حديقة وطرق المهد.. ألعاب خطرة وشوارع رديئة    شيخ قبائل المنابهة في عنزة السورية ل«عكاظ»: حمص تجاوزت الفتنة.. ولا عودة ل«حزب الله»    شتاء جازان يجذب السياح والزائرين    فعاليات شتوية    المملكة.. بوصلة العالم    «إسرائيل» تعترض صاروخاً من اليمن    «الراجحي» حقق حلم السنوات ال10    التايكوندو يحتفي بالدوليين    يا علي صحت بالصوت الرفيع!    في الشباك    أمطار الشتاء تنقذ تونس من حالة الطوارئ المائية    مليار و700 مليون وحدة بيانات تصنف المدارس ل4 مستويات    معلم سعودي ضمن الأفضل عالمياً    «عين السيح».. تأسر عشاق التراث    الاكتئاب المبتسم.. القاتل الصامت    الهلال يقترب من ضم موهبة برازيلية جديدة    سيتي يضم مرموش ويجدد لهالاند ويفقد ووكر    إيقاف بياناتك على منصات Meta    "الداخلية" تحصد جائزة أفضل جناح بمؤتمر الحج    ضبط أكثر من 21 ألف مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أكدت على الحقوق الفلسطينية وأشادت بجهود الوسطاء.. المملكة ترحب باتفاق وقف النار في قطاع غزة    المملكة تحتضن معرض التحوّل الصناعي العالمي    الألمعي تعبر عن شخصية جازان    علاقة الاقتصاد بارتفاع الطلاق    تاريخ حي الطريف    تعزيز الفرص الاستثمارية في منظومة خدمات الحج    السديس: لحظة تاريخية استثنائية.. إطلاق أكبر هيكلة تنظيمية برئاسة الشؤون الدينية في الحرمين    الذكاء الاصطناعي يحتال بشخصية براد بيت    تفوق الجراحة الروبوتية في عمليات الكبد    خطر منتجات النظافة الشخصية على الصحة    تناول الشاي الأخضر بانتظام يقي من الخرف    ترمب وبايدن والدولة العميقة !    رون ولي وماتياس    سالم الدوسري يحقق جائزة أفضل رياضي لعام 2024 ضمن جوائز «جوي أوورد»    دور المرأة في قطاع التعدين بالمملكة.. الواقع والطموح    كل أمر حادث هو حالة جديدة    الأمير فيصل بن سلمان يكرم عائلة أمين الريحاني بسيف صنع في السعودية    عميل لا يعلم    ميزات زر قفل iPhone    المملكة توزّع مواد إغاثية متنوعة في سوريا    أحزمة مذنبات بأشكال متنوعة    مُسلّح يغتال قاضيين في طهران وينتحر    تأثيرات صحية لاستخدام الباراسيتامول بانتظام    اقتران بين كوكبي الزهرة وزحل في سماء الحدود الشمالية    الجامعة في القصر    الوحدة الوطنية    جمعية التوعية بأضرار المخدرات تحصد نجاحًا باهرًا في ختام مبادرتي "دن وأكسجين" بجازان    الشيخ الثبيتي: لا تطغوا بعلمكم ولا تغتروا بقوتكم    الشيخ السديس: حصّنوا أنفسكم وأولادكم بالأوْرَاد الشَّرْعِية    تطوير منصة موحدة للنقل في مكة المكرمة    رصد طائر البوم «الفرعوني» في شرق عرعر    ضبط مواطن في عسير لترويجه (5,838) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    براً وبحراً وجواً.. ضبط 2124 حالة ممنوعة خلال أسبوع    الرئاسة العامة تشارك بورشة عمل بعنوان (رقمنة التوعية في أداء المناسك)    خطيب المسجد النبوي: احذروا أن تتحول قوة الشباب من نعمة إلى نقمة ومن بناء إلى هدم    «الخارجية»: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة    «التويجري» ترفع الشكر للقيادة بمناسبة صدور الأمر الملكي بتشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان في دورته الخامسة    إطلاق كائنات فطرية    









أكد أن الاستجواب سيقتصر على العلماء العراقيين ممن شاركوا في برامج التسلح المحظورة . البرادعي ل"الحياة": سنلتزم الحياد وتعلمنا درس اونسكوم
نشر في الحياة يوم 10 - 11 - 2002

نيويورك - "الحياة" -أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن عمليات الاستجواب التي ستنفذها الوكالة ولجنة التفتيش انموفيك ستقتصر على العلماء الذين كانوا مشاركين في البرنامج النووي العراقي أو البرنامجين البيولوجي والكيماوي.
وقال في حديث إلى "الحياة" إنه سيذهب ورئيس اللجنة هانس بليكس إلى بغداد في 18 الشهر الجاري وسيتركان هناك خبراء فنيين لبدء عمليات التفتيش. وأضاف: "لن ننتظر الإعلان الذي سيقدمه العراق عن برامجه المحظورة. سنبدأ عمليات تفتيش مبدئية بمجرد وصولنا". وأشار إلى عدم وجود ترتيبات خاصة للقصور الرئاسية، مشدداً على أن اللجنة والوكالة ستلتزمان "الحياد والموضوعية"، ومعرباً عن أمله بأن "يتعاون العراق لنصل معه إلى النقطة التي يمكن معها تعليق العقوبات". وزاد انه لن يسمح وبليكس ب"تجاوزات"، مذكّراً بأن "لجنة أونسكوم فقدت صدقيتها بسبب التجاوزات، وتعلم مجلس الأمن الدرس". وقال البرادعي: "سنتعامل بكل حسم مع أي تجاوزات". وأعرب عن أمله بألا تستخدم بغداد أسلحة دمار شامل، وكذلك إسرائيل إذا اندلعت حرب وإلا "ستدخل المنطقة في عملية افناء متبادل". وهنا نص الحديث:
بعد صدر قرار مجلس الأمن، العبء عليكم انت والدكتور بليكس ليس لتجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل بل عبء تقدمكم بتقرير قد يطلق الحرب على العراق. أين يضعكم هذا؟
- المسؤولية ثقيلة لجهة أن نقوم بعملنا بحرفية وبموضوعية وأن نتأكد من ان العراق خال من أسلحة الدمار الشامل. هذا هو هدف الصلاحيات التي اعطانا أياها مجلس الأمن. والمسؤولية الثقيلة اننا نعلم النتائج التي قد تترتب على التقرير الذي قد يقدمه أي منا الى المجلس، لكننا على ثقة بأننا سنؤدي عملنا بموضوعية وحرفية وحياد، وسنحاول أن ننقل الصورة كما نراها على الطبيعة الى مجلس الأمن، كما قلنا أكثر من مرة للمجلس اننا لن نسارع الى تقديم تقرير لا يستند الى حقائق. سنقدم تقريراً محايداً ومتكاملاً إلى المجلس، أما كيف سيقوّم هذا التقرير وما سيتخذه من اجراءات فهذا من طبيعية صلاحيات مجلس الأمن وليس من صلاحياتنا.
الصلاحيات التي أوكلت اليكم تسمى صلاحيات اخضاع العراق.
- لا أود أن اسميها صلاحيات اخضاع العراق، بل صلاحيات تساعدنا على انجاز عملنا في أقرب فرصة ممكنة، وبدرجة نستطيع فيها ان نقنع المجلس حين نتوصل الى نتائج ايجابية بأنها مستندة إلى نظام تفتيش متكامل وفعال. هذا في مصلحة العراق إذا استطعنا ان نقوم بالتفتيش على ذلك الوجه، واستطاع العراق ان يتعاون معنا في كل الجوانب. وربما نستطيع، كما ذكر بليكس وذكرت أن نثبت لمجلس الامن ان العراق قدم ما يوفر الشروط اللازمة لتعليق العقوبات خلال سنة من تاريخ اصدار القرار، وهو أمر نود أن نتمكن من تحقيقه، لأننا نعلم معاناة شعب العراق.
لديكم صلاحيات استجواب المسؤولين العراقيين داخل العراق وخارجه. في الداخل هل ستمارسون صلاحية استجواب المسؤولين، بما يشمل استجواب الرئيس صدام حسين؟
- لا أود أن استبق الاحداث، وانما اعتقد ان الاستجواب سيقتصر على العلماء الذين كانوا مشاركين في البرنامج النووي العراقي أو البرنامج البيولوجي أو الكيماوي، أجرينا العديد من الاستجوابات في الماضي، ولكن هذه المرة قمنا باستجواب العديد من العلماء، بخاصة المسؤولين عن هذه البرامج وحققنا نتائج كثيرة ايجابية. ويجب ألا ننسى اننا عندما غادرنا العراق عام 1998 قررنا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيّدت البرنامج النووي العراقي، وتوصلنا إلى هذه النتيجة بناء على العديد من عمليات التفتيش في المواقع.
ولكن منذ ذلك الوقت ظهرت مزاعم بأن العراق في صدد استئناف برامجه النووية وانشاء تجهيزات نووية...
- وكان لنا ردنا، وقلنا إنه في غياب نظام تفتيش على الطبيعة في العراق لا يمكن ان نتوصل الى نتيجة.
وعندما تقرر انت أنك تريد أن تستجوب أو لا تستجوب أحد المسؤولين هل هذا يتم بالتنسيق مع بليكس، أم ان لكل منكما صلاحية ليقرر ما يشاء؟
- لكل منا صلاحية مستقلة. نقوم بعملنا بالتوازي، ننسق في ما يتعلق بالجوانب اللوجستية مثل الاتصالات والمواصلات، لكن عملنا في ما يتعلق بالناحية الفنية مستقل ومتواز. هو مسؤول عن الناحية البيولوجية والكيماوية والصواريخ البعيدة المدى، وأنا مسؤول عن الاسلحة النووية. عملية الاستجواب تدخل في الاطار الفني، وكل منا مسؤول عنها في ما يتعلق باختصاصه.
نظرياً اذاً يمكن ان تستنتج من مهمتك انك راضٍ تماماً عن بيانات العراق، لنقل في شأن اسلحة الدمار الشامل، ويمكن ان يقرر بليكس انه ليس راضياً لأن مسؤوليتكما متوازية. هل هذا صحيح؟
- نعم، وهذا ما حدث عندما غادرنا عام 1998، قلنا اننا حيّدنا البرنامج النووي العراقي.
عندئذ كان بليكس رئيس الهيئة؟
- كان في هذه الفترة رئيس الهيئة نعم. كانت هذه الفترة انتقالية بيني وبين بليكس ونحن قررنا، هو قرر هذا وانا اكدت بعد أن غادر الوكالة اننا حيّدنا هذا البرنامج النووي. عندما غادرنا كان تقريرنا الى مجلس الأمن ايجابياً وأن العراق يتعاون معنا في الوقت الذي كان هناك تقرير سلبي من لجنة "اونسكوم".
اذاً أي من تقريري "انموفيك" ووكالة الطاقة يمكن ان يقبل في مجلس الأمن بوصفه المحرك اتخاذ اجراءات ضد العراق على اساس عدم الامتثال؟
- أي منهما كان يمكن ان يحرك اجراءات عدم الامتثال طبقاً لقرار مجلس الامن، أي تقرير سلبي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية او من بليكس يمكن ان يحرك الفقرتين 11 و12، ليتخذ مجلس الأمن اجراءات جديدة.
فرق التفتيش هل تكون مختلفة تماماً، أو…؟
- مختلفة تماماً لأن الاخصائيين في المجال النووي مختلفون عن الاخصائيين في المجال البيولوجي او الكيماوي، هناك فرق متخصصة ومستقلة تماماً.
إذاً لا قول لك مع بليكس ولا قول له معك؟
- القول في ما يتعلق بالتنسيقات الادارية، في المجال اللوجستي وليس في المجال التقني.
عندما يعود إلى العراق الفريق الأول في 18 الشهر الجاري، هل ينطوي على الناحية النووية؟
- بالطبع.
ستعود انت ايضاً؟
- سأعود، سنذهب، بليكس وأنا، إلى العراق في 18 الشهر وفي غالب الأمر سنبقى يومين لاجراء محادثات على مستوى عال، ونشاهد الوضع في صورة عامة، لكننا سنترك خلفنا الخبراء الفنيين في كل المجالات لبدء عمليات التفتيش وإعادة الترتيبات التي تكفل لنا التفتيش في كل النشاطات.
وهل ستنتظر البيانات الكاملة قبل بدء عملية التفتيش الجوهرية؟
- لا، لن ننتظر الإعلان الذي سيقدمه العراق. سنقوم بعمليات تفتيش مبدئية بمجرد وصولنا الى العراق.
أتقصد خلال زيارتكم ليومين؟…
- الزيارة ليومين، هناك اشخاص سيبقون بعدنا.
عددهم؟
- حوالى 10 أو 15 شخصاً، وهناك طائرة ستقوم برحلات يومية إلى العراق تقريباً، وفريق سيغادر وفريق سيأتي، وحالما نبدأ العملية ستكون هناك عملية دورية مستمرة لوصول خبراء في مختلف المجالات حتى نستطيع…
الجوهرية منها…
- أجل، حتى نستطيع خلال شهرين بحسب تقرير بليكس وتقريري ان نقول اننا اعدنا أو بدأنا عملية التفتيش في كل المجالات.
إذاً ما معنى تمديد فترة زمنية بثلاثين يوماً للإعلانات من دون غيرها؟
- الإعلان الذي يطلب من العراق أن يقدمه، سيكون المعيار الذي بناء عليه سنقوم بعمليات الرقابة. سيكون إعلاناً مفيداً إذ سنرى ما يقدمه العراق فيه وسنقوم بعمليات التحقق منه. سنفتش كل الأماكن التي سنشير إليها أو الأسلحة أو عمليات البحوث التي أجراها العراق، وإنما عملنا لن يكون مقتصراً على هذا الإعلان.
إذا قرر بليكس أنه لن يوفد فرقاً جوهرية للقيام بعملية تفتيش حقيقية ورئيسية إلا بعد تسلم الإعلانات، هل يكون هذا موقفك أو انك قد تقرر بدء التفتيش الجوهري بصرف النظر عن موقف بليكس؟
- اننا متفقان على اننا يجب أن نبدأ عمليات التفتيش الجوهرية في أقرب فرصة ممكنة.
هل ستكون قبل الثلاثين يوماً المطلوبة للإعلانات أو ما بين ال30 وال45 يوماً...
- سنبدأ بمجرد وصولنا إلى العراق عمليات التفتيش الجوهري. عندما يأتي الإعلان من العراق سنأخذه في الاعتبار وإنما لن ننتظر لنبدأ، الإعلان الذي يأتي خلال الثلاثين يوماً.
وهل أنت متأكد ان هذه أيضاً فكرة بليكس، هل بحثت هذا معه؟
- لم نناقش بعد خطة العمل بالتفصيل، وسأجتمع معه خلال اليومين المقبلين وإذا كان لكل منا اسلوبه في العمل فهذا طبيعي، لأن عملنا يختلف عن عمله. الأمور النووية مختلفة عن الكيماوية والبيولوجية. وإذا كان هناك اختلاف في الأسلوب فليس هناك اختلاف في الهدف، ونود أن نصل في أقرب فرصة ممكنة إلى التحقق من أن الأسلحة العراقية، أسلحة الدمار الشامل ثم نزعت بالكامل.
هل ستطلب من مسؤولين وعلماء عراقيين الانتقال إلى خارج العراق، مع أو من دون عائلاتهم، هل ستمارس صلاحياتك؟
- لا استطيع أن أتكهن بما سنقوم به، وهذه صلاحيات وليست أوامر لنا بأن نمارسها قد نمارسها وربما لا، وإنما إذا دعت الحاجة سنمارسها على أسس موضوعية حيادية ولاعتبارات تتعلق بصميم عملنا لنزع السلاح العراقي.
القصور ليست لها ترتيبات خاصة...
- ليست لها ترتيبات خاصة.
هل يعني ذلك انكم ستنفذون عمليات تفتيش مفاجئة في الليل وفي النهار، في كل موقع بما في ذلك غرفة نوم الرئيس العراقي أو أي وزير عراقي؟
- هذه الأسئلة طُرحت علينا كثيراً وكانت اجابتنا اننا سنستخدم الحس العام، أي أن لا داعي لأن نقوم بالزيارات في منتصف الليل، إلا إذا كانت هناك حاجة لذلك.
في النهار هل ستدخلون...
- إذا احتجنا لأن ندخل إلى بيت معين سنطرق الباب وننتظر إلى أن يسمح لنا بالدخول، هذا يعني ان هناك فارقاً بين مطالبتنا بأن يكون لنا حق بالدخول الفوري وبين أن نقتحم عنوة بيتاً من البيوت كما ذكرت في مجلس الأمن. إذا ذهبنا إلى كنيسة، على سبيل المثال، وكان هناك قداس سننتظر حتى ينتهي وندخل، أو إذا كانت هناك صلاة في الجامع.
بعضهم يعتقد ان مجلس الأمن بقراره، كلفكم انت وبليكس تمهيد الطريق لشن حرب على العراق نظراً إلى الشروط "التعجيزية" والصلاحيات التي فيها "تجاوزات" لأي مظهر من مظاهر السيادة.
- القرار الصادر اليوم أول من أمس مقارنة بمشروع القرار الذي كان مطروحاً منذ أسابيع، هو قرار متوازن إلى حد كبير، ويؤكد أن الأولوية يجب أن تعطى لعمليات نزع السلاح عن طريق عمليات التفتيش وليس عبر استخدام القوة المسلحة. القرار يؤكد أن القوة المسلحة هي الخيار الأخير وليست البديل الأول، وهذا جيد. القرار يؤكد أن عمليات التفتيش يجب أن تكون في إطار الأمم المتحدة وفي اطار حيادي ومستقل. طرحت اقتراحات بأن يكون هناك مراقبون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وأن يكون هناك مرافقون عسكريون. بليكس وأنا اثناء محادثاتنا في واشنطن وغيرها من العواصم ذكرنا ان هذا سيغير طبيعة عملية التفتيش، وسيجعلنا في موقف لا نستطيع معه أن نباشر المسؤولية كما يجب أن نمارسها. ذكرنا أنه إذا كانت لدينا المسؤولية فيجب أن تكون لدينا الصلاحيات. القرار أكد أن العراق لن يُهاجَم بسبب المخالفات الماضية، وأنه على رغم ارتكابه، في رأي مجلس الأمن، مخالفات لقرارات سابقة، سيعطى فرصة أخيرة قبل أن يقرر المجلس اجراءات أخرى. مجلس الأمن قرر أن استخدام القوة لن يكون تلقائياً ولو قدمت وبليكس تقارير تشير إلى عدم امتثال العراق للقرارات، بل سيجتمع المجلس وسيقوّم هذه الأمور.
كل هذا لا ينفي الموقف الأميركي، وهو أن للولايات المتحدة صلاحية استخدام القوة العسكرية من دون حاجة إلى قرار آخر؟
- ان هذا موقف مختلف عليه داخل دول مجلس الأمن، وواضح أن هناك رأياً مخالفاً لفرنسا وروسيا والصين، آمل بألا نصل إلى هذا الموقف، وأن يتعاون العراق معنا مئة في المئة، فهذا من مصلحته، وأن نصل معه إلى النقطة التي يمكن معها تعليق العقوبات.
سنعمل في العراق بموضوعية وحرفية وحياد كامل. والنداء الذي أوجهه إلى العراق أن يتعاون معنا واننا سنقوم بعملنا بما يحافظ على سيادة أراضيه ووحدته، كما أكد مجلس الأمن. ولا اعتقد اننا في أي من أعمالنا نحاول أن نتجاوز على سيادة العراق.
حتى عندما تدخلون القصور وتستجوبون المسؤولين...
- هذا جزء من عمليات التفتيش وإنما ليس معناها اننا نحاول أن ننتقص من سيادة العراق. نحاول أن ننفذ قرارات مجلس الأمن لنصل إلى أن العراق ليست لديه اسلحة دمار شامل. أن نتوصل إلى استعادة العراق بالكامل قدراته كعضو عامل في المجتمع الدولي، وان تُرفع العقوبات عنه في المستقبل القريب.
أنت رجل عربي مسؤول عن وكالة دولية. لو اطلعت على تجاوزات في غير محلها من فرق التفتيش، ولم تكن فقط نووية وإنما من فرق التفتيش الأخرى، هل تعتقد انك ستغض النظر أو ستحاول إبراز هذه التجاوزات لأن فيها عواقب وخيمة ليس للعراق وإنما للمنطقة أيضاً؟
- إن وجدت هذه التجاوزات، وسواء كنت عربياً أو غير عربي، ضميري لا يسمح لي بأن اتغاضى عنها. علينا كموظفين دوليين أن نلتزم مقررات الأمم المتحدة وأهدافها، ويجب أن نلتزم بالحياد التام، وإذا كانت هناك تجاوزات داخل الوكالة، بالطبع لن اتغاضى عنها لحظة واحدة، وإذا كانت هناك تجاوزات في لجنة "انموفيك" لا شك في أنني سأتحدث فيها على الفور مع بليكس، وهو صديق أكد لي أنه لن يسمح بهكذا تجاوزات. نعلم أنه كانت هناك تجاوزات أيام لجنة "اونسكوم"، والنتيجة أن هذه اللجنة فقدت مصداقيتها. تعلمت الأمم المتحدة، وتعلم مجلس الأمن درس "اونسكوم" وآمل بألا يتكرر. "انموفيك" شكلت بطريقة لا تسمح بحدوث مثل هذه التجاوزات.
تقصد أن هناك ضمانات بأن لا يكون تجسس مرة أخرى لأهداف غير تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل؟
- هناك ضمانات كثيرة لعدم القيام بعمليات تجسس كجزء من عمليات "انموفيك" أو عمل "الوكالة"، وإنما لا نستطيع أن نضمن عدم حدوث أي تجاوزات مئة في المئة، حتى في إطار أي نظام وطني هناك دائماً تجاوزات. وإنما نستطيع أن نؤكد أنه إذا كانت هناك تجاوزات لن نتغاضى عنها وسنتعامل معها بكل حسم وعلى الفور.
تدرك أن العالم العربي دائماً يشير إلى اعفاء إسرائيل من المسؤولية والمحاسبة والتدقيق عندما يتعلق الأمر بأسلحة الدمار الشمال التي تمتلكها. الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس مسموحاً لها بالاطلاع على المنشآت النووية الإسرائيلية. والعالم يدرك أن لدى إسرائيل القنبلة النووية، وأن هناك غض نظر؟
- إسرائيل ليست طرفاً في اتفاق منع انتشار الأسلحة النووية، وليس من صلاحيات الوكالة أن تفتش المنشآت النووية في إسرائيل، مثلها مثل الهند وباكستان. هذه الدول الثلاث لم تنضم إلى الاتفاق، والمجتمع الدولي قرر أن هذا الانضمام عملية طوعية وليست اجبارية. مع ذلك أدرك بالطبع ان وجود إسرائيل كقوة ذات امكانات نووية في المنطقة لا يساعد على وجود نظام أمن متكامل في المنطقة قريباً، لذلك دائماً اذكّر بأنه بالتوازي مع السلام الشامل في المنطقة يجب أن تكون هناك مناقشة تفصيلية لعملية الأمن، بما في ذلك انشاء منطقة منزوعة السلاح النووي في الشرق الأوسط. إسرائيل توافق على هذا، وترى أن مصلحتها في المستقبل البعيد انشاء منطقة مجردة من السلاح النووي، لكن الخلاف بينها وبين الدول العربية هو خلاف على التوقيت. الدول العربية ترى ان هذه المنطقة يجب ان تسبق السلام الشامل والدائم، وإسرائيل ترى انه لا يمكنها أن تتخلى عما نطلق عليه الرادع النووي قبل الاعتراف بها من كل الدول في المنطقة. آمل بأن يسير هذان الأمران بالتوازي، وآمل عندما يتوصل المسؤولون إلى سلام في المنطقة ان تكون عملية الأمن جزءاً منه، فلا أمن من دون سلام ولا سلام من دون أمن.
هناك خوف حقيقي من ان تستخدم اسرائيل ذريعة او ان ترد على أي محاولات عراقي؟
- آمل من كل الاطراف، بما فيها العراق وإسرائيل بألا تدخل المنطقة في عملية تدمير عن طريق استخدام أسلحة الدمار الشامل. الاسلحة النووية أصبحت تفقد صدقيتها من الناحية العملية، هي في أقصى الحدود عملية لحماية بقاء الدولة ولكنها يمكن ان تستعمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.