بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو مستقبل مشروع الوحدة بين البلدين، فيما اعتبر تجاهلاً من موسكو لموقف الولاياتالمتحدة التي رفضت استقبال لوكاشينكو. وأعلن بوتين ان مكافحة الارهاب غدت "المهمة الأساسية" للجيش الروسي، في وقت ترددت انباء عن كشف محاولة لاغتياله. وكان الرئيس البيلاروسي وصل الى موسكو امس في أول زيارة خارجية له بعد قرار الاتحاد الأوروبي ادراج اسماء سبعة مسؤولين بيلاروس بينهم لوكاشينكو على قائمة الشخصيات الممنوعة من زيارة دول الاتحاد، واعلان الولاياتالمتحدة منعه من دخول أراضيها، في ما اعتبره المراقبون تجاهلاً روسياً للموقفين الأوروبي والأميركي. وتركز البحث خلال القمة الثنائية حول آفاق مشروع الوحدة بين البلدين والتحضيرات لوضع مسودة الدستور المشترك الذي سيعد الأساس القانوني للتكامل. وشدد بوتين في بداية اللقاء على ان "الوقت حان لضبط التحرك بين العاصمتين" في ما يتعلق بخطوات التكامل فيما اكد لوكاشينكو ان مينسك لن تتراجع عن الاتفاقات الثنائية مع موسكو، ودعا الى توقيع مشروع الدستور الذي سيعرض للاستفتاء قبل نهاية العام الحالي. وكان الرئيس الروسي عقد اجتماعاً مع قيادة الجيش الروسي اكد خلاله ان خطوات اصلاح المؤسسة العسكرية في روسيا "تسير في شكل ايجابي". وقال ان المهمة الاساسية تتركز في مكافحة الارهاب الذي وصفه بأنه تحوّل الى العنصر الأهم في السياسة الدولية. وأعلن دعمه لاقتراح وزير الدفاع سيرغي ايفانوف باعادة النجمة الخماسية الى شعار الجيش وهو الاقتراح الذي قد يثير حفيظة الجناح اليميني في روسيا. ومعروف ان احد تعديلات قانون شعار الجيش الذي اصدره مجلس الدوما البرلمان بعد انهيار الاتحاد السوفياتي نص على ازالة النجمة الحمراء من الشعار كونها ترمز الى العهد الشيوعي، لكن ايفانوف طالب بالغاء التعديل. وقال ان ملايين العسكريين يعتبرون النجمة "مقدسة". على صعيد آخر، ترددت انباء في موسكو امس عن محاولة اغتيال تعرض لها الرئيس الروسي مساء الثلثاء الماضي. وذكرت احدى الوكالات الروسية ان عبوة ناسفة كبيرة وضعت على الطريق الذي يسلكه الموكب الرئاسي اثناء تحركه من الكرملين الى قصر ريفي يقطنه بوتين. وكان شارع "روبلوفسكويه" الذي يعبره الموكب أغلق لمدة ساعتين مساء أول من امس وعملت فيه وحدات لإبطال مفعول العبوات الناسفة فيما استخدم موكب الرئيس طريقاً آخر. وذكرت وكالة "غازيتارو" ان نحو 40 كيلوغراماً من المتفجرات زرعت داخل ثلاثة صناديق معدنية ووضعت في أنبوب يمر مباشرة عند تقاطع الطريق العام مع سكة حديد. وأضافت ان شكوك رجال الأمن ثارت عندما لاحظوا قيام سيارة من طراز "مرسيدس" بزجاج معتم بمرافقة عمال تظاهروا بتركيب لوحات الاعلانات في الشارع الرئيسي. ويعتقد ان مهمة العمال كانت تتركز في تفجير العبوات لحظة مرور الموكب. وعلى رغم ان الكرملين نفى ان تكون العملية محاولة لاغتيال بوتين الا ان سيرغي ديفياتوف مسؤول جهاز الحماية الفيديرالي أكد ان وحدات خاصة فتشت عن عبوة ناسفة في هذا الطريق، لكنه لم يسفر عن شيء.