سيدني، جاكرتا - أ ف ب، رويترز - أبلغ وزير العدل الاسترالي داريل وليامس شبكة "آي بي سي" التلفزيونية أمس، أن الزعيم الاصولي الاندونيسي أبو بكر باعشير توجه 11 مرة إلى أستراليا لنشر مفاهيم تنظيم الجماعة الاسلامية. وقال إن عمليات الدهم التي قامت بها الشرطة لمنازل عائلات إسلامية أندونيسية في أستراليا، كان الهدف منها الوقوف على مدى نفوذ الجماعة الاسلامية في صفوفها. واضاف إن هذه العمليات التي جرت الاسبوع الماضي في مناطق ملبورن جنوب شرقي وسيدنيجنوب شرقي وبيرث جنوب غربي كانت مثمرة، لكنه لم يعط إيضاحات إضافية. وأوضح أن المسؤول في الجماعة الاسلامية في تلك الفترة عبد الله سنكر، رافق باعشير في غالبية زياراته التي كان آخرها عام 1998. وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون في وزارة العدل إن الذين استهدفتهم حملة الدهم حضروا محاضرات لباعشير خلال زياراته لاستراليا. وأضافوا أن وكالة مكافحة غسل الاموال في أستراليا رصدت عددًا من التحويلات المالية المشبوهة خلال عمليات الدهم. وجاء ذلك في وقت نظم نحو خمسين شخصًا معظمهم من الجالية الاندونيسية تظاهرة سلمية أمام مقر رئيس الوزراء جون هاوارد في سيدني أمس. وقال أحد المتظاهرين: "نريد أن نعبر عن أنفسنا ونحن لسنا إرهابيين. جئنا إلى هنا لنتحدث معه ولنبدي رغبتنا في التعاون". شروط باعشير إلى ذلك، ذكر أحمد خليل محامي باعشير أن موكله وضع شروطًا قبل الرد على أسئلة الشرطة خلال استجوابه. وقال: "يريد أن تلبي الشرطة مطالبه وإلا لن يرد على أسئلتها". وكان المحققون بدأوا أول من أمس، استجواب باعشير المحتجز في مستشفى الشرطة في جاكرتا، على رغم إعلان الاطباء أنه في صحة جيدة، لكنه رفض الرد على الاسئلة باستثناء تلك المتعلقة بعناصر أساسية، إلى أن تلبى مطالبه. ويطلب باعشير خصوصًا أن تقدم له الشرطة اعتذارات علنية وكذلك لمستشفى المحمدية في سولو ولقادة دينيين إثر نقله بالقوة من وسط جاوة إلى جاكرتا الاثنين الماضي. وأضاف المحامي أن على الشرطة أن تسمح له أيضًا بمواجهة عمر الفاروق العنصر المفترض في شبكة "القاعدة" الذي نقل عنه قوله إن باعشير هو المسؤول عن العمليات الارهابية في أندونيسيا. وعمر الفاروق معتقل حاليًا لدى القوات الاميركية. وأخيرًا، المطلب الثالث يتعلق بإنهاء اعتقاله، وقال المحامي إنه "لا يزال في المستشفى لكن حتى الآن لم يُقدّم أي بلاغ من الشرطة يتعلق بعزمها على استجوابه". ولم يتسن حتى الآن الحصول على رد فعل من الشرطة. وباعشير 64 عامًا اكتفى حتى الآن بالتعريف عن نفسه رافضًا الرد على حوالى خمسين سؤالاً عن الاتهامات في القيام بنشاطات جنائية وإرهابية التي أعدها ضده فريق من عشرة رجال شرطة. ورفض خصوصًا الرد على أسئلة عن علاقته بالجماعة الاسلامية التي تتهمه بها سلطات سنغافورة وماليزيا وأستراليا. وكانت مجلة "تايم" الاميركية ذكرت أن الفاروق قال إنه أقام علاقات مع باعشير كما أنه قد يكون اعترف خصوصًا بأنه تآمر معه لاغتيال ميغاواتي سوكارنو بوتري قبل أن تصبح رئيسة السنة الماضية، وبأنه مدبر سلسلة اعتداءات على كنائس عشية عيد الميلاد قبل سنتين أوقعت حوالى عشرين قتيلاً. ويدير باعشير مدرسة في وسط جاوة وعبر عن إعجابه بأسامة بن لادن الذي اعتبره "مقاتلاً مسلمًا حقيقيًا"، لكنه نفى تورطه في قضايا إرهاب.