القاهرة - "الحياة" - لا يشكل تنصيب المستشار مأمون الهضيبي 82 عاماً مرشداً عاماً لجماعة "الاخوان المسلمين" مفاجأة. فالرجل أمسك بزمام الأمور في الجماعة في السنوات العشر الماضية حين كان نائباً للمرشد محمد حامد ابو النصر ومن بعده مصطفى مشهور. وخلال هذه السنوات تمكن الهضيبي من إحكام السيطرة على التنظيم الذي ظل يتعرض لضربات اجهاضية متتالية من الحكومة. وعلى رغم ان بعضهم يحسب الهضيبي بين المتشددين، يعود الفضل إليه في طرح أبحاث شرعية حققت للجماعة شعبية وخففت من حدة خلافاتها مع قوى سياسية أخرى تناصبها العداء. وهو ساند الدخول إلى العمل النقابي والموافقة على ترشيح السيدات للبرلمان وممارستهن العمل العام. ولد محمد المأمون بن حسن الهضيبي في إحدى قرى محافظة سوهاج في صعيد مصر في 28 من آيار مايو العام 1921. ونشأت اسرة الهضيبي في قرية الصوالحة التابعة لمدينة شبين القناطر في محافظة القليوبية. وتنقلت الى أماكن عدة في مصر، إذ كان والده المستشار حسن الهضيبي يعمل قاضياً في وزارة العدل المصرية، قبل أن يصبح المرشد الثاني للجماعة من 1950 حتى وفاته في تشرين الثاني نوفمبر 1973. التحق الهضيبي الابن بمراحل التعليم العام في مصر حتى تخرج من كلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد القاهرة حالياً، وكان ترتيبه العاشر بين طلاب دفعته. وصدر القرار بتعيينه وكيلاً للنيابة وتدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح رئيساً لمحكمة النقض. ومثل غيره من "الاخوان"، دخل الهضيبي إلى السجن واعتقل في عهد عبدالناصر العام 1965 وتنقل بين السجن الحربي وطرة آنذاك. وافرج عنه السادات العام 1971. وبعدها رفع دعوة يطالب فيها بعودته إلى العمل، فأعطته المحكمة حق العودة، لكن الحكومة رفضت إعادته من دون ابداء أي مبررات. وبعدها عمل في السعودية وظل هناك فترة عاد بعدها ليتفرغ للدعوة، ثم رشح نفسه العام 1987 لانتخابات مجلس الشعب، وفاز مع 36 آخرين من "الاخوان" وأصبح الناطق باسم الكتلة الاخوانية في البرلمان.