كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون ملامح خطته للرد على هجوم الخليل الذي اوقع 12 قتيلا بين العسكريين الاسرائيليين، وذلك عندما اعطى الضوء الاخضر لشن مزيد من العمليات العسكرية وتوسيع الاستيطان وخفض عدد الفلسطينيين في المدينة. وجاء الكشف عن ملامح الخطة خلال زيارة تفقدية قام بها شارون للخليل حيث دعا قيادة الجيش الى "اغتنام الفرصة لفرض وقائع جديدة على الارض وايجاد تواصل اقليمي بين مستوطنة كريات اربع والحي اليهودي والحرم الابراهيمي" وسط المدينة، والعمل على تقليص وجود الفلسطينيين في المنطقة الممتدة بين الجيوب الاستيطانية والحرم الابراهيمي. وبمعنى آخر، فهو يريد توسيع المنطقة الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية في الخليل عبر هدم منازل الفلسطينيين في تلك المنطقة وطردهم وتوسيع مستوطنة "كريات اربع". وشجعت تصريحات شارون عشرات المستوطنين امس على اقامة نقطة استيطان عشوائية قرب مستوطنة "كريات اربع". وكانت قوات الجيش اعادت احتلال المدينة في المرحلة الاولى من الرد، وفرضت عقابا جماعيا وحظرا للتجول على السكان، فيما هدمت سبعة منازل في المدينة وبلدة يطا المجاورة وشنت حملة اعتقالات. وبموازاة ذلك، تبين من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين ان الرد على هجوم الخليل سيستمر اياما او اسابيع وسيكون غير مسبوق في ضراوته، فيما اوضحت الاذاعة الاسرائيلية ان شارون وافق على توصية الجيش باحتلال المناطق التي تنطلق منها الهجمات واعتقال الفاعلين وتدمير منازلهم. من جانبها، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ان شارون امر جهاز "موساد" بتصفية زعيم "الجهاد الاسلامي" رمضان شلّح المقيم في دمشق. وكتب مراسل الصحيفة في تل ابيب ان شارون طلب من "موساد" ادراج مسألة اغتيال شلح في رأس سلم اولوياته. كذلك تبين ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز كان وراء الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الاميركي كولن باول لسورية التي أخذ عليها "ايواء عناصر" من "الجهاد". وقال موفاز في اجتماع الحكومة انه طالب باول اثناء محادثة هاتفية بممارسة ضغط على سورية "التي تؤوي قيادات الارهاب والجهاد". وكان اجتماع الحكومة الاسرائيلية أمس شهد اجواء مشحونة بين شارون ووزير خارجيته بنيامين نتانياهو الذي طالب بطرد الرئيس ياسر عرفات، وهو ما عارضه شارون، معتبرا ان هذه الخطوة تستوجب استدعاء قوات الاحتياط.