بدأت أمس مرحلة حاسمة ستحدد خيار السلام أو الحرب في العراق، مع وصول أول فريق من مفتشي الاممالمتحدة الذين عليهم تحديد هل يحتفظ النظام العراقي بأسلحة دمار شامل أم لا. ويباشر المفتشون غداً عملياتهم بعد أربع سنوات على مغادرتهم العراق الذي طالب الأممالمتحدة بتحمل "مسؤولياتها ازاء مساعي واشنطن" لاستهدافه. بغداد، نيقوسيا - أ ف ب، رويترز - وصل الى بغداد أمس فريق من 17 مفتشاً دولياً، بينهم 11 من لجنة التفتيش انموفيك و6 من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إضافة الى خبير في الاتصالات. ورافق الفريق، الذي نقلته من لارنكا طائرة "هيركوليس سي-130" تابعة للأمم المتحدة، الناطق باسم "انموفيك" هيرو ويكي والناطقة باسم الوكالة ميليسا فليمينغ. ولم يسمح لعشرات من الصحافيين العرب والأجانب بالنزول إلى أرض المطار في حين دخلت شاحنات وباصات كبيرة تحمل شارة الأممالمتحدة، لنقل المعدات والأجهزة التي أحضرها مفتشو "انموفيك" والوكالة. وقالت فليمينغ في لارنكا قبل التوجه الى بغداد: "نعرف المواقع التي نريد الذهاب إليها، والدفعة التالية من المفتشين ستصل الى بغداد في الثامن من الشهر المقبل وستضم 30 - 35 مفتشاً". وتبدو مهمة هذا الفريق حاسمة لمستقبل العراق المهدد بضربة اميركية عند أول مخالفة للترتيبات الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل والتي شددت بموجب القرار 1441. لكن بغداد التي قبلت القرار "من دون شروط" تبقى مرتابة جداً ازاء نيات واشنطن وتتهمها بالسعي الى ايجاد ذرائع من أجل مهاجمة العراق. ودعت صحيفة "الثورة"، الناطقة باسم حزب "البعث" في افتتاحيتها أمس، أعضاء مجلس الأمن الى "تحمل مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية تجاه أي محاولة اميركية وبريطانية لاستغلال نصوص القرار للعدوان على العراق". وطالبت لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية ب"أداء هذه المهمة بحياد ونزاهة وموضوعية ومن دون المس بأمن العراق وكرامته". وزادت ان عمل المفتشين سيؤدي الى "الكشف السريع عن زيف الادعاءات الاميركية والبريطانية". وشددت على "تمسك العراق بكل حقوقه الوطنية"، لافتة إلى انه مستعد "للدفاع عن نفسه وعن كرامة شعبه وأمنه وسيادته تجاه أي عدوان يضمره له الأشرار في واشنطن ولندن". واعتبرت صحيفة "القادسية" ان التعامل مع القرار 1441 يهدف إلى "تجنيب العراق الحرب العدوانية الاميركية، كما يعني فضح الادعاءات الباطلة بامتلاك العراق ما يسمى أسلحة دمار شامل".