قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس إن "التفتيش سيكون بديلاً من الحرب وليس مقدمة لها" إذا تجاوب العراق، محذراً من "عواقب وخيمة" في حال عدم تجاوبه. وأكد "التزام المفتشين الحياد الكامل والموضوعية"، مشيراً الى ان استجواب العلماء العراقيين سيكون برضاهم وبالتعاون مع حكومتهم وليس اجبارياً. نقل البرادعي إلى القاهرة وجامعة الدول العربية تطمينات بحياد المفتشين، وأعلن أنه أبلغ الرئيس المصري أن هناك "تغييراً إيجابياً في الموقف الدولي من العراق خلال الشهور الثلاثة الماضية"، و"بعدما كان المجتمع الدولي والولايات المتحدة يتحدثان عن حرب على العراق كخيار أول أصبح الحديث، خصوصاً بعد قرار مجلس الأمن الرقم 1441، هو التوصل إلى حل سلمي عن طريق التفتيش". وتابع أن "الحرب أصبحت الخيار الأخير وليس الأول"، وأشار إلى أن "عمليات التفتيش فرصة أمام العراق كي يثبت انه خالٍ من اسلحة الدمار الشامل، واذا تحقق ذلك سيكون بداية لعملية تؤدي الى خروجه من عزلته الدولية وتعيد الاعتبار الى دولة كاملة السيادة، وتساهم في التوصل الى حل سلمي لمشكلة الشرق الاوسط". وحذر من أن العواقب في حال عدم تعاون بغداد "ستكون وخيمة ليس فقط على العراق وإنما على المنطقة كلها". وأضاف: "أكدنا للعراق ان تعاونه الايجابي والشفافية المطلقة سيسهلان عملنا الى حد كبير لتقديم تقارير ايجابية الى مجلس الأمن". وجدد تحذيره من عدم تجاوب بغداد، موضحاً ان "احتمالات استخدام القوة كبيرة، فيجب ألا نخدع انفسنا، إذ ما زال هناك قلق دولي ... ومجلس الامن مصمم على ان تكون هذه الفرصة الأخيرة للعراق". واضاف البرادعي ان العمليات تنفذ على مرحلتين، الأولى للتأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل، والثانية للرقابة والتأكد من ان البرنامج لا يعاد بناؤه. وعن وجود مفتشين عرب، قال إن الحياد "ليس مرتبطاً بالجنسية"، مؤكداً أن هذا "موضوع مبالغ فيه. ففرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت تضم دائماً مفتشين عرباً ويضم الفريق الاول الآن مفتشة مصرية". ولفت الى "وجود أردنيين ضمن فريق انموفيك"، مؤكداً أن الدول العربية لم تقدم بعد "طلبات لارسال مفتشين إلى فريق الأممالمتحدة". وعقب لقائه مبارك أجرى البرادعي محادثات مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر، وأكد مجدداً أن تعاون العراق مع فرق التفتيش سيفتح الباب امام عودته الى العائلة الدولية ورفع العقوبات عنه. واستدرك: "أكدنا للعراقيين اننا لن نتهاون على الاطلاق مع أي تجاوزات في اعمال التفتيش، ولن نسمح باستخدام عملياتنا لأي أغراض أخرى غير الواردة في قرار مجلس الأمن، وسنفصل فوراً أي عضو لا يلتزم بذلك". وكان الأمين العام للجامعة عمرو موسى أجرى محادثات مع البرادعي، الذي أعلن عقب الاجتماع انه أبلغ موسى استعداد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإشراك مراقبين وخبراء عرب ضمن فرق التفتيش. وأضاف: "سنعمل مع العراق لحل المشكلة سلماً بحيث يكون هناك ضوء في نهاية النفق. إن مهمة فرق التفتيش تقنية لكن لها أبعاداً سياسية والذي يحكم على مدى حيادنا وموضوعيتنا هو مجلس الامن". واشار الى ان "استجواب العلماء العراقيين سيكون برضاهم وبالتعاون مع الحكومة العراقية وليس اجبارياً"، مشدداً على ان "الهدف هو التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وليس إفراغه من العلماء". وكان البرادعي صرح في مطار القاهرة مساء أول من أمس بأن هناك فارقاً بين حالتي اسرائيل والعراق، ف "اسرائيل ترى أنه يجب أن تكون المنطقة منزوعة السلاح النووي في اطار سلام شامل ودائم، أما العراق ففرضت عليه عقوبات بسبب غزوه الكويت، وموقف اسرائيل مشابه للهند وباكستان".