قبل ساعات من عقد المجلس الوطني البرلمان العراقي جلسة استثنائية أمس لدرس قرار مجلس الأمن الرقم 1441، حذرت بغداد من محاولات اميركية ل"افتعال مشكلة" عن طريق المفتشين، بعدما "أجبرت" واشنطن على التخلي عن العمل العسكري التلقائي ضد العراق. ودعت العرب الى ضرب المصالح الاميركية في حال هاجمت الولاياتالمتحدةالعراق. حذر الأمين العام ل"مؤتمر القوى الشعبية العربية" سعد قاسم حمودي من محاولات محتملة للادارة الاميركية هدفها "افتعال مشكلة" عن طريق المفتشين بعدما "أجبرت على التخلي عن العمل العسكري التلقائي" ضد العراق. وقال الوزير العراقي السابق، قبل ساعات من عقد البرلمان جلسة استثنائية لدرس القرار 1441، ان واشنطن "بعدما اجبرت على التخلي عن العمل الانفرادي التلقائي، لا بد ان تلجأ الى المفتشين لاختلاق مشكلة واثارة زوبعة لتمرير مخططها العدواني الذي اعدته لضرب العراق". ودعا مفتشي لجنة "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية الى "الابتعاد عن الاستفزاز والمس بالكرامة والسيادة الوطنية وأداء واجباتهم بمهنية ونزاهة وحياد". واشار الى ان من مصلحة بلاده "ان تتعاون مع المفتشين لانجاز مهمتهم بأسرع وقت ... بالتالي رفع الحصار". وأضاف: "اذا جاء مفتشو انموفيك والوكالة وانتهوا الى اثبات ان العراق لا يمتلك اسلحة محرمة، كما سبق ان اكد العراق، عليهم رفع تقريرهم الى مجلس الأمن ليؤكد ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل" وصولاً الى "انهاء الحصار ومناطق الحظر الجوي، ووقف الاعتداءات المتكررة يومياً". وطالب الدول العربية بموقف مساند للعراق "طبقاً لقرارات قمة بيروت وميثاق الجامعة واتفاق الدفاع المشترك". "خطوة طبيعية وممارسة ديموقراطية" ووصف حمودي طرح القرار 1441 على المجلس الوطني بأنه "خطوة طبيعية وممارسة ديموقراطية"، مشيراً الى ان "الرئيس صدام حسين اعتاد على اشراك ممثلي الشعب العراقي في مثل هذه المواقف التاريخية الحاسمة". وكان صدام دعا الى عقد الجلسة، وتوقع مصدر قريب الى البرلمان "ان يقدم المجلس الوطني الدعم للقيادة العراقية وتفويضها اتخاذ القرار الذي تراه في مصلحة الشعب". وينتظر ان يترك البرلمان 250 عضواً لمجلس قيادة الثورة اعلى هيئة قيادية برئاسة صدام اتخاذ القرار في شأن الموقف من قرار مجلس الامن. وكانت السلطات العراقية وصفت القرار 1441 بأنه "سيء وجائر" مؤكدة في الوقت ذاته انها "تدرسه بهدوء"، موحية بأنها قد تقبله في النهاية. وعلى العراق ان يعلن قبل الجمعة المقبل موقفه من القرار الذي يشدد نظام التفتيش عن الاسلحة، ويمنح بغداد "فرصة اخيرة" لنزع الاسلحة المحظورة قبل تدخل عسكري محتمل. استخدام سلاح المقاطعة الى ذلك، أ ف ب دعت صحيفة "الجمهورية" الرسمية العرب الى مقاطعة الولاياتالمتحدة وضرب مصالحها، في حال هاجمت بغداد. وكتبت الصحيفة: "في حال شن عدوان على العراق، على العرب جميعاً، انظمة وجماهير، ضرب المصالح الاميركية واستخدام النفط العربي سلاحاً في المعركة ومقاطعة البواخر والطائرات الاميركية واستخدام سلاح المقاطعة السياسية ضد اميركا وبريطانيا، واستخدام الارصدة العربية في معركة الامة ضد اعدائها". وردت صحيفة "بابل"، التي يديرها عدي نجل الرئيس العراقي، بشدة على التهديدات مؤكدة "ان الذي يتحدى العالم ليس العراق بل الادارة الاميركية بما ترتكبه من مجازر وما تمارسه من استبداد، وتقديمها الدعم لكل الاطراف الضالعة بالارهاب والسلب والنهب وفي المقدمة الكيان الصهيوني". ولفتت صحيفة "الثورة" الى ان مجلس الامن "لم ينفذ التزاماته، بل لم يخط خطوة واحدة على طريق تنفيذها، وجعل همّه او جعلته اميركا يتشبث بشكوك واتهامات باطلة ولا يفكر الا بمسألة واحدة هي التفتيش عن أسلحة لم يعد لها وجود في العراق".