تفتتح قمة دول حلف شمال الأطلسي أعمالها في العاصمة التشيخية براغ اليوم، وعلى جدول أعمالها مهمة "تاريخية" تقضي بضم سبعة أعضاء جدد من دول أوروبا الشرقية والوسطى، في اكبر توسع الى الشرق يخترق الستار الحديد القديم، على رغم المخاوف السابقة التي عبرت عنها روسيا. إضافة الى ذلك، يتوقع ان تبحث القمة في سبل تكييف أطر الحلف مع متطلبات مواجهة التحدي الذي يمثله الارهاب الدولي. لكن القمة لن تخلو من البحث في عدد من القضايا الاقليمية وفي مقدمها العراق. ويأمل الاميركيون في ان يصدر عن المشاركين بيان يدعم القرار 1441 في شأن نزع اسلحة العراق، في مقابل ابداء الرئيس الاميركي جورج بوش تفضيله للسلام، لتخرج القمة بموقف موحد وقوي. والدول السبع المرشحة للانضمام الى الحلف هي: رومانيا وبلغاريا وسلوفينيا وسلوفاكيا، اضافة الى جمهوريات البلطيق الثلاث: ليتوانيا ولاتفيا واستونيا. ويفسح انضمام هذه الدول في المجال أمام ضم دول أخرى لاحقاً، ويؤكد "الطابع غير القابل للانفصال" لأمن أوروبا والولايات المتحدة، بحسبما ذكرت مصادر ديبلوماسية اوروبية. وعلى صعيد تكييف قدرات الحلف مع التحديات الجديدة، فمن المرتقب أن تقر قمة براغ مبدأ انشاء قوة تدخل تابعة للحلف قوامها 21 ألف عنصر، على أن تكون قادرة على التحرك في أي منطقة في العالم. وستكلف القمة وزراء دفاع الدول الأعضاء بالعمل على تجسيد هذه القوة التي اتفق على تسميتها "أن آر أف"، مع التنبه الى ضرورة التجانس بينها وبين ما يجري على الصعيد الدفاعي الأوروبي. كذلك من المقرر ان تشهد القمة مناقشة الوضع في أفغانستان ومكافحة الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل، كما تتخللها لقاءات ثنائية بين الرئيس الأميركي جورج بوش ونظرائه الاطلسيين، بينهم الرئيس التركي احمد نجدت سيزر. ويتوقع ان تجتذب قمة براغ، كسواها من الاجتماعات الدولية، نحو 12 ألف ناشط مناهض للعولمة، يستعدون للدخول في مواجهات مع الشرطة التشيخية، في وقت تحلق فيه المقاتلات الاميركية في سماء العاصمة براغ.