سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تمسك بتشكيل حكومة "وحدة وطنية" في حال فوزه بدلا من حكومة يمينية تستثني حزب العمل . شارون يرفض شروط نتانياهو وليبرمان واحتمالات تقديم موعد الانتخابات تزداد
تعززت احتمالات اجراء انتخابات مبكرة عامة في الدولة العبرية، على رغم نجاح حكومة ارييل شارون اليمينية الضيقة في النجاة من تصويت بحجب الثقة عنها في ساعات المساء. وكثفت الاحزاب اليمينية المتطرفة ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو من جهة، واحزاب الوسط واليسار من جهة اخرى اتصالاتها للدفع باتجاه تقديم موعد الانتخابات في النصف الاول من آذار مارس المقبل، علماً ان نتانياهو وحزب "الاتحاد الوطني- اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف اشترطا لالقاء "طوق النجاة" لرئيس الحكومة ارييل شارون، ان يتعهد الاخير عدم ضم حزب العمل الاسرائيلي الى اي حكومة مقبلة سيشكلها اذا فاز في الانتخابات المقبلة. قال زعيم حزب "الاتحاد الوطني - اسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان انه سينضم الى حكومة ارييل شارون "فقط اذا تعهد تشكيل حكومة يمينية وطنية بعد الانتخابات العامة". واضاف في تصريح للاذاعة الاسرائيلية: "لا نريد ان يطلب منا المساعدة في يوم ممطر ويتم تجاهلنا في يوم مشمس". وكان شارون قال خلال اجتماع لحزب ليكود امس انه سيعمل على تشكيل حكومة "وحدة وطنية"، مضيفا: "هذا الشعب بحاجة الى الوحدة. اشارك منذ 25 عاما في جهود تشكيل حكومة كهذه". وتطابقت تصريحات ليبرمان مع تلك التي اطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو الذي اضاف سلسلة من الشروط لانضامه الى حكومة شارون، ومنها "طرد" الرئيس ياسر عرفات فورا، واعلان شارون رفضه اقامة دولة فلسطينية، كذلك تقديم موعد الانتخابات. ونقل عن مقربين من شارون قولهم ان هذه الشروط "ذرائع تعجيزية" يريد نتانياهو من خلالها قول "لا" لتولي منصب وزير الخارجية المعروض عليه. وتشكل موافقة شارون على شروط خصمه احراجا له امام الرئيس جورج بوش الذي يسعى الى توفير الاجواء المطلوبة لشن حربه على العراق من جهة، واقرارا شخصيا من شارون بفشله ومنح خصمه فرصة خوض الانتخابات الداخلية من مركز سياسي مرموق. وفي اول تصريح علني له بهذا الخصوص، وصف شارون شروط نتانياهو بأنها "لا تنطوي على المسؤولية"، مشيرا في الوقت ذاته الى انه يرحب بموافقة نتانياهو تولي منصب وزير الخارجية. وقال شارون خلال اجتماع لاعضاء حزب ليكود في الكنيست انه "لم يطرأ تغيير على الخطوط العريضة للحكومة على رغم خروج حزب العمل منها ولن يطرأ اي تغيير على خطوط الموازنة العريضة ايضا". وبغض النظر عن الخلافات القائمة بين شارون ومنافسه على زعامة حزب ليكود نتانياهو، بدا الرجلان منتشيان بفورة الفوز الساحق لحزبهما في الانتخابات المقبلة، حسب استطلاعات الرأي التي تشير الى امكان مضاعفة عدد مقاعد الحزب في الكنيست في الانتخابات المقبلة. واشار استطلاع اخير الى ان 42 في المئة من الاسرائيليين يصنفون انفسهم بين يمين او يمين متطرف، فيما يصنف 41 في المئة من المستطلعة آراؤهم انهم "وسط". وتنظر الاحزاب اليمينية الاسرائيلية المشاركة في الحكومة الآن والمتطلعة الى الانضمام اليها في المستقبل الى المرحلة الحالية بانها "فرصة ذهبية" لاتخاذ اليمين الاسرائيلي مواقف واضحة وصارمة ازاء الفلسطينيين، وهو ما صرح به ليبرمان نفسه امس. وتتجاوز مواقف ليبرمان المتطرفة الفلسطينيين لتطاول دولا عربية مجاورة كان هاجمها خلال الاشهر الماضية، خصوصا عندما دعا الى تدمير السد العالي في مصر. وفي المقابل، بدأت احلام شارون بتمديد عمر حكومته الضيقة بالتلاشي ومعها امكان الفوز على نتانياهو في انتخابات حزبه التمهيدية، خصوصا في ظل تشبث الاخير بخطه الاعلامي المتعلق بانعاش الاقتصاد المنهار. من ناحيته، اتفق زعيم حزب العمل بنيامين بن اليعيزر مع حزب "شينوي" اليميني العلماني وحزب "ميرتس" اليساري على ضم الجهود للعمل على طرح تاريخ 11 آذار مارس المقبل موعداً متفقاً عليه لاجراء الانتخابات العامة. وقالت مصادر اسرائيلية ان الاحزاب الثلاثة اتفقت على التعاون من اجل تقديم موعد الانتخابات، مشيرة الى ان "حكومة ذات قاعدة برلمانية ضيقة لن تستطيع ادارة شؤون الدولة في هذه الظروف".