الانسحاب الليبي من الجامعة العربية ردة فعل طبيعية، ناتجة عن الأداء السلبي للجامعة، وعلامة على بداية انفراط العنقود الوهمي الذي ظل النظام الرسمي العربي يحرسه، بضعفه وقلة جبلته، طوال 57 سنة. وحقيقة، لا يمكننا أن ننظر الى طلب الانسحاب الذي تقدمت به الجماهيرية الليبية للجامعة العربية على أنه سلوك شاذ أو عاطفي، على الصمت العربي وحال ضعف أنظمته السياسية، بمختلف مسمياتها وصفاتها. ولا يمكن ان نتعامل معه على أنه تملص ليبي من الواجبات القومية تجاه الأمة التي تعيش ظروفاً جد عصيبة. فليبيا كلّت وهي تنادي للملمة الصف العربي. وعملت الكثير، ودخلت المواجهات والمصادمات مع القوى الدولية الباغية نتيجة مواقفها الرافضة لتركيع الأمة واذلالها. وتقدمت بمشاريع توحيد كثيرة، وخاضت تجارب أكثر، ولا حياة لمن تنادي. لقد أصابت الجماهيرية الليبية عين الصواب وهي تقرر الانسحاب. وكانت أحكم الدول كلها، وأشجعها وهي ترفض البقاء في عصبة تغرق في نوم مخزٍ وطويل. الاسكندرية - محمد رشدي