؤلف يسري الجندي على ما أبحث عنه، سيناريو "جحا المصري"، عمل خفيف لكنه في الوقت نفسه يناقش قضايا اجتماعية مهمة، ولا أريد أن أحرق تفاصيل المسلسل فأنا أحب دائماً الاحتفاظ بمفاجآت اعمالي حتى اليوم الاخير منها. ويكمل الفخراني: "على رغم أن معظم مسلسلاتي اصبحت تعرض خلال شهر رمضان، لكن قناعتي ان المسلسل الجيد ينجح في أي وقت، وأتذكر أنه عرض لي مسلسل "الخروج من المأزق" في فترة الامتحانات وعلى رغم ذلك حقق نجاحاً كبيراً وإن كنت اصبحت اتفاءل اكثر بالشهر الكريم. دموع أما الفنانة سميرة أحمد بطلة مسلسل "أميرة في عابدين" التي بكت في آخر أيام تصوير المسلسل فتقول: "كانت دموع الفرحة بانتهاء عمل تعبنا فيه جداً وحاول بعضهم اجهاضه في بدايته وإثارة المشكلات ضده، لكن إصراري وكل فريق المسلسل على خروجه الى النور خلال شهر رمضان جعلنا نبذل اقصى ما في وسعنا ونكثف ساعات التصوير وكنا جميعاً متفرغين تماماً له، وأنا لم أضغط على أي مسؤول في التلفزيون لعرض المسلسل في رمضان ولكن التلفزيون هو الذي كان حريصاً على أن يكون مسلسلي على شاشته خلال الشهر الكريم، كما أن المسلسل حقق أعلى نسبة تسويق بين المحطات الفضائية العربية، كل هذا يجعلني انتظر بلهفة رد فعل الجمهور على المسلسل. اعتراف وتعترف الفنانة يسرا بأنها لا تحب الوجود المكثف على شاشة التلفزيون، لكن هناك ادواراً تلفزيونية تعرض عليها لا تستطيع مقاومتها وهو ما حدث في "حياة الجوهري" و"أوان الورد" وأخيراً في "أين قلبي" لدرجة انها كانت قررت الابتعاد موقتاً عن أدوار الأم التي قدمتها في "حياة الجوهري" وفيلم "العاصفة" لكنها تراجعت عن قرارها وقبلت تجسيد شخصية أم من جديد في "أين قلبي" لأن التفاصيل الانسانية الموجودة في الدور أغرتها جداً كممثلة. وتضيف يسرا: "يكفيني تقديم مسلسل كل عامين أو كل ثلاث سنوات لأنني لا أريد أن أحرق نفسي في السينما، أما عرض مسلسلاتي خلال شهر رمضان فهو ليس قراري بل انني حتى لا اشترط عند الاتفاق على مسلسل جديد ان يعرض في رمضان، ولكن المسؤولين في التلفزيون هم الذين يختارون الاعمال التي تعرض في الشهر الكريم واعتقد انه وضع طبيعي أن تختار المسلسلات الضخمة بنجومها ومؤلفيها ومخرجيها الكبار، وبالطبع أكون سعيدة بالوجود على شاشة رمضان في منافسة شريفة مع كل هذا الحشد الضخم من النجوم والنجمات. اعتراض ويعترض الفنان عزت العلايلي على حال الزحام الشديد للمسلسلات خلال شهر رمضان مؤكداً أن عرض عدد كبير من المسلسلات ليس في مصلحة المشاهد الذي يقع في حال من الارتباك والحيرة، وليس ايضاً في مصلحة تلك المسلسلات نفسها، ومن الأفضل توزيع المسلسلات في شكل متوازن على مدار السنة خصوصاً أننا كمشاهدين نفاجأ بعرض مسلسلين واحياناً ثلاثة لفنان واحد في الوقت نفسه. واضاف العلايلي: "لي أكثر من مسلسل جاهز للعرض، فقد انتهيت من تصوير "نور القمر" قصة الاديب الكبير نجيب محفوظ، وايضاً "حرس سلاح" من تأليف مجدي صابر، وإذا كان هناك نجوم يضغطون ويلحون من أجل عرض اعمالهم في رمضان فأنا لم أفعل هذا طوال تاريخي الفني". خطاب الى الوزير أما الفنان كمال الشناوي فيعترف بأنه أرسل خطاباً الى وزير الاعلام المصري يطالب فيه بعرض مسلسله "لدواعي امنية" خلال شهر رمضان، وعن السبب يقول: "بصراحة خفت ان ينسوا المسلسل في ظل منافسة عشرات المسلسلات على شاشة رمضان، وأنا لا أريد الوجود لمجرد الوجود، ولكن لأن المسلسل يناقش واقع الأمة العربية الآن خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر ولهذا كنت حريصاً على عرضه في شهر رمضان الذي يعني زيادة اقبال الجمهور على المشاهدة، ليس في مصر فقط ولكن في العالم العربي كله. وعلى رغم أن أعمالي السابقة كانت تعرض في رمضان من دون طلب مني لكنني بادرت هذه المرة بطلب عرض المسلسل في رمضان من شدة حماستي للقضية التي يناقشها". أما الفنان حسن يوسف بطل مسلسل "أمير الدعاة" الذي يجسد فيه حياة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي فيؤكد أن الأعمال الدينية تتعرض لتجاهل شديد على مدار العام ويصبح شهر رمضان هو الفرصة الحقيقية وربما الوحيدة لعرضها في شكل جيد حيث تجسد الاهتمام الجماهيري والنقدي. ويضيف: "ليس صحيحاً ما تردد عن وجود مشكلات بيني وبين أبناء الشيخ الشعراوي عن المسلسل، فأنا شديد الحرص على ظهور المسلسل بالشكل الذي يليق بهذا الداعية الكبير وتاريخه الديني المشرف، وكنت قريباً منه خلال السنوات الاخيرة من عمره وعرفته جيداً وهو ما ساعدني على أداء الشخصية".