"المرأة - فلسطين - تحديات - ظروف كل قطر" أربع قضايا سيطرت على فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول لقمة المرأة العربية الذي افتتح أمس في القاهرة. رأست السيدات الأوليات في عشر دول عربية وفود دولهن الى قمة المرأة العربية التي مثلت فيها الدول العربية العشرين. واتخذت النساء رئيسات الوفود أماكنهن في المقدمة، في حين اكتفى الرجال من الأعضاء بمقاعدهم في الصفوف الخلفية. وعلى رغم ذلك، لم تأل أي من المتحدثات من السيدات الاوليات جهداً في الإشادة بدور الزوج في تفعيل دور المرأة. وجاءت الكلمات التي القتها ممثلات الجهات المنظمة ورئيسات الوفود مزيجاً من الحماس، والثورة الإيجابية الرامية إلى تغيير الأوضاع المنتقصة والإشادة بما تم إحرازه على طريق تفعيل دور المرأة، ولو كان قليلاً، مع الحرص على إلقاء بصيص من ضوء على تجربة المرأة في "كل قطر"، وهي العبارة التي حرص عليها الجميع، حفاظاً على الخصوصية وربما للتغلب على أي حرج متوقع إبان الخوض في شؤون المرأة. ونجحت المتحدثات في صبغ كلماتهن بصبغة سياسية، لكن من دون التطرق إلى نواح أو آراء محددة، حفاظاً على جو الأخوة والمحبة الذي سيطر على مؤتمر "الأخوات في العروبة"، كما خاطبتهن قرينة الرئيس الفلسطيني السيدة سهى عرفات. وربما كان الاستثناءان الوحيدان كويتي وعراقي، اذ اشارت قرينة ولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح الى أن :"المرأة الكويتية مازالت تعاني من غياب الآباء والأزواج والأبناء والأشقاء الذين غابوا، ليس طلباً للرزق بل أسرى ومرتهنين في سجون النظام العراقي". وكان العراق ايضا واضحاً في القضية السياسية التي طرحها، إذ أشارت رئيسة الوفد رئيسة الاتحاد النسائي في العراق السيدة منال الألوسي إلى الحظر المفروض على بلادها ومعاناة الشعب العراقي، مطالبة بأن تشمل الوثيقة الختامية تأكيداً لبطلان فرض الحظر الجوي على العراق. وكانت "انتفاضة الأقصى" الموضوع الذي لم تختلف عليه أي من المتحدثات. ودعت المتحدثات أيضاً إلى تأييد أبناء الشعب الفلسطيني، لا سيما النساء والأطفال. وترجم الحضور تفاعله مع الانتفاضة بالتصفيق خمس مرات أثناء إلقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية، المظلة التي ينعقد تحتها المؤتمر، الدكتور عصمت عبدالمجيد كلمته. ووصفت قرينة الرئيس المصري رئيس المجلس القومي للمرأة ورئيسة القمة السيدة سوزان مبارك المؤتمر بأنه صوت قوي يعبر عن غضب نصف سكان العالم العربي النساء من الانتهاكات التي ترتكب ضد المرأة والطفل في فلسطين. ودعت إلى أن تتبنى القمة مطالب المرأة في كل الأقطار العربية، على أن تأخذ في الاعتبار أموراً ثلاثة وهي أن دور المرأة أن تجمع لا أن تفرق، وأن قضاياها هي قضايا المجتمع بأسره، وأن التنمية الشاملة مدلول بشري اجتماعي، وهنا يبرز دور المرأة باعتبارها حارسة القيم الثقافية ومربية الأجيال. ولما كان الحديث عن مشاركة المرأة في العمل السياسي من الأمور التي تثير الحرج أحياناً في المجتمعات العربية، فقد اقتصرت الإشارة إليها إما من باب الإشادة بوجودها والمطالبة بزيادة تفعيلها في الدول التي سمحت بها، أو الإشارة إلى قرب حدوثها كما جاء في كلمة مستشارة رئيس الاتحاد النسائي في الإمارات الدكتورة ميثاء سالم الشامسي التي أعلنت أن مشاركة المرأة الإماراتية في العمل السياسي أصبحت وشيكة. وبشّرت قرينة أمير البحرين الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة بقرب مشاركة المرأة البحرينية الى جانب الرجل في الانتخابات البلدية والانتخابات العامة المقبلة. وأشارت قرينة العاهل الأردني الملكة رانيا عبدالله إلى تطوير القوانين والتشريعات، وتوفير فرص التعليم والتدريب الكفيلة بتمكين المرأة من المنافسة. وحاز اقتراح قرينة الرئيس السوداني رئيسة الوفد السيدة فاطمة البشير تأسيس إدارة للمرأة داخل الجامعة العربية تعين على رأسها أمينة مساعدة للأمين العام استحسان الحاضرين، واتفقت غالبية المتحدثات على ضرورة أن يكون المؤتمر دورياً. وحفلت كلمات رئيسات الوفود بالمقترحات ومنها كلمة سهى عرفات التي ناشدت الحضور "توجيه رسالة واضحة وقوية إلى العالم بضرورة العمل على وقف الحرب الدموية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، وإلى إنهاء الحصار وإعادة فتح الحدود". وطالبت رئيسة الوفد التونسي قرينة الرئيس التونسي السيدة ليلى بن علي بتشكيل لجنة عربية منبثقة عن المؤتمر لحماية المرأة والطفل الفلسطيني، ودعم صموده في داخل الأراضي المحتلة. وقالت رئيسة الوفد المغربي شقيقة العاهل المغربي الأميرة للا مريم إنه على رغم تحقيق المرأة العربية قسطا كبيرا من المكاسب، إلا أنها لا تزال تعاني أشكالاً عدة من الحرمان والتهميش، وهو السبب الذي أدى إلى إستحداث وزارة مغربية مكلفة بأوضاع المرأة. وبعد جلسة افتتاحية طويلة، دعي الحضور الى حفلة غداء رسمية. وفي المساء اقيمت حفلة خيرية فنية كبيرة شحذت عزم الحضور لمواصلة أعمال اليوم الثاني للقمة التي تنهي أعمالها غداً الاثنين.