تلقت حكومة ارييل شارون امس "دعما" أميركيا اضافيا بهدف تشجيعها على قبول "خريطة الطريق" واستئناف العملية السلمية، اذ نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية اسرائيلية ان ادارة الرئيس جورج بوش بعثت برسالة "تطمئن فيها اسرائيل الى ان الولاياتالمتحدة هي التي ستشرف على تطبيق خريطة الطريق وليس اللجنة الرباعية". وكانت وثيقة صادرة عن قسم التخطيط الاستراتيجي في الجيش الاسرائيلي سجلت تحفظها على دور "الرباعية" في عملية الاشراف والمراقبة على تطبيق الخطة. وقالت المصادر ذاتها ان واشنطن رفضت تحفظات تل ابيب على بند ضرورة تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. في غضون ذلك، اعلن رئيس الأركان الاسرائيلي السابق الجنرال شاؤول موفاز موافقته على تولي منصب وزير الدفاع في الحكومة التي يسعى شارون الى تشكيلها بعد استقالة الوزراء كما أبدى حزب "الاتحاد الوطني" ليونة ازاء انضمامه الى الحكومة الجديدة، ولم يبق امام شارون سوى موافقة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو على تولي حقيبة الخارجية التي عرضها عليه، وسط توقعات بان يرفضها بسبب "الازمة الاقتصادية" ولانه "لا يريد دورا ثانويا" في الحكومة. واحيا حوالي 100 الف اسرائيلي في تل ابيب امس ذكرى اغتيال رئيس الوزراء السابق اسحق رابين. وفي هذه المناسبة، وجه الرئيس حسني مبارك كلمة متلفزة الى الاسرائيليين اشاد فيها ب"الفقيد العظيم"، مشددا على اهمية التزام مسار السلام. كما كان مقررا ان يوجه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني كلمة في هذه المناسبة. ورغم الصورة القاتمة التي يعكسها توجه شارون نحو تشكيل حكومة مغرقة في يمينيتها، الا ان ثمة مؤشرات الى انفراج في عملية السلام، ليس اقلها التطمينات الاميركية لاسرائيل، وحركة ديبلوماسية ناشطة على المستويين الدولي والعربي. اذ علمت "الحياة" ان اللجنة "الرباعية" الدولية ستجتمع في عمان منتصف الشهر الجاري للبحث في "خريطة الطريق" الاميركية، كما أُعلن في القاهرة ان مجلس الجامعة سيعقد اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية بعد نحو اسبوع للبحث في الملفين الفلسطيني والعراقي، فيما ستجتمع لجنة المتابعة العربية لدرس الوضع الفلسطيني والمساعدة المالية الاضافية للسلطة. واكد وزير الخارجية الاسرائيلي المستقيل شمعون بيريز ان السلام في الشرق الاوسط "اقرب مما نعتقد"، مضيفا: "اننا قريبون جدا من التوصل الى اتفاق سلام". واكد وجود "توافق" بين الفلسطينيين والاسرائيليين والمجتمع الدولي على طرق تسوية النزاع. لكن وزير الحكم المحلي صائب عريقات توقع ان تعمد الحكومة الاسرائيلية الجديدة الى اجتياح الاراضي الفلسطينية ومحاصرة الرئيس ياسر عرفات وقتله. واعلن وزير الداخلية الفلسطيني الجديد هاني الحسن انه يعارض مهاجمة المدنيين الاسرائيليين ولا يعارض "العمليات العسكرية"، في اشارة الى استهداف المستوطنين والجنود.