لندن، ريثيمنون اليونان - "الحياة"، ا ف ب - شهدت جهود رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لانعاش مفاوضات السلام في الشرق الاوسط انتكاسة محرجة على يد الرئيس جورج بوش، وذلك بعد ايام من عرض بلير خطته للسلام امام مؤتمر حزب العمال في بلاكبول. وكتبت صحيفة "الغارديان" في عنوانها الرئيسي ان بلير كان يدفع باتجاه استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية وعقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام، مشيرا الى انه مع اقتراب الحرب ضد العراق فان من الضروري التعاطي مع احدى المشاكل الرئيسية التي تسبب كراهية العرب للغرب. وكشفت الصحيفة ان بوش عرقل هذه المبادرة، موضحا لبلير انه لا يريد عقد مثل هذه المحادثات في المستقبل القريب. وكان بلير تحدث عن استئناف مفاوضات السلام في مناسبتين، الاولى عندما خاطب مجلس العموم قائلا: "اننا بحاجة الى مؤتمر سلام جديد في الشرق الاوسط" و"حشد واسع لطاقتنا من اجل دفع عملية السلام". وفي المناسبة الثانية، قال خلال مؤتمر حزب العمال الثلثاد انه "مع نهاية العام يجب ان نكون انعشنا مفاوضات المرحلة النهائية حيث يحصل الاسرائيليون على دولة خالية من العنف معترف بها من العالم العربي، فيما يحصل الفلسطينيون على دولتهم في حدود عام 1967". وكتبت الصحيفة ان مكتب رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية البريطانية فوجئا بموقف بوش، ونقلت عن مسؤولين قولهم انه برغم الانتكاسة فان بلير سيواصل جهود السلمية. وقال مسؤول في مكتب رئاسة الوزراء البريطانية ان الموقفين الاميركي والاسرائيلي من استئناف المفاوضات "بارد"، مضيفا ان "غياب التقدم يسمم كل شيء في المنطقة". وتشهد المنطقة حركة ديبلوماسية ناشطة في مجال استئناف مفاوضات السلام، اذ يتوجه الممثل الاعلى في الاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية والامن المشترك خافيير سولانا اليوم الى الشرق الاوسط حيث اعلن انه سيحض الرئيس ياسر عرفات على تشكيل "حكومة فاعلة". وقال على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء الدفاع في الاتحاد الاوروبي في كريت في اليونان: "في الوقت الحالي، ليس هنالك حكومة ... كلما كان تشكيل حكومة فاعلة ابكر، اي حكومة فعلية يتحمل فيها كل وزير مسؤوليات واضحة، كلما كان الوضع افضل". واضاف ان منصب رئيس الوزراء مهم للغاية "لانه هو الذي سيتحمل المسؤولية امام المجلس التشريعي". وسيلتقي سولانا غدا رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ثم عرفات، كما سيلتقي الثلثاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والاربعاء الرئيس حسني مبارك. وقال سولانا: "اتوجه الى المنطقة مزودا بدعم معلن من بلير الذي اكد انه يرغب في ان تستأنف المفاوضات في شأن الوضع النهائي قبل نهاية العامش. وكان مصدر اوروبي اعلن الجمعة ان زيارة سولانا تشكل "رسالة التزام من الاتحاد للتوصل الى تسوية للازمة في الشرق الاوسط في وقت تتوجه فيه كل الانظار الى العراق".