سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شهيدان ... والجيش يفشل في اقتحام المخيم ويرفع العلم الإسرائيلي على مباني للسلطة ويعتقل 20 السلطة تطالب مجلس الأمن بالحماية بعد اعادة احتلال طولكرم وتهديد رام الله
} طالب الفلسطينيون بعقد جلسة لمجلس الأمن لاقرار ارسال قوة حماية دولية للشعب الفلسطيني، وذلك في اعقاب احتلال الجيش مدينة طولكرم الخاضعة للسلطة الفلسطينية الكاملة في خطوة رأى فيها الفلسطينيون جزءاً من اعادة احتلال تدريجي لكافة الاراضي الفلسطينية. في غضون ذلك، تسارعت وتيرة المواجهة المسلحة وغير المتكافئة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في رام الله وطولكرم حيث سقط شهيدان واصيب عدد آخر وصفت جروح ثلاثة منهم بانها خطرة، فيما هددت اسرائيل بتصعيد عدوانها، فيما بدا انها تستعد لاجتياح رام الله. في أوسع عملية احتلال يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ حرب حزيران عام 1967، اجتاحت عشرات الدبابات الاسرائيلية ترافقها قوات كبيرة من الجيش و"القوات الخاصة" طولكرم فجر امس واعادت احتلال المدينة باكملها ورفعت العلم الاسرائيلي فوق اكثر من مبنى تابع للسلطة، بما في ذلك المجلس التشريعي واحتلت عشرة منازل بما فيها منزل رئيس بلدية المدينة وحولتها الى ثكنات عسكرية. وبدأ الاجتياح نحو الساعة الثالثة من فجر امس تحت وابل كثيف من نيران الاسلحة الثقيلة وقذائف المدفعية وبغطاء جوي من المروحيات الحربية الاسرائيلية قبل ان تنتشر الدبابات في شوارع المدينة. واستولى الجيش على مبنى "المقاطعة" الذي يضم المكاتب الحكومية التابعة للسلطة والذي كانت طائرات "اف 16" دمرته قبل ثلاثة ايام. وشنت قوات الاحتلال حملة دهم وتفتيش في بيوت المواطنين الذين اصابتهم حال من الخوف والذعر الشديدين والذين فرضت قوات الاحتلال منع التجول عليهم عبر مكبرات الصوت. وواجه عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين الدبابات بأسلحتهم الخفيفة التي رد عليها الجيش بالقصف المكثف وقذائف المدفعية ما ادى الى استشهاد الشاب خلدون غازي 19 عاماً واصابة خمسة اخرين على الاقل وصفت جراح اثنين منهم بانها خطرة. وشملت عملية الاحتلال الحي الشمالي لمخيم نور شمس للاجئين، فيما سجلت مقاومة فلسطينية عنيفة على ابواب مخيم طولكرم الذي لم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحامه. وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية انها اعتقلت نحو 20 فلسطينياً قالت إن بعضهم ينتمي الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس، فيما أكدت مصادر فلسطينية محلية ان هذه القوات لم تنجح في اعتقال أي من الناشطين المطلوبين. وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية ان الجيش سيبقي احتلاله للمدينة لفترة مطولة، وانه ستتتخذ اجراءات شرع في تنفيذها منذ ساعات، فيما قال وزير الخارجية شمعون بيريز ان الاحتلال "موقت". وفي مدينة رام الله، علم ان السلطات الاسرائيلية بصدد اجتياح المدينة كاملة واعادة احتلالها. ويرزح اكثر من نصف احياء المدينة تحت الاحتلال الاسرائيلي الجديد، فيما تواصل تبادل اطلاق النار غير المتكافئ بين الفلسطينيين والجنود، ما ادى الى استشهاد الشاب سامي الزبيدي من جهاز الاستخبارات العامة بعد اصابته برصاصة قاتلة في الصدر. وتسيطر اسرائيل على مواقع حيوية واستراتيجية في المدينة التي احتلت اجزاء واسعة فيها قبل ثلاثة ايام، حيث سمع ازيز رصاصات الرشاشات الثقيلة الاسرائيلية في جميع جهات المدينة التي لم تتوقف فيها التظاهرات الشعبية والتي تخللتها اشتباكات بالحجارة من الجانب الفلسطيني مع قوات الاحتلال في غير موقع فيها. ووصف الرئيس ياسر عرفات احتلال مدينة طولكرم بانه "تجاوز لكافة الخطوط الحمراء"، فيما دعا مستشاره نبيل ابو ردينه الى تدخل دولي فوري خصوصا من الولاياتالمتحدة "الوحيدة القادرة على وقف العدوان الاسرائيلي" وعودة المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط انتوني زيني الى المنطقة. كما طالب بعقد جلسة عاجلة لمجلس الامن للبحث في ارسال قوات حماية دولية للشعب الفلسطيني في اعقاب احتلال طولكرم. واعتبر الوزير الفلسطيني صائب عريقات اعادة احتلال طولكرم جزءا من خطة اسرائيلية مدروسة "لاعادة احتلال تدريجي لكافة المدن الفلسطينية وتدمير السلطة". وقال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبد الرحمن ان الاجراء الاسرائيلي الاخير "دفع الوضع الى نقطة اللاعودة". وكان عرفات تلقى مكالمة هاتفية من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان فيما استقبل في مقره الممثل الروسي لدى السلطة، المبعوث الاوروبي الخاص انخيل موراتينوس الذي طالب اسرائيل بدروه برفع حصاره عن الرئيس الفلسطيني والبدء فورا بتنفيذ تفاهمات "ميتشل" و"تينيت". وفي رده على سؤال، قال موراتينوس: "ان لا صمت عالميا ازاء ما يحدث ولهذا انا هنا".