اعتبرت العواصم الغربية امس، ان استقالة يورغ هايدر من زعامة حزب الحرية النمسوي، نجاح لسياستها في عزل فيينا تعبيراً عن استيائها من مشاركة الحزب الذي تعتبره نازي التوجه في الحكومة النمسوية. لكن هذه العواصم اجمعت على المضي قدماً في قطع الاتصالات مع فيينا، باعتبار ان استقالة هايدر غير كافية والمطلوب هو خروج الحزب من الحكومة واضعافه ليكون عبرة لكل احزاب اليمين المتطرف في اوروبا. في غضون ذلك، حذرت اوساط نمسوية معادية لهايدر من ان استقالته لا تعدو كونها خطة بعيدة المدى من جانبه تمهد امامه الطريق لتولي منصب المستشار في اعقاب الانتخابات المقبلة بعد اربع سنوات. وقال زعيم الحزب الديموقراطي الاشتراكي المعارض الفريد غوسنباور في مقابلة مع التلفزيون النمسوي ان هايدر استقال "ليترك عصابة الهواة التابعين له في الحكومة، فيما يمارس هو سياسات معارضة انطلاقاً من كارينثيا" الولاية التي لا يزال حاكماً لها. وعزز ذلك ما نشرته صحيفة "دي برس" النمسوية المرموقة التي اعتبرت الاستقالة محاولة من هايدر للنأي بنفسه عن الائتلاف الحكومي الذي يعتزم اتخاذ قرارات صعبة وغير مرغوب فيها شعبياً في مجال زيادة الضرائب وخفض الانفاق في قطاع الخدمات. وفي وقت اكد الشركاء الاوروبيون للنمسا ان الوقت لم يحن بعد لتغيير استراتيجية عزل النمسا سياسياً طالما ان حزب الحرية يشارك في الائتلاف الحكومي مع المحافظين بقيادة المستشار وولفغانغ شويسل، اعلنت الولاياتالمتحدة ان استقالة هايدر غير كافية لتبديد قلق الغرب ازاء مشاركة حزبه اليميني المتطرف في السلطة. كذلك اكدت اسرائيل بلسان وزير خارجيتها ديفيد ليفي ان الاستقالة لا تغير شيئاً في ايديولوجية حزب الحرية. ورددت باريس ولندن هذا الموقف. وخلفت هايدر في زعامة الحزب سوزان ريس باسر التي تتولى منصب نائبة المستشار في النمسا. وقال رئيس الوزراء البرتغالي انتونيو غوتيريس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان "المشكلة ليست في يورغ هايدر بل في ما يمثله حزبه".