منذ اثنتي عشرة سنة والحصار مفروض على شعب العراق. كانت أميركا وراء بقاء النظام لبقاء الحصار. وما ان تحوّل الحظر الى الننظام حتى أصبح الناس كلهم يستنكرونه. ويبدو واضحاً ان الدفاع هو عن النظام، وليس عن الشعب، وليس ضد أميركا التي أعطت الإيعاز لصدام بقمع انتفاضة الشعب العراقي عام 1991. فصدام هو الحصار والحصار هو صدام. ثم يأتي الاستاذ شعيبي ويقول: "والاقتراح الاسرائىلي الذي اصبح اليوم في غرفة عمليات وزارة الخارجية الاميركية التي تهيمن بصورة دراماتيكية على القرار السياسي الأميركي، يكون من خلال الاتصال بالعشائر والقوى الاثنية المعادية لسورية أو التي يمكن تحويلها الى ذلك الموقع". وهذا أسلوب الشوفيني الكبير، محمد طلب هلال الذي ترك إرثاً ثقيلاً، وحاول ضرب الوحدة الوطنية والتآخي العربي - الكردي. ففي الوقت الذي نحتاج فيه الى وحدة وطنية متماسكة، وفي الوقت الذي تتحرّك فيه هذه الاثنيات على مستوى الوطن لإيجاد مستلزمات تعزيز مكانة الوطن دولياً وإقليمياً، يأتي كاتبنا ليخون شرائح كبيرة من المجتمع السوري، ويضعها في خانة الاعداء مع إدراك الاستاذ شعيبي تاريخ الاثنيات والعشائر النضالي، وخلفيتها التاريخية المجيدة. ان هذا المنطلق غير المسؤول يدل الى ان الكاتب يريد ان يكون الوضع هكذا، ليطلق فتنة تؤدي الى انتحار الوطن عبر ترويج ثقافة الفساد. لا بأس في ان يدلي أحدنا برأيه في موضوع العراق، على رغم انه يخص العراقيين أولاً. ولكن ان نغض النظر عن أخطاء النظام، تحت غطاء وطني عام، فهذا لا يجوز. فمن حق سورية ان تساند قضية الشعب العراقي، وتبدي حرصها على وحدة التراب العراقي. وهي تفرق بين الشعب العراقي والنظام. والعقلانية والواقعية غابتا عن النظام حين كانتا مطلوبتين، وغابت معهما الأقلام المؤيدة للمنطق والعقلانية، وكأن ما عاشه ويعيشه العراقيون وشعوب المنطقة كان ضرباً من الخيال، فيتحوّل المجرمون الى مناضلين أشاوس، ويتحوّل المناضلون والوطنيون الى أدوات بيد الأعداء. وهكذا يراد للعراق ان يبقى، بعد ان تحوّل من وطن للشعب الى وطن للسلطة، يلفظ شعبه أنفاسه الأخيرة. القامشلي - مجدو سيركي