أحالت الشرطة الفرنسية أمس عز الدين بركان 39 عاماً إلى القضاء بتهمة "محاولة الاغتيال عمداً"، لإقدامه على طعن رئيس بلدية باريس برتران دولانوييه ليل السبت - الأحد. وكان بركان العربي الأصل اعتقل اثر الحادث في مقر بلدية باريس حيث كان الجمهور يشارك في احتفالات "الليلة البيضاء" التي نظمت في مختلف احياء العاصمة واستمرت حتى الصباح. وأخضع المتهم لاستجواب من جانب الشرطة الجنائية، كما أخضع لفحوصات طبية هدفها التحقق من ان صحته العقلية تسمح بإيداعه السجن. واختار بركان لدى اعتقاله التزام الصمت وعدم الإجابة على أسئلة المحققين. لكنه عدل عن موقفه هذا، وقال انه طعن دولانوييه لأنه "لا يحب رجال السياسة وخصوصاً الشاذين" منهم. وأشار الى ان تربيته الدينية، كونه مسلم تحمله على "رفض ميول الشاذين المنافية للطبيعة". ومعروف ان دولانوييه كان حرص قبيل إعلانه عن ترشيح نفسه الى رئاسة بلدية باريس، على التصريح علناً بشذوذه، مما أثار استياء بعض الأوساط الفرنسية المحافظة. وأكد بركان للمحققين انه لم يعد مسبقاً للاعتداء على دولانوييه وأنه قرر استخدام السكين الذي يحمله دائماً في جيبه، عندما فوجئ برئيس البلدية واقفاً قربه في صالة الاحتفالات. ومن المقرر ان يمثل بركان المعروف لدى اجهزة الشرطة وسبق وان أودع السجن مرات عدة بتهمة السرقة والإتجار بالمخدرات، امام المدعي العام الذي يوجه إليه رسمياً تهمة محاولة القتل. فاشل اجتماعياً أو مختل؟ ويعد بركان الاختصاصي في الكومبيوتر، فاشلاً اجتماعياً، فهو عاطل من العمل ولا يزال يقيم على رغم سنه في منزل والديه في ضاحية بوبتييه الباريسية. كما انه شخص غير مستقر نفسياً، اذ سبق له وان أدخل الى مصح عقلي في منطقة لورد في آذار مارس الماضي، وقبلها في ضاحية فيل - ايفرار سنة ألفين. وبعد التأثر الذي أثارته فعلته في الوسط السياسي الفرنسي اعلن "تجمع منظمات المثليين" الفرنسيين بدوره عن صدمته لما تعرض له دولانوييه، وقال ان "ما من شيء يمكن ان يبرر مثل هذا العمل". إلى ذلك، اعلنت معاونة رئيس بلدية باريس آن هيدالغو ان حال دولانوييه الذي اخضع لجراحة في مستشفى "لابيتييه سالبتريير" في حال مطمئنة، على رغم الآلام التي يعانيها. وأعاد الحادث الذي تعرض له دولانوييه إطلاق النقاش حول امكان تأمين حماية افضل للشخصيات العامة والحؤول دون تحولهم الى اهداف للمختلين. ويذكر ان 8 من اعضاء المجلس البلدي لمنطقة نانتير قتلوا وأصيب 12 آخرون منهم بجروح، عندما اطلق عليهم ريشار ديورن الذي يعاني بدوره اضطرابات نفسية، النار اثناء اجتماع عقدوه في مقر البلدية.