بيروت - "الحياة" - رويترز - هزّت جريمة أودت بحياة الناشطة الاجتماعية التبشيرية الأميركية بوني بينير ويذرول 31 سنة مدينة صيدا صباح أمس، بعدما وجدت جثتها في المركز الانجيلي في أحد أحياء المدينة، مضرّجة بدمائها نتيجة اصابتها بثلاث طلقات نارية من مسدس عيار 7 ملم على يد مجهول لاذ بالفرار. والمغدورة متزوجة من البريطاني غاري ويذرول. ولقيت الجريمة استنكار فاعليات صيدا وعدد من القيادات السياسية واللبنانية وسط قلق من ان تكون وراءها اهداف سياسية، ما ينعكس سلباً على لبنان، فيما استنفرت الاجهزة الامنية للتحقيق، كذلك السفارتان الأميركية والبريطانية في بيروت اللتان تفقد وفد مشترك منهما مكان الجريمة. وقالت مصادر أمنية لبنانية انه عثر على الأميركية ويذرول التي تعمل في ارسالية مسيحية انجيلية كمساعدة ممرضة في المركز الصحي التابع لها في حي البرغوث في صيدا. ويعمل المركز على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والمعوزين من المدينة. وذكرت معطيات أمنية أولية ان ويذرول قتلت بعد ان فتحت باب المركز الصحي الذي تعمل فيه منذ سنتين، ودخلت اليه، قبيل السابعة والنصف صباح امس، ورجحت مصادر أمنية ان يكون الجاني راقب دخولها ثم طرق الباب فعاجلها بعد ان فتحته، باطلاق النار عليها ثم توارى. ولم يعرف ما إذا كان شخصاً واحداً أو عدة أشخاص نفّذوا الجريمة. وقالت مصادر محلية في صيدا ل"الحياة" ان موظفين تابعين للمركز حضروا الى عملهم بعيد حصول الجريمة ووجدوا جثة ويذرول تسبح في الدماء. وأبلغوا القوى الأمنية التي حضرت على الفور. وتبيّن ان المغدورة أصيبت برصاصة في الوجه وباثنتين في الصدر والبطن. ونقلت جثة الضحية بعد الكشف عليها الى أحد المستشفيات وتولى الطبيب الشرعي معاينتها. ويقع حي البرغوث حيث حصلت الجريمة في الجزء الغربي من المدنية لكنه يبعد عن مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين أكثر من كيلومتر. وقامت الاجهزة الأمنية المختلفة بأخذ افادات بعض الشهود، فيما زار وفد ديبلوماسي أميركي - بريطاني صيدا للاطلاع على المعلومات الأولية عن الحادث، وضمّ الوفد القنصل الأميركي كيل هيل والمستشارة السياسية والاقتصادية في السفارة ليزا جونسون والقنصل البريطاني نيقولاس فرانكلين. والتقى الوفد المشترك في قصر العدل في صيدا، المدعي العام القاضي ميسر شكر وقاضي التحقيق نديم عبدالملك، بعد ان تفقد مكان الجريمة. وفي هذا الوقت زار السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل وزير الداخلية الياس المر في مكتبه واجتمع معه ساعة ونصف الساعة للاطلاع أولاً بأول على المعلومات الواردة من صيدا. ولم يدل بأي تصريح بعدها. لكن السفارة الاميركية اصدرت مساء بياناً جاء فيه: "أكدت السفارة الأميركية في بيروت اليوم وفاة المواطنة الأميركية بوني بينير 31 عاماً في 21 تشرين الثاني 2002 في صيدا - لبنان، وكانت السيدة بينير متزوجة من السيد غاري ويذرول، وهو مواطن بريطاني. وقد عاشت عملت في صيدا مدة سنتين. وان سفارتي الولاياتالمتحدة وبريطانيا تنسقان مع السلطات اللبنانية في شأن التحقيق في وفاة السيدة بينير. ونيابة عن الجالية الأميركية بأسرها أعرب السفير الأميركي فنسنت باتل عن عميق التعاطف والتعازي للسيد ويذرول وأسره واصدقاء السيدة بينير". وقالت احدى صديقات الضحية لوكالة "رويترز" ان ويذرول وصلت الى لبنان قبل سنتين تقريباً وأنها "كانت تعمل لساعات طويلة في المركز الصحي مرتين اسبوعياً وانها كانت تساعد بالاساس الفلسطينيات الحوامل من مخيم عين الحلوة القريب". وأدت الجريمة الى حملة استنكار واسعة في صيدا فأجرت النائب السيدة بهية الحريري اتصالات برؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير العدل سمير الجسر والوزير المر والمسؤولين الأمنيين. ونظراً الى ان الجريمة وقعت بعد حملة سياسية من عدد من الاحزاب في المدينة، ضد السفير الأميركي باتل، لأنه كان ينوي اقامة افطار فيها لشخصيات اسلامية، حرص بعض هذه الاحزاب والشخصيات على نفي الربط بين الموقف من باتل والسياسة الاميركية وبين الجريمة، ما أدى بالنائب أسامة سعد التنظيم الشعبي الناصري بعد تفقده مكان الحادث الى ابداء الأسف لاغتيال السيدة الأميركية مؤكداً ان مثل هذه الجرائم غريبة عن أخلاقيات صيدا وهي مدانة خصوصاً في شهر رمضان المبارك. وأوضح ان رفضنا افطار السفير الأميركي في صيدا وزياراته تعبير عن ادانتنا سياسة أميركا، لكننا ايضاً ندين اغتيال أبرياء ونتطلع لأفضل علاقة مع الشعب الأميركي". ودعت النائب الحريري فاعليات صيدا الى اجتماع، شارك فيه ممثلو عدد من القوى الفلسطينية، صدر اثره بيان استنكر الجريمة وأكد وحدة الصف والتعايش الاسلامي - المسيحي. ورفض المجتمعون وضع الجريمة في الدائرة الطائفية وطالبوا بالاعتدال في الخطابين السياسي والديني. ودان الجريمة النائب مروان فارس والسفير السابق سيمون كرم.