في اطار التحضيرات المستمرة لمؤتمر "باريس - 2" المقرر عقده في 23 تشرين الثاني نوفمبر الجاري في قصر الاليزيه، وجهت فرنسا امس المزيد من التفاصيل الى المدعوين الى المشاركة في المؤتمر حول ترتيباته. كما وجهت اليهم مذكرة الوضع الراهن في لبنان والخطوط الكبرى لبرنامج الاصلاح الاقتصادي الحكومي. وتشير المذكرة الى ان هدف هذا المؤتمر "هو مساعدة الحكومة اللبنانية على تنفيذ اصلاحاتها، عبر تعبئة الدول الصديقة للبنان والمؤسسات المالية الدولية للمساهمة في دعم هذه الاصلاحات". وقالت مصادر مطلعة في باريس ان هذه المذكرة تتناول التفاصيل عن الترتيبات اضافة الى الدعوات التي كانت فرنسا وجهتها رسمياً قبل عشرة أيام. وذكرت المصادر ان تعزيز فرص نجاح "باريس - 2" "يتوقف على الاشارة الايجابية التي يمكن لرئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري توجيهها الى صندوق النقد الدولي وتكون موضع ترحيب". وأضافت: "ان صندوق النقد يعتبر انه ينبغي على الحكومة اللبنانية ان تعيد هيكلة دينها باعادة التفاوض في شأنه مع المصارف الخاصة، ما يعني انه اذا استجابت الحكومة اللبنانية طلب الصندوق فإنها ستسعى لدى المصارف المدينة لها، لاقناعها بتحويل الدين المترتب عليها الى دين طويل المدى". وتابعت: "ان هذه المسألة تستدعي مفاوضات بين الحريري والمصارف اللبنانية، وان الأخير بدا منفتحاً على هذا الاحتمال خلال اللقاء الذي عقده أول من امس في باريس مع المنسق الفرنسي ل"باريس - 2" ميشال كامديسو". وأشارت المصادر الى ان "كامديسو يعتبر انه كلما اعطى لبنان اشارات ايجابية لصندوق النقد، كلما كان الأخير اكثر استعداداً لمساعدة لبنان، ولذا فإنه كامديسو نصح الحريري بإيجاد سبل تجعل موقف الصندوق اكثر ايجابية تجاه لبنان". ومعروف ان جزءاً كبيراً من الدين العام اللبناني هو لمصلحة المصارف اللبنانية الخاصة. وتوقعت المصادر "ان يتمكن الحريري من التفاوض مع هذه المصارف، التي تدرك انه من الأفضل تمديد أجل الديون المترتبة على الحكومة وتجنيب البلاد أزمة قد تنعكس على قدرة الدولة على التسديد".